رأيتها فحسبتها أمي خرجت من القبر لأنها تشبهها وجهاً وشكلاً وجسماً وأخلاقاً فناديت يا أمي.. يا أمي حتى بح صوتي.. تعالي أنت يا أمي.. ولكنها لم تسمع صوتي ولم تلتفت إلى وجهي الشاحب، ولو التفتت لرأته حاملاً معنى اللهفة والحنين.. ولصاحت بأعلى صوتها يا عبدالعزيز يا ولدي الوحيد ماذا دهاك بعدما تركتك وحيداً تصارع الزمن.. أعدت كلمتي الأولى أمي.. يا أمي.. ومضت في الزحام بين الملايين من البشر.. مشيت مسرعاً وراءها ناديت مرة أخرى أنا ابنك عبدالعزيز كانت امرأة في قسمات وجهها الشيء الكثير من أمي.. حتى خصلات شعر مصبوغ بالحناء.. في هذه اللحظة تمنيت أن أضم كل ما حولي من أناس.. ومن أحجار الشارع.. المتناثرة.. هنا وهناك.. وفجأة زلت قدمي.. سقطت أبت بجرح صغير في قدمي قفزت مسرعاً.. فسقطت من على سريري مرة أخرى علمت جيداً أنني كنت في حلم جميل.. تمنيت ألا أصحو منه لأرى وجه أمي ماثلاً أمامي.. ولكن هيهات. وقفة: أقول وربما قول يدل به ويمتثل ألا هل ترجع الأحلام ما كحلت به المقل