كأي إنسان عاصر الحياة، وكأي بشر تعمق فيها إلى الأعماق، وكأي تائه يرحل إلى البعيد، حملت نفسي على سجيتها. سرحت مع أفكاري وسرت مفكراً فيما حولي، وهناك وفي حانة الزمن حططت رحالي أتساءل. أسندت رأسي المليء بالمتناقضات العديدة إلى يدي الهزيلة المرتعشة ثم سرحت بعيداً مع الخيال مركز الآمال العراض. وتخيلت حال أكثر بني الإنسان مثلي والذين يمرون بالتجربة نفسها، وأخيراً واصلت سيري عبر طريق الآلام التي تلتهم بشاشة وجه الإنسان. لحظات قليلة واعترضني اليم، فنظرت إلى صفحته المتألقة العاكسة زرقة السماء. فعدت إلى نفسي أحدثها. أيتها النفس كل شيء ومهما طال الألم يغدو أخيراً مثل هذه الرقة وفي مثل هذا الصفاء. الرياح تهب والحروب تثور لأتفه الأسباب. والدماء تتدفق من أجل لا شيء وبعض النفوس الذابلة تسود يوماً بعد يوم. ولكن الهدوء والسكينة هما مصير كل شيء، نظرت إلى الحياة مرة أخرى بمنظار المتعمق في كفة الأشياء فرأيت عجائب عديدة، ولست أعني عجائب الدنيا السبع بل عجائب الإنسان الكثيرة. مهما تألمنا ومهما قست علينا الحياة ومهما كشرت في وجوهنا المصائب فإننا رغم ذلك ستبتسم يوماً ما وسننظر باستغراب إلي أيام التعاسة الماضية بكل سرور وسعادة. أخيراً وبعد ان رأيت هذه الأشياء العديدة. علمت الكثير وتعلمت ان الحياة بعناصرها وبجميع متناقضاتها وان ما هو كائن سيكون بالرغم من جميع الاعتبارات؛ إذن يجب ان نقول بكل افتخار إنها الحياة فقط. وقفة: لا تشك للناس جرحاً أنت صاحبه لا يؤلم الجرح إلاّ من به ألم * معلم متقاعد