1- وبعد تخرّجنا جاء للقسم عددٌ من الأساتذة، جدّدوا فيه الدماء، منهم على سبيل المثال لا الحصر: الدكتور عبدالعزيز السبيّل، والدكتور سالم الخمّاش، والدكتور جميل المغربي، والدكتور منذر العياشي، والدكتور حسن النعمي، والدكتور سعود أبو تاكي، وكان في القسم (...)
1- وفي عام 1408ه كنا ندرس مقرر (دراسات لغويّة في القراءات القرآنية) على الدكتور محمد يعقوب تركستاني، كان موعد المحاضرة الساعة الثامنة صباحًا، وللدكتور محمد يعقوب هيبة وإجلال، وتكتنف محاضراته سكينة ويعلوها وقار قلّ مثيله، فمن النادر أن تسمع صوتًا أو (...)
قلت في المقالة السابقة أن التقسيم الثلاثي للزمن (ماضٍ ومضارع "حاضر" ومستقبل) تقسيم افتراضي، وأنه مخادع، وأن حقيقة الزمن لا تقبل هذا التقسيم، وأن الزمن الحقيقي غير هذا، وأنه أكثر تعقيدا.. وهنا تتمة المقالة السابقة عن حقيقة الزمن وأسراره، فأقول في (...)
كتبتُ قبل أشهر مسوّدة قرار (بدل فاقد) ونُشرتْ في حلقاتٍ على صفحات هذا الملحق المتميز (ملحق الرسالة) ثم عُرضت مسوّدة القرار على عددٍ من المتخصّصين في العربية من المملكة وغيرها، وهم كُثُر، يزيد عددهم عن مئة، تَم التواصل معهم بطرق التواصل الحديثة، (...)
هذه خواطر وشذرات متنوّعة في الأدب والشعر كتبتها في تغريدات متفرّقة في أوقات مختلفة في حسابي الشخصي على تويتر، فأردت أن أجمع بعضها هنا في نفاضة الجراب.. ومنها:
1-لا تهمل الطفل بداخلك.. نفّسْ عنه حتى لا يموت.
2-العمر كالنّهر العذب، مصبّه في البحر (...)
هذه تفاريق لغويّة عرضت عفو الخاطر دوّنتها في أوقات متفارقات، وهي شذرات من رأيي في اللغة والمعاجم، فرأيت أن أجمع ما تيسر منها في جرابي، فمنها أقول:
1-المعجم هو عقل الأمّة وضميرها، والأُمّة التي لا تُعنى بمعجمها لا عقل لها.
2-المعجم العربي القديم (...)
كلمة (العروس) في العربية نعت يستوي فيه الرجل والمرأة، فالعروس المرأة والرجل ماداما في إعراسهما، ويقال: رجل عروس ورجال أعراس وعُرُس، وامرأة عروس في نسوة عرائس. وقد شاع في لغة المعاصرين قولهم: العريس للرجل والعروس للمرأة، دفعا للبس بين الرجل والمرأة، (...)
الألفاظ كائنات حية تولد وتشبّ وتهرم وتموت، ومنها ما يُعمّر طويلا، ومن الألفاظ ما يُعمّر فلا يموت، ولو مضى عليه آلاف السنين، لما فيه من ضروب المناعة الداخلية كقوّة المعنى ودوامه، ورشاقة اللفظ وعذوبة جرسه، أو المناعة الخارجية، كألفاظ القرآن الكريم (...)
قلت لطلاب الدراسات العليا: إن مرويات أبي حيّان التوحيدي عن الأعراب في كتابه (البصائر والذخائر) تصلح لدراسة لغوية في رسالة علمية أو أكثر من رسالة.. ويمكن مقارنة تلك المرويات بما جاء في المعاجم، لمعرفة مقدار التوافق وما انفردت به تلك المرويات.. (...)
يتردد في كتب اللغويين القدامى وغيرهم ذكر العالية، ويقولون: لغة أهل العالية، ويضيفونها أحيانًا إلى الحجاز أو نجد فيقولون: عالية الحجاز أو عالية نجد، وتوصف لغتهم بالفصاحة، والفصاحة في كل العرب، قال أبو زيد: لستُ أقولُ: قالت العربُ إلا إذا سمعتُه من (...)
تقدم الحديث في قول المعاصرين (بدل فاقد) بمعنى مفقود، ووقفنا بالتفصيل على شواهد مما جاء على (فاعل بمعنى مفعول) من القرآن والحديث وكلام العرب وأشعارهم، ورأينا الخلاف بين البصريين والكوفيين في تلقّيه ، فلكل من المدرستين تأويلها لما جاء من هذا الاستعمال (...)
رأينا مذهب الكوفيين في نحو (عيشة راضية) و(ماء دافق) و(هم ناصب)، و(ليل نائم) وقولهم : إنها من باب فاعل بمعنى مفعول.. فما رأي البصريين؟
المذهب الثاني: وهو مذهب كثير من البصريين، وعلى رأسهم الخليل وسيبويه، وهم ينكرون (باب فاعل بمعنى مفعول) ويرون أن ما (...)
المتدارك أو الخبب هو البحر الثاني من الدائرة الخامسة، يزعمون أنه فات الخليل، وأن الأخفش تداركه عليه، والحق أنه لم يفت الخليل، فهو ظاهر سهل الفكّ من الدائرة، والخليل فك جميع البحور المستعملة والمهملة من الدوائر، وبعضها شديد الخفاء، أفيعجز عن فك بحر (...)
يزعم بعض المعاصرين أن قول الشاعر:
رُبَّ أوراقٍ ذَوَتْ فَارْتوتْ من مُقْلَتي
أو غُصونٍ أيْنَعَتْ أحْرَقَتْها زَفْرَتي
من بحر (المبسوط) وكذلك قول شاعر معاصر:
أسقه كأس الردى سلسبيلا في الشفاهْ
وأعطه حرية الموت يا قيد الحياهْ
أزِفَ النصرُ فيا ليلُ طلْ (...)
سبق في المقالة الماضية الحديث عن أسماء شياطين الشعراء وما يجري مجراها، وفي هذا المقالة تتمة الحديث، فمن أسمائهم:
(الصُّلادم) فقد زعم بعض الأدباء والرّواة أنّه اسم شيطان من شياطين الشّعراء، وهو والد شيطان عبيد بن الأبرص، المسمّى: هبيد بن الصُّلادم. (...)
ثمة طائفة من أعلام الجنّ قيل: إنّها أسماء لشياطين بعض الشّعراء من الإنس، بزعم العرب ورواة الأدب، مثل: مسحل بن جندل شيطان الأعشى، وجُهُنّام شيطان عمرو بن قَطَن، وهَبيد بن الصُّلادم شيطان عَبيد ابن الأبرص، ولافظ بن لاحظ شيطان امرئ القيس، ومدرك بن واغم (...)
تحدثت في مقالة سابقة عن الجن وحقيقة وجودهم، وأنهم من الحقائق الثابتة بالنصوص الشرعية، وفي هذه المقالة أستعرض بعض أسماء أعلامهم مما ورد ذكرها في التراث العربي الإسلامي، وأكتفي من أسمائهم بشيء من ذلك مما لم يشتهر أمره بين الناس، فمنهم:
(آبْ) اسم (...)
ذكرت في المقال السابق أهمية وسائل التواصل الاجتماعي وخصائصها وأبرز العقبات التي تواجهها في خدمة اللغة العربية، وهنا تتمة الحديثة:
التوصياتُ والاقتراحات:
سأذكرُ جملةً من التوصياتِ والاقتراحاتِ في نقاطٍ متفرقة، وبعضُها معلومٌ ضمناً مما تقدّم، ومن (...)
تقدمُ مواقع التواصل الاجتماعيِّ فرصةً سانحةً لخدمة اللغةِ العربية لما فيها من خصائص التفاعل اللحظي الحيّ وعناصر الجذب والتشويق، مع إمكانية التواقت الزمني التامّ، وإتاحة الفرصة للجميعِ.. فظهرت عدةُ محاولاتٍ فرديةٍ لخدمةِ اللغةِ العربية، من خلالِ (...)
أجمع الثّقات من أهل العلم منذ الصّدر الأوّل على وجود عالم الجنّ والشّياطين مستقلًا عن عالم الإنس، ولم ينكر وجودهم سوى طائفة من الفلاسفة وأصحاب بعض الفرق، من المعتزلة والجهميّة، وأفراد من الجُهّال، كما أقرّ عامّة العرب منذ عصور الجاهليّة بوجود عالم (...)
المراد بالفوائت هو ما فات معاجمنا القديمةَ تدوينُه، ومعلوم - عقلًا ونقلًا - أنه فاتها الكثير؛ لأنّ وسائل جمع اللغة واستقصائها لم تكن متاحة لهم في زمانهم، فهنالك قبائل في جزيرة العرب لم تُنقل جلُّ لهجاتهم لبعدهم وانعزالهم في مواضعهم النائية، فيمكن (...)
قلت في المقالة السابقة: إن «الحادوشاء» كلمة حديثة المولد منحوتة من (الحادي عشر) على وزن (فاعولاء) للمزاوجة ومشاكلة التاسُوعاء والعاشُوراء، فنحتت من الجزءين، بأخذ الحاء والدال من الجزء الأول، والشين من كلمة «عشر» وصُبّت صبًّا في القالب الوزني (...)
قبل أن نلج إلى التفصيل في كلمة «حادوشاء» أودّ أن أُطمئن القرّاء وأقول لهم: إن كلمة (حادوشاء) كلمة إنسيّة وليست من كلام الجنّ، ولا من طلاسم السحرة، لكنها كلمة حديثة الولادة، ولغتنا مُذ كانت ولاّدة، ففي العصر الإسلامي الأول ولدت الشقيقة الكبرى (...)
قدم البصريون خدمة جليلة للعلوم العربية، فقد أنهجوا القياس، ووضعوا أسس العلم للعربية نحوها وصرفها، فترسّخ مذهبهم وانتصر على غيره، وتعلمت الأجيال اللغوية منذ القرن الرابع الهجري أن قول البصريين قول لا يردّ، وأنّه يعلو ولا يُعلَى عليه، فأضرّ هذا (...)
روى المؤرخ الأديب محمد الإتليديّ المتوفى سنة 1100ه في كتابه (إعلام الناس بما وقع للبرامكة من بني العباس) قصة طريفة عن الأصمعي، لم أقف عليها في التراث القديم، ولطرافتها سأتنازل عن مساحتي الصغيرة اليوم وأتركها له.. قال الأصمعي: دعاني بعضُ العربِ (...)