بطبعي لا أُحب صرير الرثاء، ولكن! من الواجب كتابة أطياف الوفاء على أقل تقديرٍ لأصحاب الهمم ومعاني القمم. فقد حار اليراع في تأبينه، وتأوه القلم في تدوينه.. فما أوجع إطالة النظر في الأوراق المعتقة والرسائل القديمة. وما أجمل الأماني التي أسداها إلينا في (...)
الأحساء ولادة بالإبداع، ناهيك عن الجوانب المترعة والمتأصلة فيها منذ صدر الإسلام الأول، كالعلم، والشعر، والمدارس المتعددة، والأدب،، وجودة التمور، وخصوبة الأرض، وحضارة المشهد، ونقاء الإنسان في مقامها الأول.
فكم فنانٍ (حساويٍ) اشترك ومن لم يشترك بهذا (...)
طالت قائمة المشتريات لشهر الخير، والعربة عانقت هام السحاب (حالها حال غيرها)!
بعض العيون تصطاد تواريخ الصلاحية، والأُخريات يوجعها مقدار الثمن لكل سلعة معروضة، ولم نبرح نسرد حزن الكلام لبعضهم وبعضهن: "فلوسنا ما تكفي"!
يا الله كم هذه الكلمة موجعة؟!
هذا (...)
ما زلت أقول: إن لم تغير في سلوكنا «جائحة كورونا» لا أرجعها اللهم لنا للأفضل، لا خير في أعمارنا
كم يتيمة تنعى أمها هنا؟
كم طفل يشم رائحة غياب والده هنا؟
كم أرملة تجر أذيال خيبتها بالعوز هنا؟
كم زوج يتأوه بين نواظر عياله هنا؟
كم، وكم، وكم؟
هكذا أخذتني (...)
بالمنطق هناك نظافة العقل، ونظافة اليد، ونظافة السلوك، ونظافة الفكر، ونظافة القلب، ونظافة اللسان، حيث أوجدنا الخالق عز وجل لعبادته، وتتخلل هذه العبادة مجريات شتى بأمورنا الحياتية، لأن «الدين المعاملة» كما وردت في الكثير من الأحاديث القدسية المسلمة، (...)
لكل واحدٍ منا جهاته الأصلية والفرعية..
وما أجمل طرق تلك الأبواب الحديدية، والمثقلة بتعدد الألوان..
حيث تسحب الأيادي خيط الباب دون تكلفٍ أو ميعادٍ، وتنادي أمهاتنا الساكنة في الدار بأعلى صوتها: (أهنا أحد)؟
لتعانقك الإجابة بأقصى سرعة دون تضجر يذكر: (...)
قد أودعتنا الأيام سجع حروفها، ومترادفات تخومها، بين ضجيج الأمس وفلسفة الرحيل!
لولا المساء..
لما كان للقمر أية دلالة، ولما كان للنجوى أدنى حكاية.
لولا المساء..
لما تجانست لزوجة الطين برش الماء بين حياتنا ورحيلنا.
لولا المساء..
لما تفطرت يد الفلاح من (...)
على ضفاف وردٍ رسم اليراع تعجبه، وما حال ذاك الريحان ساعة ما نهديه لمستحقٍ يروي أثره للشفاء العاجل بإذن الله؟ ما دعاني لكتابة هذه السطور، فحوى زيارتنا لأحد أصدقاء الوالد (رحمه الله) بالمشفى، وهو في حالة الاستعداد لإجراء عملية جراحية لقلبه، وقس على (...)
أيُّ رحىً تجوب في مُخيلتي؟ وأيُّ كوتٍ تُحيط بذاكرتي؟ وأيُّ جوىً يتمتم في صومعتي لأجلك يا «أستاذ غريب» بالفريج الشمالي في الهفوف؛ وأحساء الماء والنخيل؟!
أكاد أجزم أنك خلدت ذكراك في دواخل حارتك ومدينتك ووطنك.. كيف لا وقد تخرجت على يديك الأجيال باختلاف (...)
إلى ذاك القُراح المُنسكب على ثرى قبر الشيخ: عيسى الحبارة (رحمه الله) لن أُطيل المقام كيما أشد انتباهك في هذه المقالة، ولن أتلمس الجوانب الرثائية لهذا الفقيد العزيز، ولن أمتطي ركاب المدح بعد رحيله؛ لأن حضوره أولى بهذا المقام والاهتمام!
فقد بات موته (...)
هل تعلم بأنك في نعمة كبيرة أعطاك الله إياها، وفضّلك على الكثير من المخلوقات بما لديك من عقل وبيان؟. فالعقل هو الجزء المحرك والمدبر نحو الإبداع، في جوانب كثيرة ومنها «الخيال». فقد قال العلماء: «كلما زاد الخيال الإيجابي، زاد تحريك وتحفيز العقل الباطن (...)
في نهاية عام 1409اشتركت حملة الوالد حبيب بن موسى القرين (رحمه الله) بالهفوف، مع حملة المرحوم إبراهيم الحيز (رحمه الله) من حوطة العمران بالأحساء، وكذلك حملة الحاج يوسف التريكي من الدالوة، ورابعهم إبراهيم البطاط في حملة حجٍ واحدة، وتحت إدارةٍ موحدة (...)
إلى أديب الأحساء: عبد الله الشايب..
خطواتي تختال في مشيتها وأراضيها، والذاكرة تستزيد بطاقتها ومآقيها، والآفاق تستكثر من رجالها ونواحيها.. وكيف بيّ الآن وأنا أشتم الأنفاس، وأُدوزن الإحساس بين أروقة مبناه وكُنه عطاياه؟.
أجل، قبل خمس عشرة سنة على وجه (...)
جرت العادة (ولله الفضل والمنة)، في ذلك من الأجداد والأسلاف (رحمهم الله جميعًا)، إلى ما نحن عليه اليوم في حب التواصل، ومعرفة الحياة، ومعادن البشر.. أجل، نِعم الله كثيرة، وفي ازدياد (والحمد لله صاحب الفضل)، وهي التي أي النعم جعلت جُلنا يرفل بالعطاء، (...)
الأحساء لطيفة بأهلها وتراثها وجوها الشتوي الملبد بالغيوم.. وما زلت إلى الآن أتذكر كشتات الوالد (رحمه الله) بسيارته الكورولا قبل (37) سنة تقريبًا، في إجازة يوم الخميس أو الجمعة بعد صلاة الظهر مباشرة دون تخطيطٍ مسبقٍ.. على (طول شنقح بنقح للحصير (...)
كلما توجست الخُطى صوب ظلالها، تفتق جلباب المعاني، وتفتحت أزرار قميص المُفردات.. أي حبٍ هذا الذي نحتكِ، وهيمنكِ على أنحاء وجداني؟، هل تذكرين؟، هل تذكرين ركض خيل مشاعري، وحمحمته إليكِ؟.
هل تذكرين صهيل أشجاني نحوكِ؟ هل تذكرين نقش حروف أضلعي على قوارب (...)
منذ أن خلق الله الخليقة، كرم الإنسان، وعرفه البيان، واستوطن فيه روح العطاء، وحب العمل المتقن. فلا يوجد بين ظهرانينا من يجلل نفسه بالكمال والذكاء الراجح، ومن حوله أغبياء، إلا مريض بالجهل الواضح والمركب بالتبعية واستجداء المديح! نعم، كنه الإنسان بوجود (...)
ما أجمل المقاهي حين تشكلت أروقتها بالصور، وأحاجيها بالعبر، وضوء الشموع والفوانيس ناحية (الرواشن) وهبوب الهواء.. وما أوحش تلك الجدران المُتفطرة، والكراسي المتهشمة، (والأراسي) الخاوية من ضجيج الأطفال. فقد اصطفت الفناجين حول بعضها بالخوف والارتجاف، بعد (...)
حقيقة ما أكثر السنوات، وما أقرب الذكريات.. ومن هذا الباب فإنني لم (أُقرقع) في حياتي سوى ثلاث مرات، وحتى لا أُبالغ لا تتجاوز أصابع الكف الواحدة!
ولا أعلم لماذا؟!.. هل هو خجل مني؟!.. أم لتخوف أهلي عليَّ؟!.. أو لتلك الحُقبة التي مرت علينا بين نظرات (...)
من الذي يقتل الطموح بداخلك؟
هل هو كلام القريب؛ أو البعيد؛ أو الذي لا يُشكِّل شيء حتى بالسراب؟
أجل، من الجميل مُطالعة كل الأمور من حولنا بنظرة وعيٍّ وإدراكٍ وإيجابيةٍ..
فكم واحدٍ منا سار على الدرب وتعثر نتيجة قولٍ مُثبطٍ، أو سُلوكٍ مُحبطٍ!
فهُنا من (...)
* الجميل في حياتنا أننا نختزل كل ساعة منصرمة من عمرنا بومضة ووقفة ورؤى.. قد دثرها الزمان برداء التعجب والتساؤل!
* بياض القلب يظهر بالابتسامة.. فصدق من قال: الابتسامة هي السحر الحلال.
* حينما نمتطي فرس الخيال نشد شكيمة الكلمات، وتجمح بنا المعاني في (...)
بين رفاة الأمس، ومغزل اليوم حكاية، قد أوسدتها ضمير المعنى، ودثرتها براحة القلم..
فاستمل ما شئت، وامهر الخاتمة!
أُحب الدنيا كطفلٍ أيقظ كل الأطيار، وأشعل أغصاني للجاثمين..
أُحب الدنيا لأنّها بداية كل نهاية، ونهاية سواحة لقبور الراحلين..
أُحب الدنيا (...)
منذ أن كنت صغيراً وأنا معجبٌ بعطائه، عرفته منذ كنتُ في السابعة من عمري تقريباً، حيث كانت تربطه علاقة حميمة مع والدي الراحل - رحمه الله -، وكانت حبيبته لا تفارق يديه في حِلّه وترحاله.
كان ولا يزال يتحدى ذاته بإنجازاته التي أدركها الكثير منا، ولا يكاد (...)