على ضفاف وردٍ رسم اليراع تعجبه، وما حال ذاك الريحان ساعة ما نهديه لمستحقٍ يروي أثره للشفاء العاجل بإذن الله؟ ما دعاني لكتابة هذه السطور، فحوى زيارتنا لأحد أصدقاء الوالد (رحمه الله) بالمشفى، وهو في حالة الاستعداد لإجراء عملية جراحية لقلبه، وقس على تلك الزيارة المشاهد (التراجيدية والكوميدية)، والمواقف المرتبطة بها، وأسقطها على الدراما الواقعية فيما بيننا! فالبعض منا يأتي من باب إدخال السرور واكتساب الأجر والمثوبة، وترك الآثار المعنوية العالية على نفس المريض، والبعض الآخر يأتي على بند هذا المثل الدارج «تيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي»، ليترك أثره السلبي على المشتعل بآلامه وأوجاعه! من هُنا يأتي دور السيناريو (وكلاكيت) المُخرج، لرصد تعرجات تصرفاتنا في الأفعال والأقوال: (فلان بن فلان) مات وما له أثر، وللتو أتينا من استراحة العزاء! (فلتان بن علان) تشرب فيه المرض، وما ذنب تلك العروس (الثلاثينية)، التي عُقد عليها قبل سنة؟! الأخ خليل الدهر في غرفة الملاحظة المشددة (ICU )، وممنوع من الزيارة بتاتاً. الحبيب فاقد أمل في ليلة زفافه حملوه في سيارة الإسعاف، ومددوه بالمحجر وعند ذاك (الدختر)! البعض من خلف الستار يهمس، وربما يُجلجل بضجيجه: (يو، علامه، خطاه الشر، وخطاك اللاش، وعساك أهون، وشلون نُباك)! البعض مُنفعل بالكلام، وشغله الشاغل (يبرم في ذاك المسباح كما هو الصنقل)، ولسان حاله يقول: (أخلص ولا املص متى بتموت، تراك أشغلتنا سرّد ورّد عليك مثل مزراق ذاك الحايك)؟! البعض (فال أم الدعوة براد شاي رايح، وترمس قهوة جاي مع الفصفص)، (وغمس بالحلى وما جاك في وجهي)، والغريب في أمرنا بأن كل شيءٍ نأكله، عدا ذاك الشاي المعتق، والذي تُقام الحروب وصليل السيوف إذا ما امتزج بالسكر! البعض كلما أراد مغادرة الغرفة، ليخفف الزيارة، خاطبه مرافق المريض: (توّك جاي ما تثاثيت، استرح أشوي عاد)؟! والبعض يحسب على أطراف أصابعه كم (صينية) مندي وضعوا بذاك العزاء يوم أمس، وكم تعداد الذبائح يوم غد؟! كل هذا والمريض المسكين يُكابد الألم والتوتر من كل حدبٍ وصوبٍ بين حديث الزوار والمسرحية المتعددة الفصول والأبطال! همسة: إذا كنت لا تمتلك طاقة إيجابية، لا تذهب إلى أي مشفى، فكل من هناك يبحثون عن كلمة دافعة، كما حدثني أحد الأحبة بأن ثلاثة أرباع العلاج ابتسامة من الطبيب والزائر فوق أركان الدعاء والصدقة.