يُخيل إليَّ – ولعلَّي أكونُ واهماً- أن العقليةَ العربيةَ عقليةٌ متطرفة، وأشعرُ في بعضِ الأحيان أن العربَ كلهم معنيون بقولِ الشاعر: «ونحن أناس لا توسط بيننا... لنا الصدر دون العالمين أو القبر»، والمؤلم أن الوسطيين في كلِّ مجتمعٍ هم الأخفتُ صوتاً، (...)
مشكلةُ إخوانِ السعوديةِ أنهم ينقادون بسهولةٍ ويندفعون بعنفٍ، ولا يهتمون كثيراً بمعرفةِ دخائل الأشياءِ التي يتعصَّبون من أجلِها، بحسنِ نيةٍ أحياناً وبسذاجةٍ في أكثرِ الأحيان، لأن مواقفَهم لا تأتي عن بحثٍ ودرايةٍ بقدر ما أنها تأتي بطريقةِ (معاهم (...)
لا أُريدُ أن يفهمَ البعضُ من العنوانِ أعلاه أني أقصدُ أن بعضَ الناسِ يكرهون الهيئة، بقدر ما أودُ تبيانَ الأسبابِ الداعيةِ إلى التقليلِ من أثرِها، مستيقناً أن أغلبَ الناسِ مع الهيئةِ ولا يريدون من أحدٍ أن يوجهَ لها نقداً سواء أكان هذا النقدُ حقاً أم (...)
كل أميرٍ مواطن، والقيمةُ الممنوحةُ للأمراء تتعلقُ بالجانبِ الاجتماعيِ أكثر مما تتعلق بالحقوقِ والواجبات، فالفارقُ بين المواطنِ الأمير و المواطن العادي هو فارقٌ اعتباري لا يمنحُ الأميرَ الحقَ في أن يحصلَ على مكاسبَ إضافيةٍ لا يحصلُ عليها المواطنُ (...)
يجب القولُ أولاً أني أختلفُ كثيراً مع المبادئ التي يقوم عليها فكرُ جماعةِ الإخوان المسلمين وأرى في بعضِ أعمالِهم الوصولية والانتهازية بأبشع صورها، إذ لا أجدُ شيئاً أقبح من الذين يتخذون من الدينِ وسيلةً في تحقيقِ أهدافِهم والوصولِ إلى غاياتِهم (...)
حين تجد قبيلةٌ من القبائل بين أفرادها من يحمل فكراً متطرفاً فإنها تسارع إلى التبرؤ منه ونفيه على اعتبارِ أنه دخيلٌ على القبيلةِ لا بارك الله فيه، فأبناء القبيلةِ كلهم -بحمد الله- صالحون وعلى درجةٍ واحدةٍ من الوطنيةِ والوسطيةِ والولاء! بما يحتم (...)
يبدو أننا من أكثر المجتمعات حديثاً عن الخصوصية والحماسة في الدعوة إليها والمعاداة لكل الأصوات التي تستهجنها، مع أنها -من وجهة نظري- لا تعدو أن تكون خصوصية مكان لا بشر!، والغريب أن كثيراً من الذين يدَّعون وجودها لا يأخذون بها عندما تتعارض مع مصالحهم (...)