ربما تظل الجغرافيا التي يحط بها الشاعر على الأغلب هي جغرافيا حبرية طائرة لا تتوخى طعم الإقامة الفيزيائية في الأمكنة. انها الجغرافيا التي لا تتطلب من مساحتها البنائية سوى شرفة صباحية للتأمل وركوة قهوة وبضع أوراق وقلم يقدر لحظة القبض على الدهشة (...)
قليلة هي الاعمال الادبية والابداعية القادرة على اصطياد القارئ، واقتياده بلذاذة القراءة الى مناخاتها المضببة بالحنو ومتعة التأويل، والقادرة أيضا بمهارة مبدعها على جعل القارئ يقيم في المساحة التي يقترحها الكاتب، وفي الحدود والآماد الحبرية التي يصنعها (...)
في كل سنة، وتحديداً في مثل هذا الوقت "التشريني"، تستيقظ صورة المُبدع الجنوبي تيسير سبول، في الوجدانيين العربي والأردني. هذا الروائي والشاعر الذي زلزل الساحة الثقافية الأردنية ضحى الخامس عشر من تشرين الثاني نوفمبر عام 1973 حين وجه فوهة المسدس الى (...)
لعل احداثيات الهوية في التركيبة الانسانية تولد حالة من التفجر في الاسئلة التي يواجهها صاحب الهوية. يحدث هذا حينما يغادر صاحب الهوية مكانه الجغرافي الذي وسمت به روحه تاريخيا، الى جغرافيا أخرى، لها معطيات مختلفة وربما ضاربة في العمق للتركيبة الاساسية (...)
بعض الاستنساخات العربية لمسلكيات حضارية غربية، تضع الواقع العربي في محكات اجتماعية وثقافية، ذات صلة بالمسلك الرئيس والأصيل لهذا المستنسخ أو ذاك.
فإذا كانت بعض المستنسخات العربية لبرامج تلفزيونية غربية قد نجحت، وانتشر تسويقها، فإن هذا النجاح يعود (...)
يبدو أن التاريخ وحينما يقع سارده المؤرخ في الختل والمواربة والازاحة، وربما التزوير، يتحول إلى مادة جافة ومحنطة، فاقدة لعافية حضورها في الذاكرة الإنسانية، مثلما هي فاقدة أيضاً لذلك الانبعاث الذي يظل يميزها بتلك اللذة التي تتحسس طعمها الشعوب في حالة (...)
حين صاح ذات قصيدة قائلاً: «أنا منهوب» كان الشاعر الأردني زياد العناني لحظتها يعلن انه حط في منطقة الجمر وفداحة المشهد، وأن رؤاه بدأت تذهب في البعيد عن الساذج الشعري لتسكن في دهشة النطق وحل أحجية الطلسم، ولتسكب جملتها الشعرية في عظم القصيدة (...)
ظل مهرجان جرش الأردني في جانبه الثقافي يشكل علامة ثقافية لها إيقاعها الخاص في العاصمة الأردنية عمان في كل عام لا بل في أكثر من عاصمة عربية، وقد أستطاعت فعاليات جرش الشعرية أن تراكم خبرات عبر أكثر من عقدين إلى درجة التي صار فيها الشعر في جرش سنوياً (...)