يركلنا التاريخ بحذائه المهترئ، ويصفعنا الحاضر بقفازه المدمى. لم نترك للمستقبل شيئاً إلا ذكريات الدم والألم. ينوء له ظهره وينحني، وكأنه يحاول أن يرميه عن كتفيه، لكن لا مفر فتلك المقدمات تقود إلى تلك النتائج، وتلك الأسباب تؤدي إلى تلك العلل.
نبدو (...)
جاء الرد الجدي الأول على مبادرة الرئيس سعد الحريري في عرسال وجرودها، عبر زرع الألغام المتعددة في طريق هذه المبادرة، وخلاصتها الأساسية : اجراء الانتخابات مهما كانت نوعية المشروع الانتخابي. لم يكن ما حدث انفجاراً للغم سبق زرعه، بل كان زرعاً لألغام (...)
ليست هناك دولة، وإذا وجدت هياكلها، فهي لأداء أدوار رمزية لا أكثر ولا أقل، كل هذه الهياكل هي امتداد لسلطتي، أنا الفعل وكل ما عداي ردود فعل. هكذا، بالمختصر المفيد في الشرح للعامة والخاصة، أعلن السيد حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله، أن قرار الحرب (...)
يذكر الجميع الخطاب الشهير للرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش، في اطار استعداداته لاجتياح افغانستان، تحت شعار الانتقام من الإرهابيين، الذين نفذوا الاعتداء غير المسبوق على برجي مركز التجارة في نيويورك، في ما بات يعرف بأحداث 11 ايلول (سبتمبر)، وقد (...)
يدرك الروس والصينيون بأن الموجة التي بدأت في تونس، واكتسحت العالم العربي من شمال افريقيا الى شرق المتوسط ، لن تتوقف عند هذا الحد، بل من المرجح ان تمتد لتشمل بلداناً أخرى. وإذا نظرنا الى الدول المرشحة لتلقي هذه الموجة فمن المؤكد ان تكون دول آسيا (...)
لم ينس اللبنانيون بعد شعار «حالات حتماً»، او بالأصح لم تتح لهم الفرصة لينسوه تماماً، فكلما ظنوا انهم قد خرجوا من مأزق السيطرة على المطار وطريقه، أعادتهم أحداث مستجدة الى الفترة التي كان فيها المطار القديم مرتعاً للميليشيات المسلحة، ومن ثم مركزاً (...)
بئس هذا الزمن الذي اكتشفنا فيه حقائق مجتمعاتنا بطريقة باردة كنظرات الإنكليزي الذي أدرك حقائقنا قبل أن ندركها بطرق التجربة الصعبة. ينزع هذا الإنكليزي عنا كل القشور، وينظر إلينا عراة، يرمي كل الثياب المبهرجة والمزينة التي تغطي عوراتنا، لنكتشف معه أننا (...)
لا يمكن للمرء ان ينتحر مرتين، خصوصاً اذا نجحت المحاولة الأولى، ونحن كنا قد انتحرنا ونحرنا على مدى الحرب الأهلية، التي امتدت باردة حيناً وساخنة أحياناً منذ 1975 وحتى «اتفاق الطائف». ولكن بما ان طبيعة الانقسام الأهلي اللبناني لم تختلف، وبما ان (...)
الأكمة متعددة والجالسون خلفها كثر، وهم لا ينتظرون الحبيبة أو العشيقة، على ما في المثل المشهور حول من ينتظر خلف الأكمة، بل هم يترصدون كل شاردة وواردة ويتربصون بالمدينة وأهلها وقواها السياسية والشعبية، وإن كانت الأكمة تختلف بالارتفاع وبنوع الحجر، فهي (...)