في بحث علميّ شهير عالج الشيخ محمد مصطفى المراغي - أحد أعلام الأزهر في القرن الماضي- مسألة إمكان ترجمة القرآن الكريم في مرحلة أعيد فيها طرح الموضوع الذي كان قد أثار قديماً جدلاً واسعاً بين العلماء. جاء نشر البحثِ المطوّل بمجلة الأزهر سنة 1351ه/1932م (...)
إذا كان عالم المسلمين اليوم يشهد - مثل بقية أنحاء العالم - تغييرات اجتماعية واقتصادية ومعرفية هائلة لا نظير لها في ما سلف من مجمل التاريخ الإنساني فإنه ما زال يشهدها من واقع التبعية للمركز المتقدم حضارياً. نتيجة لهذا فإن نزعة مقاومة واقع الهيمنة (...)
ثنائية السلفية والغرب: إذا كان الفكر الإصلاحي في بلاد المغرب الكبير في الفترة الممتدة من منتصف القرن التاسع عشر حتى نهاية الحرب العالمية الثانية استقطبه مشروع تحقيق النهضة التي اهتم بها الفكر الإصلاحي في المشرق فإن لإنتاج المغاربة العلمي ميزات خاصة (...)
ليس من قبيل المبالغة القول بأن إحدى المعضلات الكبرى التي تطبع الفترة الراهنة في العالم العربي - الإسلامي تتمثّل في تكوين النخب التي تخرّجها المؤسسات التعليمية الجامعية عامة والإسلامية خاصة. تلك معضلة لا توضَع عادة في مصافّ التحديّات الجسام لَكَأنّها (...)
في الطرف الأقصى من غرب العالم العربي الإسلامي صدر حديثاً كتاب "الأخطاء الستة للحركة الإسلامية بالمغرب" للدكتور فريد الأنصاري، هو نقد ذاتيّ من الداخل الثقافي واجه به المؤلف"عجز الحركات الإسلامية عن القيام برسالتها".
في السودان، الطرف الأفريقي الآخر، (...)
في رسالة المجلس البابوي للحوار بين الأديان إلى المسلمين بمناسبة عيد الفطر لهذا العام أكّد الأسقف مايكل فيتزجيرالد بعد التهاني إلى"الأخوة والأخوات المسلمين"- مواصلة العمل بتعاليم المجمع الفاتيكاني الثاني في خصوص الحوار معهم.
أبرز ما حملته هذه الرسالة (...)
ظلّ مفهوم "التجديد" في الأدبيات العربيّة المعاصرة من المفاهيم "القَلِقَة" سواء أُضيف إلى الإسلام أو إلى الفكر الديني. اتضح ذلك منذ أن ظهر في الثلث الأوّل من القرن العشرين ما عُرف في المشرق بالمعركة بين القديم والجديد التي أُصيب جراءها المفهوم بوصمة (...)
لا يكاد ينعقد مؤتمر للنخب العربيّة للتداول في شؤون الفكر والحضارة من دون أن تثار واحدة من إشكاليات أربع كبرى أضحت من دون منازع مآلات كل حوار ثقافي أو ندوة أكاديمية.
أيّاً كانت خصوصية الموضوع المطروح فإن المشاركين في تلك الملتقيات يجدون أنفسهم (...)
كانت مقولة الإمام محمد عبده ت 1323 ه - 1905م التي لا ترى في القرآن إلاّ"كتاب هداية"منطلقاً فتح طريقاً جديدة للعلاقة بالنصّ القرآني. من ثم بدأت تتحدد للتفسير غاية مختلفة عما أرساه عموم المفسرين التقليديين من اهتمام رئيسي بالمسائل العقدية (...)
في أوائل الثمانينات من القرن المنصرم بينما كانت الحركة الإسلامية في تونس تواجه أولى محنها مع النظام سئلت زوجةسسس رئيس الجمهورية السابق عن رأيها في هذه الحركة. فأجابت بما أدهش سائلَها قائلة:"ماذا عساك تفعل لو أن بعض أبنائك انخرط في ما اعتقد أنه عمل (...)
كان على المسلمين ان ينتظروا عام 1139ه/ 1726م ليشهدوا دخول أول مطبعة بالأحرف العربية ديارهم بعد أن أعلن قاضي اسطنبول اسحق زاده افندي انه"يتوجب شكر الله على هذا الفن البديع"مُنهياً بذلك فترة حظر طويلة شملت الطباعة وكل كتاب غير مخطوط. أياً كانت أسباب (...)
كان على المسلمين أن ينتظروا سنة 1139 ه/1726م ليشهدوا دخول أول مطبعة بالأحرف العربية ديارَهم بعد أن أعلن قاضي اسطنبول"اسحاق زادة افندي"أنه"يتوجّب شكر الله على هذا الفن البديع"مُنهياً بذلك فترة حظر طويلة شملت الطباعة وكل كتاب غير مخطوط. أيّا كانت (...)
تتوالى الإساءات الصادرة عن أوساط أوروبية صوب العالَمين العربي والإسلامي بصورة مثيرة. شمل هذا"التصدّي الأوروبي"مجالات سياسية واقتصادية لا تعتبر جديدة بالنظر إلى سوابق تاريخية عرفتها علاقات الجوار بين المسلمين والأوروبيين. أخطر ما في هذا"التصدّي"أنه (...)
إذا كانت النصوص التأسيسية الإسلامية تقرر حُرمة أماكن معينة كالبلد الحرام أو الواد المقدس أو الأرض المباركة مثبتة أفضليتها مقارَنةً بغيرها من البقاع، حين تقرر ذلك فهي لا تخدش عقيدة التوحيد التي تنفي الشرك وتنزع القداسة عن العالم.
سؤالنا يبحث في كيفية (...)
تأتي محاضرة البابا الأخيرة في جامعة"راتيسبون"أو" ريقنسبورغ"في مقاطعة بافاريا الألمانية لتؤكد توقعات ومخاوف سبق أن تناولناها في مقالتين في"الحياة"راجع عددي 7 / 5 / 2005 و31 / 12 / 2005. ما أعلن عنه البابا نفسه لاحقاً من تصحيح لما ورد في المحاضرة وما (...)
لقيتْ جهود المدرسة الإصلاحية في العالم العربي عناية خاصة وأُشبعت بحثاً ودراسة في المشرق والمغرب. لكن هذا لا يمنع من إعادة قراءة جوانب رئيسة من هذا التيار على ضوء ما انتهت إليه تجارب التحديث العربي اليوم ثم ما لحق ذلك في العقد الأخير من تطورات لافتة. (...)
حين قال أحد كبار الكتاب الأنكليز في القرن التاسع عشر:"الشرق شرقٌ والغرب غربٌ ولن يلتقيا"كان يختزل في هذه الكلمة خطاباً استعمارياً ومركزية ثقافية يعسر إخفاؤهما. إنه"التسويغ"الثقافي للتوسع والاستيلاء على أراض وخيرات لشعوب في آسيا وإفريقيا يدرك بدرجة (...)
على مدار يومين التأمت في إحدى القرى السياحية الهادئة بتونس أعمال حلقة بحث ونقاش دولية أشرفت عليها مؤسسة"كونراد أديناور"الألمانية بمعية كرسي اليونيسكو للدراسات المقارنة في الأديان. ضمت الحلقة مجموعة من المفكرين والباحثين العرب والأوروبيين المهتمين (...)
الانقلاب المفاهيمي
نجد عند مقارنة ما أثبتته شهادات رجال الإصلاح منذ نهايات القرن الثامن عشر وبداية القرن الماضي عند تشخيصهم حال المسلمين المتردّية بما سجّلته مشاهدات الرحالة الأوروبيين عن الموضوع نفسه نوعاً من الاتفاق اللافت للنظر. في كتابات رجال (...)
ما عانته البلاد المغاربية طيلة القرن التاسع عشر عند اكتشاف هول تخلّفها إزاء الحضارة الأوروبية الغازية كان مأساة اندحار بأتم معنى الكلمة. خالط الرعب بلبلةً في أفكار"العامة"فذهب كل مذهباً في تفسير هذا الاكتساح الذي دحر ما كانوا يعتبرونه سلطة وسلطاناً. (...)
لا تثير العلاقة بين الإسلام والديموقراطية في نظري إشكالاً على رغم ما بين المفهومين من اختلاف يفضي لدى البعض إلى تناقضٍ راجعٍ إلى اعتبار الإسلام خصماً للتطور الاجتماعي والسياسي. في مقابل هذا، فإن موقع الجامع في العالَم المعاصر يثير أكثر من سؤال (...)
حين تهاوى الحبر الأعظم يوحنا بولس الثاني في أيار مايو 1981 مصاباً برصاص"محمد علي آغشا"، القاتل المحترف، سمع البعض البابا يهمس:"لماذا أنا ؟ لماذا أنا؟".
هذه الكلمات القليلة، في تلك اللحظات، تساعد المتأملَ اليوم على فهم جانب أساس من مسيرة رجل مؤمن (...)
لا غرابة أن يكون معنى التسامح في المعجم العربي بمعنى السماحة والجود والكرم فمعناه أن تتغاضى عن خطأ غيرك، أو تتساهل في حق، أو تصبر على إساءة ما. بينما المفهوم نفسه في لغات أخرى مثل الفرنسية يحمل دلالة أوسع. لكن ما يؤكده الاستعمال الفرنسي من معنى (...)
يمثل "التوحيد" قاعدة البناء العقائدي والفكري للتصور الإسلامي، فهو الأساس الذي يحدد النظرة للكون والحياة والإنسان، وهو المنطلق الذي تقرَّرُ عليه الحريات والواجبات، فالمؤمن الذي يُفرد الله بالعبادة والاستعلاء لا يستطيع أن يعامل الناس أيّاً كانت (...)
لا غرابة ان احتلت الحياة الدينية مكانة بارزة في تاريخ الأندلس. كانت الأولوية المرجعية في ذلك العصر للمقدس فإليه كان يتمّ الاحتكام في المسائل الخلقية والاجتماعية والقانونية مما جعل الأفراد يحرصون - بدافع التقوى أو الضغط الاجتماعي - على التمييز بين (...)