من الفصحاء في الأزمنة المتأخّرة بعد عصور الاحتجاج أهلُ جبل عَكاد والعُكوتين في الجهة الجنوبية الغربية من جزيرة العرب، يشهد لهم جماعة من العلماء في عصور مختلفة باستعصام ألسنتهم بالفصاحة بعد عصور الاحتجاج، فهذا عمارة اليمنى المتوفى سنة (569 ه)، وهو من (...)
تكرّر في تغريداتٍ لي في حسابي أو حساب مجمع اللغة الافتراضي منذ سنوات مصطلح (لهجات أرض المنبع) أو (لهجات بلاد المنبع) وفُهم مرادي من مصطلح (المنبع) في أوساط اللغويين، ولكنّ بعضهم يسأل عن ماهيّته وحدوده ومستنده اللغويّ والتاريخي والجغرافي، وهو سؤال (...)
لم يَرِد الفعل (احترمَ) في نحو قولهم: «احترم فلانٌ فلانًا يحترمُهُ احترامًا فهو محترم» في معاجمنا القديمة إلى التاج، وكان هذا الفعل معروفا في القرون الوسطى على الأقل، فقد استعمله الزمخشري في أساس البلاغة وابن الأثير في النهاية في غريب الحديث (...)
كتاب جميل وحافل بالمادة التاريخية الاجتماعية والوثائق والأنساب واللهجات جاءني هدية من يد مؤلفه الأستاذ الدكتور عايض الردادي وعنوانه: «قبيلة الردَادّة: نسبهم وتاريخهم وأعرافهم وبيئتهم وديارهم» والدكتور عائض (عضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة) أديب (...)
اللغة كائن حي، ومُعجمها مرآة تعكس صور نموّها ونشاطها وحيويتها ومرونتها وقدرتها على توليد الألفاظ والمصطلحات في إطار نظامها الصوتي والصرفي، وينبغي أن يكون معجمنا حيا فاتحا أبوابه للتوليد في الألفاظ والدلالة والمصطلحات مما تقتضيه الحاجة أو يجري على (...)
53 - وأما النحو في العربية فبناءٌ متماسك على مستوى الجملة الصغرى والكبرى، يتجلى فيه الضبط والموضوعية والشمول والترابط والاقتصاد والوضوح والمرونة العالية، وكانت العرب تنطق على سجيتها وطباعها -كما يقول الخليل- وكانت تعرف مواقع الكلام، وتقوم في عقولها (...)
40 - ومن حسن ائتلاف الأصوات في العربية أنه ليس فيها كلمة خماسية أو رباعية غير مضاعفة تخلو من حرفٍ من حروف الذلاقة، ليكسبها ذلك حسنا وشيئًا من التوازن الصوتي، وهذا يدل على حكمة العربية في صناعة المفردة. وسميت بذلك؛ لأن الذلاقة -أي السرعة في النطق- (...)
36 -ت: (شهادة اللغة على نفسها): فيما سبق من مقالات كنا نطارد الإجابة عن سؤالين: مدى صحة التفاضل بين اللغات وموقع العربية منها، وبدا لي -وربما للقراء- أن التفاضل من جهة المسلمات الجدلية والمنطق اللغوي ما هو إلا نتيجة حتمية للتمايز والتفاوت والتغاير (...)
28 - ولم يكن الإنصاف والإقرار والإجلال والاعتقاد بفضل العربية وقوّتها وتميّزها مجردَ عاطفة أو اعتقاد متوارث تشبّعت به نفوس العرب أو الفرس المستعربين، فثمة علماء أوربيون مستشرقون كُثُر نشأوا في محاريب البحث العلمي في عصر النهضة الغربية الحديث أتيحت (...)
ونواصل العرض الوجيز لشهادات العلماء في مكانة العربية وتفضيلها:
21 - فمن الأقوال التي تدل على إدراك غير العرب عظمةَ العربية وتمكنها في نفوسهم والإقرار بمكانتها قول جلال الدين الرّومي في (المثنوي) وهو الملقّب: ((قرآن الفرس)) بعد أن ذكر قصّة بالعربية: (...)
18 - وحين نقفز إلى القرن الرابع عصر النهضة ونضج علوم العربية، نقف عند أبي سليمان المنطقي (محمد بن بهرام السجستاني ت 380ه) شيخ أبي حيّان التوحيدي فنراه يفضّل العربية، في نص فريد ذكره التوحيدي في (المقابسة 88) من كتاب المقابسات، قال: فقلت لأبي سليمان: (...)
تتمة الإجابة عن السؤال الأول: هل يصحّ التفاضل بين اللغات من حيث المبدأ والعقل والواقع اللغوي؟ أشرت إلى جملة أمور مهمة في الفقرات الست الماضية وهذه التتمة:
7 -إن فكرة التفاوت في جودة النظام اللغوي ودقته وسعة المعجم وقدرة اللغة على البيان البليغ تتفق (...)
الأسئلة الرئيسة في هذا الموضوع الشائك هي: هل يصح التفاضل بين اللغات؟ فإن صحّ ما اللغة الأكمل؟ وما الدليل على عظمتها وتفضيلها على غيرها؟ دارت هذه الأسئلة الثلاثة في حوارات جدليّة في موقع التواصل: تويتر، واحتدم النقاش بيني وبين أكاديميين متخصصين فمنهم (...)
ومع أن نشوء النظرية الثنائية تزامن مع ظهور نظرية الاصطفاء والتطور الأحيائي الداروينية إلا أنها من المنظور اللغوي العلمي المتجرد ليست معتقدًا ولا ميتافيزيقا ولا خيالاً أو بهرجة أو تكلُّفا كما قد يرى بعضهم، بل هي واقع لغوي ملموس، تراه ماثلاً في (...)
ما أراه في الثنائية: يستقرّ النظرُ عندي على صحّة النظرية الثنائية، وصلاحها لتفسير شيء غير قليل من نشأة اللغة العربية والكشف عن العلاقات بين الجذور الثلاثية المتطورة من جذور ثنائية، وكذلك بعض الرباعيات المتطورة من تلك الثلاثيات ذات الأصول الثنائية، (...)
أصول الثنائية لدى علمائنا: يبالغ باحثون معاصرون حين يربطون بين صنيع بعض المعجميين في مدرسة التقليبات والنظرية الثنائية ويدّعون أنّ ما جاء في أبواب الثنائي في معاجم العين والجمهرة والبارع والتهذيب والمحيط والمحكم يعدّ دليلاً على أن أصحاب تلك المعاجم (...)
حين كتبتُ (تداخل الأصول) سنة 1414ه - 1994م كنتُ بصريًّا محافظًا، لا يحيد عن مذهب البصريين فترًا، وكنت لا أُلقي بالاً لنظرية ثنائية الألفاظ، مع أني طالعت بعض ما كتبه أعلامها الكبار، وقرأت شيئاً في سرّ الليالي للشدياق والفلسفة اللغوية لجرجي زيدان (...)
قبل ستين سنة وقع خلاف لغوي بين حمد الجاسر وعبدالسلام هارون، سببه تعليق للجاسر على قول هارون، فاستخف هارون برأي الجاسر في تعليق له يستجدي القُرّاء إلى صفّه، ولكنّ هذا الخلاف لم يُحسم إلى اليوم، وخلاصة القصة فيما يأتي:
جاء في تحقيق الأستاذ المحقق (...)
من الزيادات الصرفية الأكثر غرابة وندرة في العربية زيادة الهاء في بنية الفعل الأجوف قبل فائه، وهي زيادة قبيحة تؤدي إلى تشويه الكلمة صرفيا، فالفعل الذي نتخيّله بهذه البنية المزيدة ولم تتكلم به العرب هو: (أهَفاده يُهَفيده) ومثله (أهَخافه يُهَخيفه) (...)
1- وبعد تخرّجنا جاء للقسم عددٌ من الأساتذة، جدّدوا فيه الدماء، منهم على سبيل المثال لا الحصر: الدكتور عبدالعزيز السبيّل، والدكتور سالم الخمّاش، والدكتور جميل المغربي، والدكتور منذر العياشي، والدكتور حسن النعمي، والدكتور سعود أبو تاكي، وكان في القسم (...)
1- وفي عام 1408ه كنا ندرس مقرر (دراسات لغويّة في القراءات القرآنية) على الدكتور محمد يعقوب تركستاني، كان موعد المحاضرة الساعة الثامنة صباحًا، وللدكتور محمد يعقوب هيبة وإجلال، وتكتنف محاضراته سكينة ويعلوها وقار قلّ مثيله، فمن النادر أن تسمع صوتًا أو (...)
قلت في المقالة السابقة أن التقسيم الثلاثي للزمن (ماضٍ ومضارع "حاضر" ومستقبل) تقسيم افتراضي، وأنه مخادع، وأن حقيقة الزمن لا تقبل هذا التقسيم، وأن الزمن الحقيقي غير هذا، وأنه أكثر تعقيدا.. وهنا تتمة المقالة السابقة عن حقيقة الزمن وأسراره، فأقول في (...)
كتبتُ قبل أشهر مسوّدة قرار (بدل فاقد) ونُشرتْ في حلقاتٍ على صفحات هذا الملحق المتميز (ملحق الرسالة) ثم عُرضت مسوّدة القرار على عددٍ من المتخصّصين في العربية من المملكة وغيرها، وهم كُثُر، يزيد عددهم عن مئة، تَم التواصل معهم بطرق التواصل الحديثة، (...)