المدينة - السعودية
من حين لآخر تطالعنا وسائل الإعلام الغربية بفضيحة علمية لأحد العلماء والخبراء : إما باكتشاف مزوّر ادعاه، أو بسرقة بحث علمي، ونحو ذلك من صور الكذب والخداع التي قد يسقط فيها العلماء والباحثون العلميون، تحت وطأة المنافسة العلمية، أو (...)
المدينة - السعودية
المحطة الأولى: كانوا لا يعترفون بوجود أخطاء في التكفير في الدرر السنية، ثم لما بُيّنت لهم، صاروا يحتجون بوجود التكفير عند غيرهم ، فيقولون: لماذا تخصون الدرر السنية بالذكر، مع وجود التكفير الخاطئ عند كل المذاهب والمدارس الإسلامية؟! (...)
المدينة - السعودية
المشايخ الذين يُخفون اتفاق أصول فكرهم وتكفيرهم مع داعش (وإن خالفوهم في الانتماء السياسي) لا يقومون بالرد على فكر المتطرفين وتكفيرهم إلا وهم كسالى؛ لأنهم يردون بغير قناعة، ويردّون مع فقدان منطق الإقناع في خطابهم؛ لمخالفته ما في (...)
تكلمنا في مقالين سابقين عن خطر وظيفة الداعية، وأنها وظيفة تستوجب شروطًا شديدة، لا تقلّ عن شرط الفقيه المفتي والعالم الذي لديه قدرة التجديد والإصلاح في الفقه والدين .
ولكننا دائما ما نُفاجأ باستدلالات تزعم التأصيل لذلك التضليل باسم نشر الدعوة وحض (...)
وأبدأ هذا المقال بأن أذكر سبب كتابته:
فقد جاء الحرصُ على كتابة هذا المقال، بعدما بلغ السوء مداه، وشاهدنا ثمار أولئك الوعاظ والدعاة الجهلة، في الصد عن الدين، وفي إضعاف الأمة!
فالوعظ فتوى، لكنها فتوى عامة، لا تخص شخصًا بعينه. وهي لكونها فتوى عامة (...)
فعندما نتحدث عن إتقان منهج الأصوليين، أو الفقهاء، أو المحدثين، أو النحاة واللغويين، ينبري أحدهم ليقول: لكن هذه المناهج مناهج بشرية غير معصومة!
فهذا سيكون أول نموذج ل(الاعتراض الذي لا يستحيي من نفسه)!!
وسأقول لصاحبه عندئذٍ: إن كون هذه العلوم (...)
قال لي قائل: بعض الناس يكادون ينفرونني من سماع آية في كتاب الله تعالى!
فقلت له: أعوذ بالله! كيف؟! ولماذا؟!
قال: كلما ذكرنا حبنا للنبي صلى الله عليه وسلم، قالوا: الحب هو الاتباع، ثم تلوا قول الله تعالى ( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ (...)
سألني مرة أحد الشباب، ممّن تعلّموا التمرّد على العلوم والقفز على أسوارها، ولم يَلِجُوها من أبوابها، قائلاً: تذكرون أن الأحاديث في الصحيحين (صحيحي البخاري ومسلم) صحيحة، وفيها أحاديث يدل العلمُ الحديث على بطلانها!
فقلت له: أولاً: أحاديث الصحيحين (...)
قد يظن بعض الناس أن (الإنسانية) لفظ حديث، وأنه من مفردات الحضارة الغربية الحديثة، وقد يظن البعض أنه ما نشأ إلاّ مع نشوء المطالبة بالحقوق الإنسانية في العصر الحديث.
والواقع أن هذا كله خطأ، ف(الإنسانية) لفظ إسلامي بامتياز، فهو اشتقاق مولد مقيس على (...)
سبق في المقالين الماضيين بيان الغلط الفاحش لمن حرم كل مشابهة للكفار، وبيان الاضطراب الكبير لمن لم يطلق نظريا لكنه مارس التحريم بإطلاق حجة تحريم المشابهة.
وموضوع هذا المقال هو التنبيه على أن مخالفة الكفار لا تتم فقط بالترك، بل قد تتم المخالفة وعدم (...)
فإذا كانت مشابهة اليهود مباحة، وكان الاحتفاء في الصلاة مباحا، رغم أمور عدة، كانت توجب عند أهل الغلو في تحريم المشابهة أن تكون أدلة قطعية على تحريم الاحتفاء
ليس كل تشبه بالكفار محرما، وليس كله مباحا = هذا أمر مجمع عليه، لا يختلف فيه اثنان ؛ لأن (...)
ولا يحق للعقل أن ينكر كل ما يعجز عن تصوره، إلا إذا كان العقل كاملا. كما لا يحق للبصر أن ينكر كل ما لا يبصره؛ إلا إذا كان لا يغيب عن رؤيته شيء
تعرفون متى يكون ذلك؟
يكون الجهل علما: عندما يقف العقل معترفًا بعجزه، فيما لا يمكنه أن يخوض فيه، وفيما يخرج (...)
لكن (التعصب الأعمى) لا علاقة له بالتقليد، فقد يقلد الإنسان إماما من الأئمة الأربعة، ويلتزم بمذهبه، دون انتقاص لغيره، ولا إلزام بمذهبه.
كنا صغارا، فلقننا الأساتذة والشيوخ أن السلفية هي نبذ التقليد واتباع الدليل، وهي فكرة آسرة، وخادعة للنفوس المتمردة (...)
ينسى هؤلاء الشيوخ أن أمانة العلم (إن كانوا علماء حقا) توجب عليهم تأديب هؤلاء الطلبة والعوام على ترك الخوض فيما يجهلون
كل من لم يكن عالمًا بالدليل ( وقوفًا عليه، وفقهًا فيه، واكتمال الآلة العلمية التي تعطيه القدرة على الاستنباط أو الترجيح): فيجب عليه (...)
مع أن التقدم الزمني للاستدلال العقلي ليس مذموما مطلقا ، ما دام لن يتسلط على الدلالة النقلية الأقوى منه ، ومع أنه لا بأس به ( بهذا الشرط)
لقد اقتضت عدالة الله تعالى ورحمته سبحانه رفع التكليف مع العجز عنه ، وعدم المؤاخذة على ما لا يدخل تحت قدرة العبد (...)
يعرف طلبة العلم أن دلالة نصوص الوحي في الكتاب والسنة ليست على درجة واحدة من القوة والوضوح: فمنها الدلالة الواضحة وضوحًا لا لبس فيه ولا شك، وهي الدلالة اليقينية، ومنها الدلالة التي فيها بعض الخفاء ويتطرق إليها الاحتمال، وهي الدلالة الظنية.
هذا بكل (...)
في سياق تخفيف حدة النقاش مع بعضهم، وفي سبيل حثهم على احترام الاختلاف المعتبر، ومن أجل منعهم من مخالفة الإجماع المتيقن القاضي بعدم جواز الإلزام ولا الإنكار في مسائل الاختلاف المعتبر: فإني كثيرا ما أسأل هؤلاء المتحمسين عند سياقهم لأدلة القول الذي (...)
المفكر الإسلامي: هو الدارس والناقد والمحلل لمناهج التراث الإسلامي (لا لمسائله الجزئية) وللواقع الإسلامي، ليتبين الصواب فيهما، ويصحح الخطأ، ويستشرف المستقبل، ويضع تصوره لخطط تَقدُّم الأمة وإصلاحها، منطلقا من المبادئ الإسلامية ومن التصورات الملتزمة (...)
لا يصح أن نزعم بأننا بالإيمان وحده سننتصر، دون عمل بمقتضيات هذا الإيمان الواجبة
عندما نقول لهم: لماذا لم يؤذن للمسلمين بالجهاد؛ إلا بعد تكوين الدولة في المدينة المنورة؟
يقولون: لأن الجهاد لم يكن مأذونًا به قبلها!
ويظنون أنهم بذلك قد أجابوا، وهم لم (...)
دائما نختلق معارك لا وجود لها، ونصادم بين المتفقيْن اللذين لا يصطدمان، بل نصادم بين أمريْن هما في الحقيقة متعاضدان متآزران:
1- ك(الحرية والتعبد): فالعبودية لله تعالى هي قمة الحرية، بل لا حرية كاملة إلا بعبودية كاملة.
2- (حرية التفكير والقناعة من جهة (...)
لما كان الشعر ونحوه مليئا بالمعاني الرمزية، وجب التعامل معه بتقديرها، وهي خاصية تحتاج خبيرا بالأدب يقدر مغزاها، ومدى قربها من الشريعة أو مقدار خدشها لحدودها، وليس يستطيع ذلك عامة الناس، وإنما يجب الرجوع في ذلك لأهل التذوق العميق للأدب ولأهل العلم (...)
لكل أمة تحليلها وفلسفتها للحياة ، ولذلك تختلف الأخلاقيات التي تغلب عليها .
وهي أكثر ما تتضح في آدابها وفنونها ، أكثر من اتضاحها في قوانينها ودساتيرها أو تعليمها المباشر ؛ لأن الآداب والفنون هي تجليات ذلك الفكر وجمالياته غير المصطنعة .
ولو أن الأمم (...)
دائمًا نختلق معارك لا وجود لها، ونصادم بين المتفقين اللذين لا يصطدمان، بل نصادم بين أمرين هما في الحقيقة متعاضدان متآزران:
1- ك (الحرية، والتعبد): فالعبودية لله تعالى هي قمة الحرية، بل لا حرية كاملة إلا بعبودية كاملة.
2- (حرية التفكير والقناعة من (...)
اعتدنا أن لا يكون حديث العشق إلا في كتب الأدب، وتصوّر بعضنا أنه مقصور على أحاديث أهل المجون فقط !
والصحيح أنه ليس كذلك، فالعشق العفيف لا يتنزه عنه كُمّل الرجال !
ولذلك أحببت أن أستدرك هذا التبويب، على كتب السنة: ( بابٌ في العشق ):
ففي صحيح البخاري: (...)
الإيمان قوة ولا شك، لكن قوته تتفاوت من شخص لشخص. وكما نخشى على قوة الجسد من تحمل ما لا يطيق حملَه من الأثقال، كذلك يجب أن نخشى أن نُحمِّلَ قوةَ الإيمان ما لا تستطيع تَحَمُّلَه من الابتلاءات. ومن صور الابتلاءات التي يوقع بعض المسلمين أنفسهم فيها، ما (...)