يتسكع كعادته عندما يحل سائحاً في أي من بلدان العالم، ينثر همومه في الشوارع كذارٍ ينثر في الحقل البذور!
في تلكم المدينة الأوربية المتوسطية، حيث ولدت الحضارة وترعرعت الفلسفة؛ كان يعبر من شارع اعتاد عبوره ليصل إلى مقهاه الذي يحتسي فيه قهوته الصباحية (...)
إلى حضرة جناب المكرم الصديق العزيز جمس بن قنع، أدام الله ظله، تحية طيبة مباركة وبعد،
عندما نهضت من سريري الأبيض، مثقلاً بآهات الوجع شاحباً مثل أوراق الخريف، نصحني الزمن بأن أعود إلى زماني، إلى ما كنت أحب.
لا شيء مني حولي.. ولا شيء من باقي عبق، الصحب (...)
جموع المصلين يتخطون عتبات المسجد النبوي إلى ساحاته الخارجية الفسيحة كل يمني نفسه بزيارة معلم ديني أو تاريخي أو حضاري، مما تزخر به عاصمة الإسلام الأولى من كنوز ودلالات إسلامية تروي ظمأ الروح المتعطشة لسيرة المصطفى وصحبه.
هنا تغير ما كان بي من سكون (...)
جموع المصلين يتخطون عتبات المسجد النبوي إلى ساحاته الخارجية الفسيحة كل يمني نفسه بزيارة معلم ديني أو تاريخي أو حضاري، مما تزخر به عاصمة الإسلام الأولى من كنوز ودلالات إسلامية تروي ظمأ الروح المتعطشة لسيرة المصطفى وصحبه.
هنا تغير ما كان بي من سكون (...)
السلام عليكم ورحمة الله؛ هي الجملة الأولى التي شنفت أسماعنا عبر مكبرات الصوت وإمام الحرم النبوي الشريف ينهي بها صلاة الفجر. حينما توقفت مركبتنا أمام المركز السكني المجاور للحرم. أخذ كل منا يحمل متاعه ثم صعدنا إلى الدور العاشر حيث سيكون فيه سُكنانا.. (...)
السلام عليكم ورحمة الله؛ هي الجملة الأولى التي شنفت أسماعنا عبر مكبرات الصوت وإمام الحرم النبوي الشريف ينهي بها صلاة الفجر. حينما توقفت مركبتنا أمام المركز السكني المجاور للحرم. أخذ كل منا يحمل متاعه ثم صعدنا إلى الدور العاشر حيث سيكون فيه سُكنانا.. (...)
عادة ما تكون في ذاكرة الأماكن زوايا لم يُكشف عنها.. إلا أنها مهما توارت عن الأذهان فلا بد من وجود خيوط وإن كانت رفيعة تقود إلى مفاجآت ودلالات تفضي بما يُضيف إلى سيرة وتاريخ المكان بعدا حضاريا، وأبها ليست استثناء عن غيرها من بلدان الكون، فسجل ذاكرتها (...)
ذات يوم كنت كأي غلام لم يبلغ سن الشباب، ألعب أمام منزلنا المجاور للطريق الرئيس بين مدينتي أبها وخميس مشيط في ضاحية "جوحان" وفي غمرة اللعب، إذ برجل مهيب يقترب مني بهندامه الأنيق وخطواته الرزينة.. نهضت لمقابلته ورددت عليه السلام.. سألني بصوت نبرته (...)
قليل، إن لم يكن نادرا أن توافينا سيدة بمذكرات رحلة لها إلى جنوب المملكة، بل ومن النادر أن تعتني سيدة بأدب الرحلة وتدون مشاهداتها.. وما كنت أعتقد ذلك إلى أن اطلعت على حلقة من سلسلة نشرتها عام 1982 السيدة عفت حمزة، في إحدى الصحف العربية التي كانت تصدر (...)
عندما يقع بين يديك مقال يعود لأكثر من 77 سنة يتحدث عن المصايف والسياحة في منطقة تعيش شبه عزلة من الاتصال المعرفي بباقي أجزاء الوطن، فأنت بلا شك سوف تصاب بشيء من الذهول والدهشة لهذه النبوءة المبكرة، وهذا التفعيل الصحفي لجماليات المنطقة عبر الوسائل (...)
عندما قرأت للمرة الأولى كتاب "تاريخ عسير" وأنا على مقاعد الدراسة لفت نظري ما قاله مؤلفه الشيخ هاشم النعمي في معرض حديثه عن حي مناظر وسكانه القدماء، حيث قال ما نصه "بل الواقع أن ثمة قرى كانت قائمة ضمن القرى المنتشرة على ضفاف وادي أبها، منها القرية (...)
كثيرا ما تبهرنا الصور الفوتوجرافية القديمة والنادرة التي تحاكي الوجدان وتلامس المشاعر بما ترويه من قصص ضوئية لحال المجتمع وثقافته.. ولكنه لا يبهرنا من وقف في ذلك الوقت المبكر خلف الكاميرا، ولا نسأل أو نهتم بمن أدرك بوعيه المستنير أهمية الصورة في وقت (...)
هناك من يخبئهم التاريخ وهناك من يختبئون داخل التاريخ، والشخصية التي فاجأني وجودها ضمن مجموعة من التسجيلات النادرة التي تحويها مكتبتي الصوتية شخصية بكل المقاييس متفردة في علمها وعملها، طبيب من الطراز الأول، مثقف بامتياز معطاء بلا حدود، إنه الدكتور (...)
عندما نشر الرحالة الشهير "ويلفرد ثيسجر" كتابه "الرمال العربية" في طبعته الرابعة من النسخة العربية، قدمه إهداء إلى "السالمين"، ابن "غبيشة" وابن "كبينة".. في اعتراف منه واعتزاز بصداقتهما.. وما مثلاه له من قيمة عربية أصيلة وخُلق وتضحيات نبيلة.. فقد شكل (...)
للعام الثالث على التوالي يقام في مدينة أبها محفل يجمع الناس بمختلف مشاربهم وأعمارهم حول مائدة الحُبّ والإخاء والوفاء والذاكرة العامرة بماض عايشته هذه المدينة الحالمة على مر العصور.
بات التاسع من كل رمضان موعد يجتمع فيه الكل ويجمع حوله الكل؛ حتى أن (...)