ليس المراد من لفظ (البسيط)، في عنوان هذا الكتابِ، السهلَ أو الواضحَ أو الموجزَ القليلَ؛ فهذه معان عرفها المحدثون للفظ، وهي مختلفة عن المعنى اللغوي التراثي الذي يدل على التفصيل والمدّ، قال ابن فارس «(بَسَطَ) الْبَاءُ وَالسِّينُ وَالطَّاءُ أَصْلٌ (...)
اطّلعت على ما كتبه أستاذنا أ.د. عبدالله الفيفي بعنوان (من أوهام النحاة!) المنشور في المجلة الثقافية صحيفة الجزيرة يوم الجمعة 4 رمضان 1442ه الموافق 16 أبريل 2021م العدد 17673، وأستأذنه بالوقوف بعض الوقفات:
1-قال «ربما صدمهم (العباس بن مرداس، رضي (...)
كان تقديم خبر (ما دام) ونحوها مثار اهتمام النحويين يُعملون فيه القياس والنظر المنطقي لغياب شواهد يعتمد عليها الوصف والتقعيد، نجد ابن الوراق (ت 381ه) يسأل سؤالًا افتراضيًّا ليجيب عنه، قال «فَإِن قَالَ قَائِل: فَهَل يجوز تَقْدِيم الْخَبَر على (مَا (...)
إن لم يقنعك هذا الكتاب فستدهشك لغته الرائعة التي تذكرك بلغة الجاحظ وأبي حيان وعبدالقاهر الجرجاني، هذا كتاب الزميل القدير أ.د. عادل حسني يوسف أستاذ البلاغة في جامعة الملك سعود، واسم الكتاب طويل فهو «الإعجاز بالنظم والإعجاز بالمباينة والاختلاف: الماء (...)
ولما كان حرف الإعراب هو آخر أحرف اللفظ نسب بعض النحويين إلى سيبويه عدّ المدود في الأسماء الستة أحرف إعراب والحركات عليها مقدرات(1) ولا أجد القول في الكتاب، وهو ما خالفه فيه المازني الذي ورد قوله آنفًا، فهو يرى الإعراب بالحركات وأما المدود فعن (...)
ينتهي الاسم أو الفعل المعربان بحرف هو (حرف الإعراب) الذي تظهر عليه الحركات أو تقدر، «وإنما حرف الإعراب في المعرب»(1)، والأصل في (حرف الإعراب) هذا أن يكون لام اللفظ، أي الدال من (زيد) والباء من (يضرب)، وقد يكون حرف الإعراب أصلًا من أصول اللفظ (...)
تشرف كعب بن زهير بإلقاء قصيدته (بانت سعاد) بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم، ومنذ ذلك الوقت سارت بمِدحته الركبان وصار أولها مفتاح قصائد كثيرة، نقل لنا عبدالقادر البغدادي عن ابن السكيت أن «القصائد التي أولها (بانت سعاد) تزيد على خمسمائة قصيدة»(1). (...)
ذهب جمهور النحويين إلى أن الاسم المنصرف، أي المنون، هو المتمكن في الاسمية تمكنًا تامًا، فإن نقص تمكنه ترك تنوينه، وهذا إن اجتمع فيه حالان إحداهما العلمية أو الوصفية، والأخرى واحدة من التأنيث والعجمة والعدل وزيادة ألف ونون والتركيب المزجي، ومجيئه على (...)
يدرس سومايلا في شعبة (علم الصرف3) التي أدرّسها في هذا الفصل الدراسي 1442ه، وكان قد درس (علم الصرف1) معي سابقًا، وأثناء التدرّب على الظواهر الصرفية أظهر معرفة دقيقة لتلك الظواهر وتحليلها، وكنت حين أستيئس من محاولة الطلاب الجواب أسأله، وهو الملتزم (...)
لا أجد في كتب النحويين المتقدمين نصًّا على جمود الفعل (تبارك) أي استعماله ماضيًا فقط، أما كتب المتأخرين كابن مالك وشراح كتبه فاطرد النص على جمود هذا الفعل من غير بيان علة ذلك إلا نادرًا(1).
ومن غير النحويين نجد السمرقندي(ت 373ه) يقول عند قوله تعالى (...)
عرفت العربية جملة من المفعولات، منها المفعول المطلق، وهو مطلق لأنه الحدث نفسه، فحين تقول (خرج زيد) فالمفعول هو الخروج فهو الفعل نفسه؛ ولذا يؤكد به الفعل (خرج زيدٌ خروجًا) كأنك قلت: خرج زيد خرج، وثمة المفعول الذي هو موضوع الفعل كقولك: بنيتُ بيتًا، (...)
أما أخي عبدالله -رحمه الله- فكان أستاذ التربية الفنية في المدرسة الخالدية، وحين انتقل إلى المدرسة السعودية كلف تدريس مقررات أخرى، ولكنه اهتم بلون آخر من الفن، وهو الإنشاد الجميل، فألف فرقة من ثلاثة طلاب ذوي أصوات عذبة، وكان يتخير لهم القصائد ويلحنها (...)
وأبو سليمان ليس بارعًا في إدارة المدرسة وحدها بل بما هو أخطر من ذلك، وهو إدارة الأزمات، مثال ذلك ما صنعه في تلك الليلة الليلاء حين أرخت السماء شآبيب كأفواه القرب، وتدافعت السيول واكتضت الأودية وأمتلأ حوض (المغيريب) بالماء ففاض الماء مقتحمًا البيوت (...)
تجنب المؤلف [خالد الحسياني] لأمانته، بانطلاقه من مصادره، أمرًا مهمًّا لا يذكر لأنه من لوازم الأمور التي كانوا يعرفونها فلا يذكرونها ظنًّا أن غيرهم على معرفة بها، وذلك الأمر ما صاحب التعليم من صرامة قد تشتد أو تضعف بحسب رؤية المعلم وطريقته وما تقتضيه (...)
يقفك الأستاذ القدير خالد بن دحيم بن سعود الحسياني بما سطره من سير في كتابه (رواد التعليم النظامي في محافظة المذنب) على حقبة من التاريخ مهمة، لا يدرك أهميتها كل الإدراك سوى من يوازن بين مخرجات تعليم اليوم، بكل آلته الضخمة من أدوات وكتب وكراسات (...)
يستعمل هذا التعبير في شأن أمر يسير ضئيل يأتي غِبَّ أمر جليل فيكون على ضئله سببًا في انهيار ما كان متحملًا وتفكك ما كان مترابطًا وسقوط ما كان صامدًا. ولم يعرف هذا التعبير في تراثنا القديم بل استعمله المحدثون بعد اتصال العرب بالثقافة (...)
وللأستاذ الدكتور الشهري موسوعتان كبيرتان إحداهما (الفروق النحوية) في مجلدين وهي في الأصل رسالة ماجستير قدمت لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، عالجت الفروق في المصطلحات النحوية، والفروق في حروف المعاني، والفروق في الأسماء، والفروق في الأفعال، (...)
للباحثين في عصرنا الحاضر اتجاهات مختلفة تعبر عن ثقافاتهم وقناعاتهم والأهداف التي يسعون لتحقيقها، وهي في الغالب ثلاثة اتجاهات:
أحدها الاتجاه التراثي، الذي ينطلق من الموروث فهمًا وإدراكًا، وهو يسعى إلى وصل ما انقطع منه ويرى أن الجهود العلمية متصل (...)
إذا أردت عدد مُذكّر قلت (ثمانية)، قال تعالى{ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ} [143- الأنعام]، وإن أردت عدد مؤنث قلت (ثماني)، قال تعالى{عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمانِيَ حِجَجٍ} [27-القصص]، و(الثمانية) التي هي فرع بالتاء على (الثماني) اسم صحيح منصرف لا إشكال فيه، (...)
«د. وسميتي، جميلة الجميلات، أم الأمهات، السخية الشامخة، نبع الحنان: ستجدين أطيافًا من صورك على مدّ البصر في كل سيرة من كفاح الأمهات. 6Nov2020»، بهذا الإهداء الشاعري إلى أم أوس خطته أنامل الشاعرة المرهفة الإحساس الدكتورة فوزية أبوخالد على نسخة من (...)
هكذا سمعتهم في بلدي (المذنب) ينطقون التكبيرة في معرض التعجب أو العتاب (اللهْ وَكْبَر عليك) بهاء ساكنة وواو مفتوحة، وربما كانت كذلك في الأذان والإقامة، وذكرتُ في تغريدة على الشابكة أنها تنطق هكذا في نجد ثم تبين لي من إثراء قراء التغريدة الأعزاء أنها (...)
أنكر هذا القول من المحدثين عباس حسن بنقض الأساس الذي بني عليه، أنكره «لاعتمادهم على ما جاء في كتاب (فصيح ثعلب)(1)، ونحوه من التصريح القاطع بأنها لا تُبنى للمعلوم»(2). وهو ينكر هذا متابعًا ابن برّي المحتج بقول ابن درستويه «وعامة أهل اللغة يزعمون أن (...)
إذا بني الفعل للمفعول حذف فاعله وجعل المفعول به نائبًا عن الفاعل، هذا هو الأصل؛ غير أن طائفة من الأفعال جاءت في اللغة مبنية للمفعول ابتداءًا، قال سيبويه «(باب ما جاء فُعِلَ منه على غير فَعَلْتُه) وذلك نحو: جُنَّ، وسُلَّ، وزُكِمَ، ووُرِدَ(1). وعلى (...)
هو أبوباسل محمد بن باتل الحربي وربما اجتزئ باسم محمد الباتل، الأستاذ المشارك في قسم اللغة العربية، كلية الآداب، جامعة الملك سعود، عرفته حين عدت من البعثة عام 1405ه، كان يعدّ رسالة الدكتوراه.
تخرج الدكتور أبو باسل في كلية اللغة العربية بجامعة الإمام (...)
لما ولي الحجاج بن يوسف الثقفي على العراق دخل جامع الكوفة فجلس على المنبر معتمًّا متلثمًا وطال جلوسه حتى ضاق به القوم، واقتحمته عيونهم، فنهض وحدر لثامه متمثلًا بقول سحيم بن أثيل الرياحي:
طار البيت وربما أنسي الشاعر، واختلف الناس في معنى عجز البيت؛ (...)