قدره أنه معجون بالحرية.. يتنفسها كل صباح حتى تمتلئ بها رئتاه.
هو يشبه تلك الأرض التي جاء منها محملًا بعطر القرى واخضرار المسافات. نظره معلق بالسماء وكأنه يطارد غيمة منقوش عليها مشوار عمره.
صلبٌ لا ينكسر، كأحجار الجبال التي تفتح صدرها للريح وللمطر (...)
هو يقول: «لا يليق بي أن أقضي العمر كله مسافراً إلى مدينة.. ثم لا أجدها في استقبالي.. أن تنتهي علاقتي بها قبل أن تبدأ، و أنا القادم محملاً بالأمنيات في تأسيس ذاكرة جديدة وأشواق مكتملة» لذلك هو يشعر دائمًا أنه وطن بلا خريطة.. كبر كما تكبر الكثير من (...)
لم يعد هناك ما يخشاه هذا الرجل الذي ملأ الهامش حتى صار متنًا.
ركض في هذه الحياة كسيل جارف، ابتعد واقترب من كل أحلامه البسيطة، كتب ما كان يجب أن يُكتب، وأطلق - بعفوية الذي يتسلل الحب إلى أوردته - سراح كل القصائد الذابلة لتتفتح في منطقة دافئة.
ظل (...)
لم ينظر إليها وهي تهوي مفارقة كفه، ارتطامها بالأرض لم يحدث لديه أي شعور بالأسى.
بالطبع أحس بالألم.. ولكنها كانت تقف في طريقه.. في طريق المتعة التي طالما أنهكه البحث عنها.
ارتعاش جلد الإبهام الذي بدأ الدفء يغادره، وحزن الأصابع المتبقية. كلها أحداث (...)
كان الطريق طويلًا وشاقًا لا يحتمله رجل تجاوز الثمانين من عمره. والطرقات التي تركض بأصحابها إلى الأعلى مزاجية.. سريعة المراوغة والانزلاق من تحت الأقدام.. لا تبالي بالأجساد المتعبة.
وعلى ما يبدو أنها فعلت ذلك مع الفيلسوف والروائي الإيطالي (أمبرتو (...)
يتجول صباحا في تلك المدينة المزهوة، يخرج من جيبه قطعة سكر صغيرة يذوبها في فمه وهو ينظر لقطار يسابق الوقت من أجل الوصول إلى محطته الأخيرة في الضاحية . يخرج وحيدا .. يغوص في الزحام عمدا وكأنه يريد استنشاق ما يقوله الناس . في جيب معطفه الطويل يدس قلما (...)