اشتمل عدد مجلة البيان لشهر صفر من هذا العام 1432ه، على العديد من المقالات والمواضيع والأطروحات العلمية المتنوعة، التي تعالج النوازل، وتواكب الأحداث. فالمتصفح لهذا العدد يستوقفه سؤال: (إلى متى يستمر الفقر) أجيب في طياته عن مشكلة الفقر، وتلك البوابة العريضة من المشكلات الكبيرة التي تحاصر البلدان العربية بسببه، وكشف السر وراء تخلفها عن معالجته. ثم ينتقل المتصفح لافتتاحية هذا العدد؛ التي أشارت بإطلالات جميلة على (معارض الكتاب)، تلك المناسبة الثقافية الكبيرة، ومدى الإضافات النوعية التي تقدمها في كل سنة، وما الأفكار التي يمكن أن ترفع من القيمة الثقافية لها. وبعد هذه الافتتاحية المتميزة تأتي نافذة ( العقيدة والشريعة)، حيث يطل علينا الأستاذ: حماد القباج بمقال ألقى الضوء فيه عن السلفية بين التشدد وواقع الغربة، وذكر فيه المعيار المعتمد شرعًا للحكم على سلوك معيَّن أو منهج بأنه معتدل أو متطرف. وفي النافذة نفسها يطالعنا الشيخ الدكتور: هاني بن عبد الله الجبير بمقال عنون له بالمفتي ... وتفسير الأحكام الاجتهادية، وكيف أن تغير الرأي الاجتهادي فيما يسوغ فيه الاجتهاد، وتبدل الموقف نحو قضية اجتهادية صار سُبة لصاحبه، وعيبا يُنبَز ويُتهم به؛ مع أنه طبيعة إنسانية أصيلة. ثم يتنقل القارئ الكريم في طيات هذا العدد بعد ذلك ليفتح نافذة (السياسة الشرعية)، فيجد أن الشيخ: محمد بن شاكر الشريف يكتب عن ولاية المظالم وعدَّها كأحد الحلول التي واجه بها الفقهاء الحالات التي يكون فيها المعتدي أعلى شأنًا وأقوى يدًا من المعتدي عليه، ويتصفح في مقاله هذا تاريخ المظالم منذ العصور الأولى. ثم في زاوية (الغرب: قراءة عقدية) يقرأ الباحث: فيصل بن علي الكاملي، ويتتبع أوائل ترجمات المستشرقين لمعاني الكتاب المبين، ويشير إلى أنه لا ينبغي أن يتصدى لترجمة القرآن الكريم التي هي في حقيقتها تفسير وجيز له إلا من جمع بين العلم الشرعي، واستيعاب دقائق اللغة العربية. وينتقل القارئ بعد ذلك إلى نافذة ( قضايا دعوية ): يكتب فيها الدكتور: يوسف بن عبد الله العليوي، عن موضوع هام يخص الدعاة إلى الله، فيتحدث عن أهمية مراعاة مقتضى حال المخاطب في البلاغة النبوية، ضاربًا لذالك عدة أمثلة، ونماذج من سيرته -صلى الله عليه وسلم-. وفي النافذة نفسها يجد المتصفح نفسه أمام ذلك الاستفهام الذي يطرحه الأستاذ: إبراهيم بن عبد العزيز الخميس، المتمثل في: هل ستغفو الصحوة؟، حيث تأمل الكاتب واقع الصحوة الحديثة التي عايشها وقرأ عنها في محيطه الإقليمي، وأجاب عن عدة تساؤلات فنَّد فيها الصحوة بين التمكين والنضج. وفي زاوية (قضايا تربوية) يتحدث الأستاذ: محمد المطري عن كيفية أن يربي المسلم نفسه على شرع الله بلا غلو وطغيان، فلا يقصر عن الاستقامة فيقع في التفريط، ولا يجاوز الحد فيقع في الإفراط، في موضوع تربوي عنون له ب (الاستقامة بلا طغيان). وفي نافذة (الإسلام لعصرنا) واصل: أ.د. جعفر شيخ إدريس الرد على دعوى الملحدين: أن الدارونية تغني عن وجود الخالق، وبين اضطراب كثير منهم في بيان العلاقة بين الإيمان والأخلاق. ثم ينتقل القارئ بعد ذلك إلى نافذة (معركة النص)، ويتطرق فيها الشيخ فهد بن صالح العجلان في مقاله (التسربات الفكرية) إلى ظاهرتين منتشرتين في واقعنا المعاصر هما: ظاهرة الشخص الغيور الذي يدخل في نقاش الشبهات دفعا لها وتحذيرا منها، وظاهرة القارئ المطلع المتصفح، فيبين الأسباب وطرق العلاج لهما. وبعد هذه الزوايا الثرية يستريح القارئ لهذا العدد بقراءة نص شعري بديع، كتبه الأستاذ: عبد العزيز بن صالح العسكر، بعنوان: (نداء من امرأة تعشق الحرية). ثم يأتي بعد هذه المنوعات ملف ( المسلمون والعالم): الذي اعتادت المجلة أن تواكب فيه الأحداث المعاصرة؛ فمن خلاله يكتب لنا الأستاذ: ممدوح إسماعيل عن تسريبات ويكيليكس، ويبحث في كونها مؤامرة أم فضيحة. وفي مقال آخر في هذا الملف يكتب الأستاذ: صباح الموسوي عن زيارة المرشد الإيراني علي خامنئي لمدينة قُم مركز الحوزة الدينية في إيران وعلاقته بفرقة الحجتية. وفيه أيضا: نجد الكاتب: عبد الكريم القلالي يتلمس مقررات ومناهج الكتب التعليمية الصهيونية فيكشف عن حقيقة التمييز العنصري في مقاله: التمييز العنصري في مناهج التعليم الصهيونية. (وحتى لا ننسى أسرى فلسطين) عنوان مقال يطالعنا في آخر مقالات هذا الملف الكاتب: فؤاد بخش ويعيدنا فيه إلى الماضي بذكره لإحصائيات عن الأسرى .. أعدادهم، ومدة حكمهم. ورصد لنا بعد ذلك الأستاذ: جلال سعد الشايب في نافذة (مرصد الأخبار) بعض الأخبار واستطلع فيها الأحداث من هنا وهناك. وفي نافذة (الأقليات الإسلامية) يتحدث الدكتور: أحمد محمود السيد عن الأقلية المسلمة في تشيلي، ذاكرا بعض المشاكل التي تعاني منها هذه الجالية وسبل علاجها. وفي نافذة ( القصة القصيرة ) تكشف لنا الأستاذة: لبابة أبو صالح، في قصتها عن الفرق الذي يجعل إنسانا بطلا، وآخر طفلا. ويكتب الدكتور: عدنان أبو عامر في نافذة (عين على العدو) مقالا يكشف فيه عن القوة الصاروخية للكيان الصهيوني، ويتساءل: لماذا سيبدو المجتمع الصهيوني مكشوفًا في أي حرب قادمة؟. وفي زاوية (تحقيقات) قام فريق عمل مجلة البيان بإظهار دلالات ومعانٍ عدة أظهرتها عمليات الخليل في الضفة في فلسطين. وفي زاوية (في دائرة الضوء) يكتب الأستاذ: إبراهيم الأزرق مقالاً عنون له ب (تسلط الأكثرية) سلَّط الضوء فيه على قضية التصويت على القضايا الدينية الخاصة بالمسلمين في الجرائد الغربية، وأن نسبة التصويت عادة ما تكون مع حظر الحرية الدينية للأقلية الإسلامية في تلك الدول. وفي زاوية (إعلام) يكتب الدكتور: خالد الغيث مقالاً بعنوان: (الدراما والعبث بالتاريخ)، تحدث فيه عن المسلسل التاريخي: القعقاع بن عمرو، والمخالفات الشرعية، والأخطاء التاريخية التي وقع فيها. وفي نافذة (قراءة)، قرأ لنا الأستاذ: هشام منور كتابًا بعنوان ( الثوابت والمتغيرات في تاريخ البلاد الإسلامية الاقتصادي)، لمؤلفه: عادل عبد الهادي، الذي ناقش فيه عدة مفاهيم يعتبرها من الثوابت المكونة لهوية الاقتصاد السياسي للمجتمعات العربية. ويكتب الأستاذ: عبد اللطيف بن بريك الثبيتي، في نافذة (الباب المفتوح)، مقالاً يتكلم فيه عن (الازدواج في التفكير)، وأنه متى تمكن المرء من ترتيب مبادئه والتخلص من أي ازدواج فيها يكون قد خطا خطوة كبيرة في سبيل تحقيق الانسجام الفكري والنفسي لدية. وفي خاتمة مقالات هذا العدد، وفي نافذة (الورقة الأخيرة) يكتب رئيس تحرير مجلة البيان فضيلة الشيخ: أحمد بن عبد الرحمن الصويان، مقالاً قدَّم فيه لنا سيرة عطرة لإمام جليل، العلامة أبو بطين –رحمه الله- أنموذجًا فذا في سيرته، وقضائه، وفقهه، واحتسابه، حريٌّ لكل من سلك طريق العلم أن يتحلى بأخلاقه وصفاته وسمته. وبعد هذه الجولة السريعة في صفحات هذا العدد نتمنى أن يحوز هذا العدد وما قدم في من مادة علمية على تطلعات القارئ الكريم