وصفت صحيفة "الديلي تلجراف" البريطانية الحياة والمعيشة التي كان يَحْياها الرئيس التونسي زين العابدين بن علي وعائلته إبان حكمه للبلاد بأنها تشبه "المافيا". وطبقا " للاسلام اليوم " فقد سلطت الصحيفة الضوء على أسلوب الحياة الفخمة والرغيدة التي تمتع بها ابن على وعائلته أثناء حكمه المستبد للبلاد؛ حيث أفردت تقريرًا عنها، مشيرةً إلى أن اللقب المفضل للعائلة الحاكمة كان "عائلة تونس الأولى", أما بالنسبة للشعب الذي يحكمونه فقد كانوا يعرفون ب"المافيا", وهي الزمرة الحاكمة التي تتميز بالجشع والمحسوبية والتي كانت سببًا لسقوطهم في نهاية المطاف. وسيرًا على خطى غيره تَمّ منح زين العابدين بن علي حق اللجوء في المملكة العربية السعودية أمس السبت، ليحتفل الملايين من الشعب التونسي بنهاية حكمه الاستبدادي طيلة 23 عامًا, وعلى ما يبدو أن أكثر من صُبّ عليه اللعنات هي زوجته الثانية ليلي الطرابلسي التي تصغره ب 20 عامًا وكان يطلق عليها "حاكمة قرطاج" لنفوذها وسلطتها على العرش. وقالت الصحيفة: إن زوجة بن علي استغلت زواجها من حاكم تونس للسيطرة هي وعائلتها, الطرابلسيون, على مقاليد الحكم في تونس والنفوذ السياسي ومجال الأعمال, مشيرة إلى ما قاله سعد جبار, محلل سياسي عربي, "كانت سلطة ابن علي وثروته تتركز في أيدِ عائلته وخاصة زوجته",مضيفًا "لقد كان بن علي متغطرسًا للغاية, حيث إنه قوض قاعدة سلطته الخاصة، واستبعاد مؤيديه في الحزب ومجتمع الأعمال". وأبرزت الصحيفة البذخ المذهل الذي كان يعيش فيه عائلة زين العابدين بن علي وزوجته, في الوقت الذي كان يعانِي فيه الكثير من المواطنين التونسيين للعثور فقط على الوظائف ولقمة العيش, كانت تلك العائلة تتمتع برغد من العيش, مشيرةً إلى الإسراف في شراء التحف الثمينة وامتلاك الحيوانات الأليفة وتناول الأطعمة الفاخرة. جدير بالذكر أنّ هذه الانتقادات لم تكن تظهر في وسائل الإعلام التونسية إبان عهد بن علي نظر للرقابة العالية عليها وترويضها, حيث يملكها الكثير من أفراد العائلة الحاكمة, إلا أن الحكومة التونسية لم تستطع أن تمنع شعبها من الاطلاع على تقارير ويكيليكس والتي تفضح نظام الحكم هناك. وذكرت الصحيفة " كثيرًا ما يشار إلى نفوذ عائلة زين العابدين بن علي واسع النطاق بشبكة الفاسد التونسي, وقد أثار توسع نفوذ عائلة زوجة ابن علي خاصة غضب الكثير من الشعب التونسي إلى جانب تورطهم بشكل مباشر في فساد التعليم, والوضع الاجتماعي المتدني". وفي الأسبوع الماضي، هاجم المتظاهرون في مدينة الحمامات، وهي منتجع يطل على ساحل البحر الأبيض المتوسط في تونس، الفيلات الفاخرة التي تنتمي إلى أفراد من عائلة الرئيس الموسعة نظرًا لسخطهم عليهم ولما ذاقوه من ويلات من قبلهم. وأوضحت الصحيفة أن الرئيس التونسي المخلوع وصلت ثروته الشخصية إلى حوالي 3.5 مليار دولار أمريكي, وعلى أية حال، فإنّ هذه العائلة لم تكن قادرة أن تبقى يومًا آخر, لذا فقد لاذوا بالفرار لكنهم لم يكونوا موضع ترحيب في كثير من البلدان حتى على الأراضي الفرنسية, ومن لم يستطع منهم ذلك, فقد وقع في أيدي الشعب المظلوم ليكونوا عبرة لمن يعتبر.