كشف الكاتب الصحفي الليبرالي جمال خاشقجي عن تأثره بفكر الإخوان في فترة من حياته عندما كان ناشطا إسلاميا –بحسب تعبيره-. وقال خاشقجي في تصريحات رصدتها "أنباؤكم": كنت أقرب إلى الإخوان المسلمين وكنت أؤمن أن تأسيس نظام إسلامي سوف يقود إلى العودة للخلافة. ولكنني الآن أؤمن أن ذلك في يد الله وحده، فإذا كان الله يريد عودة الخلافة فسوف يجعلها تعود، وبالتالي فإن الأمر ليس حقا من اختصاصي. أضاف: لقد رأيت كيف يتصارع النشطاء والزعماء الإسلاميون، فهم يغتالون، ويكذبون مثل غيرهم من رجال السياسة. والاستنتاج التالي الذي توصلت إليه هو أن إقامة دولة إسلامية سوف يرغم الناس على قبول الله وقبول قانون محدد وممارسات محددة. وذلك يخالف الحرية التي يريد الله أن نتمتع بها. فأنا لن أستمتع أبدا بصلواتي إذا ما كنت مجبرا على الذهاب للجامع للصلاة وعن تحولاته الفكرية لفت الإعلامي الليبرالي السعودي إلى أنها كانت عملية تدريجية في الثلاثينيات من عمره. وأضاف: يمكن أن أقول إنها بدأت بعد عام 1992 عندما بدأ الأفغان يقتلون بعضهم البعض بطريقة وحشية للغاية. ثم جاءت أحداث الجزائر والإخفاق في السودان. مشددا على أنه ما يزال يحترم الدين ويعتقد أنه يجب أن يكون هناك دائما دور للدين في حياتنا. ودور للإسلام في حياتنا. مستدركا: لكنني لن أعمل أبدا من أجل إنشاء دولة يحكمها رجال الدين والمتدينون. وأعتقد أن معظم الحركات الإسلامية تنظر للحركة الإسلامية التركية باعتبارها نموذجا لأنها ناجحة. فعلى سبيل المثال، النموذج التركي هو النموذج الذي يمكن أن يسمح للحركة الإسلامية المصرية بتحقيق النصر. لنفترض أن الإخوان وصلوا إلى الحكم في يوم من الأيام في مصر. فسيواجهون مشكلات اقتصادية خطيرة، فماذا سيفعلون في ما يتعلق بصناعة السياحة. النموذج التركي يقدم الحل. وبخصوص علاقته بأسامة بن لادن الزعيم الأول لتنظيم القاعدة قال خاشقجي في حواره مع مجلة المجلة: أنا وأسامة من نفس الجيل. ونفس الخلفية تقريبا. فقد كنا نشطاء إسلاميين، كنا شبابا يؤمنون بمسؤوليتهم نحو تعزيز الإسلام وإقامة دولة إسلامية. وكنت أعمل كصحافي. وفي أحد الأيام جاءني شخص ما وسألني إذا ما كنت أرغب في السفر لأفغانستان والكتابة حول المجاهدين العرب. كان ذلك في 1988. وبالطبع، اغتنمت الفرصة. فقد كان سبقا صحافيا. وقد التقيت بأسامة في جدة مباشرة بعد العودة. وكان ذلك موضوع الغلاف للمجلة. وبعدها تطورت علاقتي به. وعن آخر لقاء جمعه ب"بن لادن" قال: كان ذلك في الخرطوم عام 1995، ففي ذلك الوقت كان معارضا. فكان قد انقلب على بلاده. وقد ذهبت بالتنسيق مع عائلته لكي أقنعه بإدانة العنف في المملكة. وذلك حتى نحطم الجليد ونبدأ مصالحة يمكن أن تدفعه للعودة للسعودية. وبالفعل أدان العمليات الإرهابية في تلك المناقشة التي أجريتها معه، ولكنه رفض أن أنشر ذلك. وقد عدت بعدها إلى جدة وكانت تلك هي آخر مرة ألتقي به أو أتحدث إليه. كما كشف رئيس تحرير جريدة الوطن السعودية الأسبق عن عزمه تأليف كتاب حول أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة. لمعايشته التجربة خصوصا أن كل من كتب حول أسامة بن لادن تحدث معي حوله. وكذلك تأليف كتاب آخر حول صعود وأفول الحركة الإسلامية من خلال تجربته.، كما كان ينوي التأليف حول التحولات في المملكة لأنها ضخمة بحسب تعبيره لكن ارتباطه بالعمل في قناة الأمير الوليد بن طلال الإخبارية المزمع ظهورها خلال عام أو عام ونصف حال دون تحقيق هذه المشاريع. عمل المرأة (كاشيرة) قضية اقتصادية لا تتعلق بالحلال والحرام وعن قضية عمل المرأة "كاشيرة" في السعودية والتي أثارت الكثير من الجدل لدى التيار الإسلامي قال نفى خاشقجي أن تكون قضية آيديولوجية. وإنما قضية تنموية اقتصادية، فهي برأيه أمر يتعلق بالأعمال، والتطلع لحياة أفضل، فهي ليست مسألة تتعلق بالحلال والحرام، مضيفا: لكن المحافظين يرغبون في تحويلها لقضية حلال وحرام. وأنا أحاول عدم إغضاب أو تحدي المحافظين وسوف أبذل قصارى جهدي لكي أجعلهم أكثر عملية.