قال جمال خاشقجي، رئيس تحرير صحيفة "الوطن" السابق: إنه شعر بالخذلان عندما طُلبت منه الاستقالة من "الوطن" بعد نشر مقال "يعالج مفهوم الصوفية والسلفية ويبدي احتراماً للأضرحة"، مؤكداً في لقاء أجرته معه مجلة "المجلة" أن الأمير الوليد بن طلال اتصل به في اليوم نفسه، وعرض عليه أن يرأس قناته الإخبارية الجديدة، وأكد له أنه لن يُفصل أبداً وهو يعمل معه. وقال خاشقجي في معرض رده على سؤال حول شعوره حيال مطالبته بالاستقالة من "الوطن": شعرت بالخذلان. كان شعوري سيئاً للغاية. وعلى الرغم من أنني حصلت على وظيفة أفضل وما إلى ذلك، فأنا أحب بلادي ولم أكن أعمل لنفسي. فأنا أعتقد أن جريدة "الوطن" تخدم البلاد، وتخدم أهدافها. وهي ما زالت صحيفة جيدة. وتحدث خاشقجي عن تغيراته الفكرية، حيث قال: كانت عملية تدريجية في الثلاثينيات من عمري. فيمكن أن أقول: إنها بدأت بعد عام 1992 عندما بدأ الأفغان يقتلون بعضهم بعضاً بطريقة وحشية للغاية. ثم جاءت أحداث الجزائر والإخفاق في السودان، وما زلت أحترم الدين وأعتقد أنه يجب أن يكون هناك دائماً دور للدين في حياتنا، ودور للإسلام في حياتنا. ولكنني لن أعمل أبداً من أجل إنشاء دولة يحكمها رجال الدين والمتدينون. وأعتقد أن معظم الحركات الإسلامية تنظر للحركة الإسلامية التركية باعتبارها نموذجاً لأنها ناجحة. فعلى سبيل المثال، النموذج التركي هو النموذج الذي يمكن أن يسمح للحركة الإسلامية المصرية بتحقيق النصر. لنفترض أن الإخوان وصلوا إلى الحكم في يوم من الأيام في مصر. فسيواجهون مشكلات اقتصادية خطيرة، فماذا سيفعلون في ما يتعلق بصناعة السياحة؟ النموذج التركي يقدم الحل. وقال: نحن لا يمكننا تغيير التاريخ، فالنساء في سورية قبل 60 عاماً كن يعشن في الحجب تماماً. ولكن من المستحيل أن نعود لذلك الآن. فذلك التقليد الخاص بالماضي الذي يحن إليه الإسلاميون، عندما كانت المرأة مفصولة تماماً عن الرجال وكان الرجل مهيمناً، لن يحدث مرة أخرى. فذلك زمن مختلف. فإذا حاول أي أحد من الحركة الإسلامية في أي مكان أن يفعل ذلك فإنه سيثير معارضة الناس على الفور وسيكون عليه أن يُخضع الناس عبر القوة والسجن مثلما فعل الإيرانيون. وفي نهاية اللقاء، قالت "المجلة" لخاشقجي: على الأقل لن يتم فصلك من تلك الوظيفة (القناة) لأنك عبرت عن آرائك؟ فرد قائلاً: ذلك ما قاله لي الأمير الوليد. فقد قال: "معي لا يمكن فصلك".