حذر فضيلة الشيخ الدكتور ناصر بن سليمان العمر من مغبة المتاجرة بقضية الكنيسة ودماء "الأقباط" واستغلالها في التهوين من شأن الثوابت الإسلامية. وقال المشرف العام على مؤسسة ديوان المسلم في بيان نشر بموقع "المسلم" الليلة الماضية أنه "مما يسترعي الانتباه في زخم الحدث وضوضائه طائفة من المنافقين والعلمانيين، تعودت استثمار الفتن، فاستغلت تلك الضوضاء للمتاجرة بقضية الكنيسة ودماء "الأقباط"! بل والقيام بتفجيرات أخرى لا تقل خطورة عن تفجير الكنيسة، بل هي أخطر! إذ قاموا بمحاولات لتفجير المسلمات الشرعية، وزعزعة العقيدة الإسلامية! في انتهازية أيديلوجية لا دليل شرعي أو منطق عقلي صحيح يؤيدها." وذكّر فضيلته بالحكم الشرعي المستقر عند أهل العلم في السعودية وغيرها والذي "يجرم" تلك التفجيرات التي تقع في بلدان مسلمة ليست محتلة من "عساكر الكفار الذين لا يختلف في كفرهم وجواز قتلهم، كاليهود في فلسطين" مع تأكيده على ضرورة مراعاة الشروط اللازمة في استهداف هؤلاء في البلاد المحتلةكفلسطين وغيرها من الدول المحتلة. وأوضح حرمة التفجير في بلاد المسلمين "لأنه ينال معاهدين أو مستأمنين أو من لهم شبهة عهد أو أمان بل قد علم من الواقع أنها تنال بعض المسلمين أيضاً، وكل هؤلاء لهم ما يعصم دماءهم، ولا يجوز أن تستباح الدماء بالشبه، بل الشبهة توجب عصمة الدم حتى في الحدود". وندد د.العمر بمسلك الانتهازيين من المنافقين والعلمانيين - حسب وصفه - الذين بادروا إلى اتخاذ تفجير الكنيسة ذريعة للنيل من الثوابت عبر مهاجمة المناهج الشرعية وتحميل المسؤولية لكل المتدينين في المجتمع بل يبلغ بهم الأمر حد تجريم التدين ذاته. وسمى فضيلته محاولة هؤلاء استغلال الحادثة ب"تفجير المسَلّمات" الشرعية باتهام الخطباء والوعي الإسلامي في المجتمع، واعتبره أخطر من تفجير الكنيسة نفسها. ولفت الشيخ العمر إلى وجود طائفة من "التكفيريين الكبار" من الليبراليين، مستدلاً بقيام بعضهم في الجرائد الرسمية بتكفير من نفذوا الجريمة حتى قال أحدهم: " موتاهم في النار وموتى الكنيسة في الجنة مع الشهداء والأبرار!"، مضيفاً: "فانظر كيف يتحول اللبراليون والمنافقون إلى تكفيريين كبار يعلنون التكفير ويحكمون بالخلود في النار على صفحات الجرائد الرسمية دون بينة أو دليل، ثم يرمون الدعاة والناصحين بالتكفير!. وأردف: "وفي مقابل تكفيرهم هذا! يبالغون في تولي إخوانهم من أهل الكتاب وإظهار أخوتهم لهم، وتقديم التعازي وصناعة المراثي والمطالبة بكفالة ما لم يفكروا يوماً من الدهر بالمطالبة بكفالته للمسلمين المضطهدين في بلدانهم المحتلة أو الأصلية!". وكان تفجير كنيسة القديسين بمدينة الإسكندرية المصرية والذي أسفر عن مقتل 21 شخصاً وإصابة نحو مائة آخرين قد أعقبه موجة من التنديدات الإسلامية من العديد من علماء ومؤسسات المسلمين الدينية، إضافة إلى تظاهرات إسلامية منددة، وأخرى "قبطية" تحولت إلى أعمال عنف في بعض مدن مصر وأسفرت عن محاولة حرق مسجد مجاور للكنيسة علاوة على محاولة الاعتداء على شيخ الأزهر ومفتي مصر والعديد من الوزراء.