وصف الناقد الدكتور معجب العدواني في محاضرته بأدبي المدينة مساء الثلاثاء المنصرم الرواية السعودية خلال الألفية الثالثة بأنها ركزت على التجريب وانصرفت إلى التركيز على الثلاثي المحرم "الجنس والدين والسياسة" بطريقة تبدو – بحسب وصفه - اعتباطية وغير مدروسة، مؤكدا في ذات السياق أن تلقي الرواية من قبل دور النشر والنقاد العرب قد خضع لقانون إخضاعها للتابو كمقياس نقدي. وأشار الدكتور معجب خلال محاضرته عن" الرواية السعودية في الألفية الثالثة" إلى موقع الرواية السعودية في الجوائز العربية والتي لم تحقق – بحسب قوله - موقعاً لها في سباق الرواية العربية، حيث كانت الأعمال الروائية السعودية – رغم كثرتها - منبوذةً من جائزة البوكر العربية التي لا تراها صالحة للترشيح فضلاً عن الفوز بها منذ إنشاء الجائزة، واعتبر العدواني أن كتابة أجزاء من الرواية على الشبكة العنكبوتية يعد ملمحاً من ملامح الرواية السعودية. وكشف العدواني في محاضرته التي أدارها عضو اللجنة الثقافية في النادي عمر الرحيلي عن ظهور أسماء جديدة من حقول غير أدبية مثل إبراهيم الخضير في ”عودة إلى الأيام الأولى” و“رحيل اليمامة “، ومنذر قباني "حكومة الظل" و"عودة الغائب"، و إبراهيم بادي في "حب في السعودية"، إضافة إلى ظاهرة الكتابة بأسماء مستعارة مثل صبا الحرز "الآخرون" شيخ الوراقين "عيال الله"، هاجر المكي "غير وغير" طيف الحلاج ”القِران المقدس". وفيما يتصل بملامح النصوص ومضامينها أشار الناقد العدواني إلى ظهور عناوين تستلهم الأمكنة من بيئات تبدو غير مركزية مثل "لا أحد في تبوك" 2008، "لا يوجد مصور في عنيزة" 2009، و"الحمام لا يطير في بريدة" 2009. وتناول الدكتور معجب خلال محاضرته مسيرة كتابة الرواية لدى "رجاء عالم" والتي قال إنها مرت بثلاث مراحل بدأت بكتاباتها المسرحية مثل "الرقص على سن الشوكة", والمرحلة الثانية التي تمثل الاتجاه العام لكتابتها وبدأت منذ صدور مجموعتها القصصية "نهر الحيوان"، ثم توالت أعمالها الروائية ، حتى مالت مع عدوى الهامش إلى الابتعاد عن كتابتها النخبوية في روايتي "خاتم" و"ستر" واللتين تمثلان الاتجاه الثالث في كتابتها. وأكد العدواني في ختام محاضرته أن هذه القراءة تعد بمثابة مراجعة تتلمس الجدية الصادقة للكشف عن ملامح الهامش في الرواية السعودية التي استطاعت أن تخرج من منطقة الهامش، لكن خروجها نفسه كان إيذاناً ببقائها في هوامش مختلفة وفي حقول متعددة، معيدا ذلك إلى أسباب منها غياب الرؤية الفلسفية في الكتابة، واستشهد الناقد العدواني أخيرا بقول أوسكار وايلد إن "بإمكان أي شخص أن يكتب ثلاثة مجلدات في الرواية شرط توفر الجهل الكامل بالأدب والحياة".