توصل باحثون أن حجم دماغ الإنسان يتقلص تدريجياً منذ 20 ألف سنة، ما يستدعي السؤال عما إذا كان الجنس البشري يزداد غباء بسبب ذلك أم لا. وذكرت مجلة "ديسكوفر" الأمريكية أن تقريراً جديداً أظهر أنه "خلال السنوات ال20 ألفاً الماضية، تقلص حجم دماغ الرجل من 1500 إلى 1350 سنتمتراً مكعباً، أيب أنه خسر حجماً يقدر بحجم كرة تنس". وأضافت أن "حجم دماغ المرأة تقلص بهذا القدر تقريباً". ووافق بعض العلماء على هذا التشخيص بأن دماغ البشر يصبح أصغر، وقال البعض إنه مع ذلك أصبح أكثر فاعلية في حين اعتبر البعض الآخريأن الإنسان ازداد غباء مع تطوره. وقدمت عدة نظريات لتفسير لغز تقلص حجم الدماغ، واحداها أن الرؤوس الكبيرة كانت ضرورة خلال الحياة في العصر الحجري القديم، "أي بين ما بين 40000 و 10000 سنة سابقة"، لتتماشى مع النشاطات التي يبذلها الإنسان في الخارج وفي الظروف المناخية الباردة. وتقول نظرية ثانية بأن الجماجم تطورت لتتماشى مع النظام الغذائي الذي يتطلب مضغ لحوم الأرانب والغزلان والثعالب والأحصنة، ولكن عندما أصبح الطعام أسهل للمضغ توقفت الرؤوس عن النمو. لكن نظرية ثالثة خرجت لتقول إنه مع بروز المجتمعات المعقدة صغر حجم الدماغ لأن الناس ما عادوا بحاجة لأن يكونوا أذكياء حتى يبقوا على قيد الحياة. وأجرى العالمان ديفيد غيري ودرو بايلي دراسة فوجدا انه عندما كانت الكثافة السكانية منخفضة كان حجم الجمجمة يكبر ولكن ما أن بدأ العدد السكاني بالتغير والزيادة تراجع حجم الجمجمة. وخلصا إلى أنه مع بروز المجتمعات الأكثر تعقيداً صغر حجم الدماغ لأنه ما عاد ضرورياً أن يكون الناس أذكياء ليحافظوا على حياتهم. وأوضح العلماء أن تقلص حجم الدماغ قد يظهر في الحقيقة اننا نزداد ذكاء، مشيرين إلى أن الدماغ يستخدم 20% مما نستهلكه، ما يعني أن الدماغ الأكبر سيتطلب طاقة أكثر ويستغرق وقتاً أطول ليتطور. يذكر أن هذا الكلام يأتي تعليقاً على كلام المتخصص بعلم الإنسان من جامعة ويسكونسن الدكتور جون هاوكس الذي قال إن تقلص حجم دماغ الإنسان لا يعني بالضرورة أنه يصبح أقل ذكاء.