يصفها البعض بأنها لحظة فارقة في السياسة الاسرائيلية وطلقة مؤلمة تعلن عن بدء حملة للاطاحة بوزير الدفاع ايهود باراك من زعامة حزب العمل. فقد وصف يوم الاربعاء خصم سياسي لباراك من داخل حزبه على شاشات التلفزيون وزير الدفاع بأنه "أهبل". وقال باراك لراديو اسرائيل يوم الخميس انه شغل الكثير من المواقع ليس من بينها من يتلقى اللكمات دون دفاع واستطرد "لا أعتقد أن هذا أسلوب لائق بالنقاش العام." وباراك رئيس سابق للوزراء وجنرال سابق يعتبره العدو والصديق في اسرائيل مفكر بارع. لكن الاهانة التي جاءت من عوفير ايني من حزب العمل الذي يشغل أيضا منصب رئيس النقابة العمالية الرئيسية في اسرائيل طغت على الانباء ووصفها معلقون سياسيون بأنها ضربة أولى تم الاعداد لها بعناية في معركة على زعامة حزب العمل. وقال الكاتب الصحفي يوسي فيرتر في صحيفة هاارتس "من الان فصاعدا يعمل وزير الدفاع في وقت مستقطع... ساعته الرملية تتحرك. سنة أخرى.. زادت أو نقصت بعد ذلك سيتعين عليه أن يتنحى جانبا أو أن تتم تنحيته." وتظهر استطلاعات الرأي أن حزب العمل المنتمي الى يسار الوسط ليس في حالة جيدة وانه يعاني من تراجع مستمر في الشعبية. وكان حزب العمل يوما قوة دافعة في السياسة الاسرائيلية وهو الان يشغل 13 مقعدا فقط في الكنيست المؤلف من 120 مقعدا وهو شريك صغير في الحكومة الائتلافية التي تميل لليمين ويتزعمها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وأعلن اثنان من الوزراء من حزب العمل ترشحهما لمنافسة باراك في انتخابات داخلية لم يحدد موعدها بعد. ويتهمه أعضاء الحزب بالاخفاق في الضغط على نتنياهو لتقديم تنازلات للفلسطينيين لتحقيق سلام. واستغل ايني اعتراف زوجة باراك مؤخرا بأنها وظفت فلبينية بشكل غير مشروع للخدمة في المنزل ليشن عليه الهجوم. وتساءل ايني في القناة الثانية بالتلفزيون الاسرائيلي قائلا "انت وزير بالحكومة.. لماذا تجلب فلبينية؟ "لابد أنك أهبل لتفعل ذلك" مستخدما الكلمة العربية التي توقع البعض أن تكون الكلمة التي سيستغلها خصوم باراك في أي انتخابات مقبلة. وقال وايزمان شيري وهو أحد الحلفاء السياسيين لباراك لراديو الجيش "يمكن قول أشياء كثيرة عن ايهود باراك لكن هل يمكن وصفه بأنه أهبل؟" وابتكرت صحيفة معاريف الاسرائيلية واسعة الانتشار مصطلح "عملية أهبل" ووضعته في صدر صفحاتها. واجتمعت اراء المعلقين السياسيين على أن ايني وبنيامين بن اليعازر وهو وزير سابق للدفاع وخصم لباراك اتحدا للاطاحة به. وقال بن اليعازر يوم الأربعاء انه يفضل أن يتولى مرشح من الخارج قيادة حزب العمل لكنه لم يذكر أسماء. وقال هانان كريستال وهو معلق سياسي براديو اسرائيل ان اللفتنانت جنرال جابي اشكينازي رئيس الاركان ربما ينافس باراك أيضا اذا قرر الانضمام لحزب العمل عندما يترك الجيش في أوائل العام المقبل.