انضم زعيم نقابات العمال في إسرائيل عوفر عيني إلى قائمة الشخصيات الرفيعة في حزب "العمل" الشريك في الائتلاف الحكومي التي تنادي بخلع وزير الدفاع ايهود باراك عن زعامة الحزب في أعقاب فشله في انتشال الحزب من أزمته المتواصلة منذ عقد من الزمن والتي تنذر بانحسار آخر في شعبيته. ووصف عيني باراك ب"الأهبل"، مستخدماً الكلمة بالعربية، على خلفية استقدام زوجته عاملة فيلبينية إلى منزلهما في شكل غير قانوني. وقال إن حزب "العمل" بحاجة إلى "زعيم حقيقي" ينقذه من أزمته. وكان عيني حتى الأمس القريب من أقوى الداعمين لباراك، لكنه هو الآخر بات مقتنعاً بأن باراك يقود الحزب نحو الهاوية. ويتفق معه في ذلك الوزير بنيامين بن اليعازر الذي كان هو أيضاً أقرب الوزراء من باراك لكنه أعلن أمس في اجتماع احتجاجي أن عهد باراك انتهى وأن الحزب بحاجة إلى زعيم من خارج صفوفه بداعي أن أياً من أعضائه الحاليين لا يملك المؤهلات لقيادة الحزب. ومع انتقال بن اليعازر إلى صفوف المعارضين لزعامة باراك بقي الأخير بلا دعم من أي من نواب الحزب ال 12 الآخرين الذين أعلنوا في مناسبات سابقة أنهم لا يثقون بباراك واتهمه البعض بأنه يفضل منصب البقاء وزيراً للدفاع في حكومة يمينية متطرفة على حساب مصلحة الحزب التي تقتضي بأن يكون في المعارضة بصفته قائداً ل"معسكر السلام" ليقترح على الناخب الإسرائيلي بديلاً لحكم اليمين. وكان الوزيران يعقوب هرتسوغ وأفيشاي برافرمان أعلنا أخيراً نيتهما منافسة باراك على زعامة الحزب لكن الأخير يرفض تقديم موعد الانتخابات قبل موعدها المقرر بعد عامين. واعتبر معلقون في الشؤون الحزبية تصريحات عيني وبن اليعيزر "إصدار قرار بالحكم" ضد باراك بانتهاء عهده، وكتب أحد المعلقين أن عيني وبن اليعيزر سيقرران من سيكون الزعيم المقبل للحزب الذي يعتبر مؤسس الدولة العبرية وحكمها في السنوات الثلاثين الأولى لقيامها، لكنه بات اليوم حزباً هزيلاً انحسرت شعبيته في أعقاب أزماته العقائدية والتنظيمية وانحياز الشارع الإسرائيلي نحو اليمين المتشدد.