قرر النائب العام في مصر، اليوم الثلاثاء، استخراج جثة الشاب خالد محمد سعيد المعروف باسم "شهيد الطوارئ"، والذي لقي مصرعه تحت وطأة التعذيب بأحد أقسام الشرطة بمدينة الإسكندرية. وقرّر النائب العام عبد المجيد محمود ندب لجنة ثلاثية من مصلحة الطب الشرعي بالقاهرة, برئاسة كبير الأطباء الشرعيين لإعادة تشريح جثة الشاب لبيان سبب الوفاة, والإصابات الموجودة بالجثة وسببها, وتاريخ وكيفية حدوثها والأداة المستخدمة في إحداثها. وأمر النائب العام أنّ يكون استخراج الجثة بحضور رئيس نيابة استئناف الإسكندرية وأسرة الشاب القتيل، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط. ويقول حقوقيون مصريون: إنّها المرة الأولى الّتي يقدم فيها النائب العام على اتخاذ قرار باستخراج جثة أحد ضحايا التعذيب. يُذكر أن تقرير الطب الشرعي الأول أثبت أنّ الشاب تُوفي إثر ابتلاعه لفافة بانجو، حيث انحشرت في حلقة مما أدى لإصابته باسفكسيا الخنق ووفاته، في حين أكّد أهله وشهود آخرون أنّه تُوفي بعد اعتداء رجال الشرطة عليه بمنطقة "سيدي جابر" وسط الإسكندرية. وطالبت منظمة العفو الدولية السلطات المصرية بفتح تحقيق فوري وشامل ومستقل، في مقتل المواطن خالد سعيد على يد قوات الشرطة في مدينة الإسكندرية. وقالت المنظمة في بيان لها: إنّ الصور الصادمة لجسد خالد ووجهه الذي أصبح مشوهَ المعالم بسبب الضرب علنًا على أيدي الشرطة، انتشرت بصورة غير مسبوقة على الإنترنت، وهي دليل على مدى بشاعة الانتهاكات الّتي يتعرض لها المصريون على "أيدي قوات الأمن". كما أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، أنّ الولاياتالمتحدة قلقة حيال وفاة شاب يُعتقد أنّ الشرطة المصرية ضربته حتى الموت. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيليب كراولي: إنّ "واشنطن راضية عن إعلان إجراء تحقيق في الأمر، وتنتظر من السلطات المصرية أن تحاسب كل من هو مسؤول".