دافع الفاتيكان اليوم السبت عن البابا بنديكتوس السادس عشر في وجه المزاعم بشأن مسؤوليته عن تأجيل اتخاذ إجراء عقابي بحق كاهن أمريكي ضالع بالاستغلال الجنسي للأطفال. فقد قال الأب فيديريكو لومباردي، المتحدث باسم الفاتيكان، إن المزاعم المستمدة من رسالة موقَّعة من قبل بنديكتوس السادس عشر عندما كان مسؤولا رفيعا في الفاتيكان قد انتُزعت من سياقها . وأضاف لومباردي قائلا إن الرسالة كانت جزءا من سلسلة مراسلات مطوَّلة، ولا ينبغي أن تُنتزع من سياقها. وأردف بالقول: إن المكتب الصحفي لا يعتقد أنه من الضروري الرد على كل وثيقة يجري انتزاعها من سياقها بما يخص أوضاع قانونية محددة. وكانت وكالة الأسوشييتد برس للأنباء قد نشرت رسالة مذيَّلة بتوقيع الكاردينال جوزيف راتزينجر في عام 1985 يقاوم فيها استهداف الكاهن ستيفن كيسل. لكن الفاتيكان يقول إن بنديكتوس السادس عشر إنما كان يحاول بذلك التحلي بالحيطة والحذر اللازمين قبل فصل كيسل من عمله. وأقر المتحدث باسم الفاتيكان بأن الكنيسة قد فقدت ثقة العامة بها، وأن قانون الكنيسة لن يأتي بعد اليوم قبل القوانين المدنية في حال قيِّض لتلك الثقة أن تُستعاد. من جهة أخرى، قال مراسل بي بي سي للشؤون الدينية، روبرت بيجوت، إن تصريحات لومباردي تُعتبر تغيّرا مفاجئا في لهجة الفاتيكان. وقال المراسل إن المسؤولين في الفاتيكان دأبوا في السابق على اتهام المنتقدين بمحاولة تلطيخ سمعة البابا شخصيا، والذي قال الأسبوع الماضي فقط أنه يجب تجاهل الشائعات التافهة الموجهة إليه. وتعليقا على التطورات الأخيرة، قال معلِّق كاثوليكي بريطاني بارز إن القضية فضحت الصراع الدائر على السلطة بين كبار كرادلة الفاتيكان، والذي كان قد بدأ خلال فترة بابوية يوحنا بولس الثاني، سلف بنديكتوس السادس عشر. وقد وضع الكشف عن الرسالة، التي وقعها الكاردينال جوزيف راتزينجر قبل أكثر من عقدين من اعتلائه سدة البابوية في عام 2006، البابا بنديكتوس السادس عشر في مواجهة أزمة جديدة بشأن قضية الاستغلال الجنسي للأطفال. لكن الفاتيكان استبعد أن تؤدي الأوضاع الحالية إلى أي إمكانية لاستقالة البابا من منصبه على خلفية الفضيحة الجديدة. وقالت وكالة الأسوشيتدبرس إنها قد حصلت على الرسالة التي يقول فيها الكاردينال راتزينجر إنه لا بد من اعتبار مصلحة الكنيسة ككل عند بحث موضوع معاقبة كيسل. وأضافت قائلة إن الرسالة المكتوبة باللغة اللاتينية تبين أن الكاردينال راتزينجر رأى أن إخراج كيسل من سلك الكهنوت سيكون له مغزى خطير، ويحتاج لمراجعة دقيقة. وقد حث على رعاية الراهب قدر الإمكان . وأكدت الوكالة أن الفاتيكان قد أقر بصحة توقيع الكاردينال راتزينجر على الرسالة. لكنها نقلت عن لومباردي قوله إنه لم يكن غريبا أن تكون هنالك وثائق عليها توقيع الكاردينال راتزينجر . يُشار إلى أنه كان قد حُكم على كيسل عام 1978 بالخدمة المدنية لمدة ثلاثة أعوام بسبب سلوكه المشين مع صبيين في مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية. كما أوصت الكنيسة في أوكلاند في عام 1981 بإزاحة كيسل من سلك الكهنوت، إلا أن ذلك لم يتم سوى في عام 1987. وفي عام 2004، صدر حكم على كيسل بالسجن لمدة ستة أعوام بعد اعترافه باستغلال طفلة صغيرة جنسيا عام 1995. ويبلغ كيسل الآن من العمر 63 عاما، واسمه مسجل على قائمة مرتكبي جرائم الاعتداء الجنسي على الأطفال في ولاية كاليفورنيا الأمريكية.