نقلا عن السياسي الإليكرتونية : "لا يجيد عثمان العمير كتابة المقالة الصحافية، لكنه كثيراً ما ينجح في صياغة سطور وعناوين تاريخية.. لا يمتلك قلماً أو وعياً ثقافياً لافتاً، لكنه صديق ممتاز للمثقفين".. ما سبق مقتبسٌ من كتاب صدر حديثاً عنوانه "السعودية.. سيرة دولة ومجتمع: قراءة في تجربة ثلث قرن من التحولات الفكرية والسياسية والتنموية".. من تأليف المثقف السعودي عبد العزيز الخضر، الكتاب صدر عن الشبكة العربية للأبحاث والنشر. جاء الكتاب في 863 صفحة، رصدت الثلاثين عاماً الماضية في السعودية، وأجابت عن ثلاثة أسئلة رئيسة، تمثّلت في (ما الذي حدث؟ وكيف؟ ولماذا؟)، على مستويين أساسيين، هما الدولة والمجتمع. رصدهما الخضر على مدى ثمانية فصول، عنونها على الترتيب: "خصائص التكوين"، و"العقل الديني"، و"عقل الصراعات"، و"العقل الثقافي"، و"عقل التنوير"، و"العقل الإعلامي"، و"عقل التنمية"، و"عقل المعارضة". علّق إعلامي سعودي متخصص في الصحافة الثقافية وتاريخ السيَر، على صدور الكتاب بقوله:" شعرت أنه بإمكاننا كصحافيين سعوديين أن نجابه ونواجه سمير قصير في بيروتياته، وصلاح عيسى في قاهرياته"، مضيفاً إن "الخضر كتب كتاباً لم يُكتب في التاريخ السعودي، وسيصعب على غيره مجاراته مستقبلاً". وينتظر من الكتاب إثارة جدل واسع في السعودية، فبرغم أنه كتاب ظاهره التوثيق والتأريخ لثلاثة عقود مضت في الزمن السعودي، إلا أنه مليء بالوصف المكثّف، والتحليل العميق، والاستنتاج الذكي،.. وكل ما سبق، تأكيد على اختلاف وعمق عبد العزيز الخضر، لا سيما لمتابعي مقالاته ومسيرته الإعلامية طيلة الفترة الماضية، غير أن بعضهم ربما سيُفاجأ بطرح الخضر نفسه مؤرخاً راسخ المعلومة والمنهج. وحتماً ستتسع دائرة الجدل التي سيخلقها الكتاب، إذا تم فسحه من قبل وزارة الثقافة والإعلام، أو سمح بعرضه في معرض الرياض الدولي للكتاب مطلع شهر مارس المقبل، برغم أن عناوينه الداخلية اللافتة، وتناوله لشخصيات شهيرة متنوعة، ربما ستدفع بالرقيب الى حسم أمر فسحه سريعاً، والنتيجة في الغالب ستكون المنع، استناداً إلى عقل الرقيب في أغلب ما مضى. تناول الخضر في فصل "خصائص التكوين"، التكوين السياسي والاجتماعي، والمجتمع السعودي صناعة حكومية، ومصادر التأثير غير الحكومية، والضبط الاجتماعي، فيما ناقش في فصل "العقل الديني" موضوعات عديدة، منها التحول من الوهابية المنبوذة إلى الوهابية المرغوبة، ومراحل الوعي الديني، وخطاب الفقيه، ومسار التعليم الديني، وغزو العراق وأحداث مايو، والخطاب الديني والحوار الوطني، ومحتويات الفكر الديني الجديد، ومجتمع الفتوى. ورصد الخضر خلال الفصل ذاته شخصيات مؤثرة في الفكر الديني، من خلال "بروفايلات" ذات تحليل عميق، وعناوين مكثّفة وجدلية، منها:"سعد بن عتيق.. شيخ الولاء والبراء"، و"عبد الله بن حميد.. القاضي والأمير"، و"ابن باز.. شخصية غاندية وختم سلفي"، و"عبد الرحمن الدوسري.. الجندي المجهول"، و"محمد بن عثيمين.. فقيه الصحوة"، و"ابن جبرين.. من فضيلة إلى المدعو"، و"صالح الفوزان.. أزمنة متغيرة وخطاب مستقر"، و"اللحيدان.. حارس التقاليد القضائية"، و"عبد الله التركي.. قصيبي الإسلاميين"، و"صالح آل الشيخ.. مشروع وَهْبَنة الصحوة"، و"العبيكان.. سلطان العلماء وعلماء السلطان"، و"سعد البريك بين صحوتين"، و"حمود العقلاء.. الثورة في خريف العمر"، و"عبد العزيز المسند.. الطنطاوية السعودية"، و"ناصر العمر.. من حمائم الصحوة إلى صقورها"، و"الحوالي.. ابن تيمية الصغير"، و"سلمان العودة.. إسلام الصحوة والإسلام اليوم"، و"مناع القطان.. شيخ الإخوان في السعودية"، و"محمد سرور زين العابدين.. هيكل الصحوة وابن سبأ الجامية"، إلى جانب تناوله تأثير عدد من الوافدين، منهم محمد المنجد، وعبد الله عزام، وعفيفي، والجزائري، ورأفت باشا. أما فصل "عقل الصراعات"، فقد طرح فيه موضوعات، منها: السياسي وإدارة الصراع، وسيرة المرأة السعودية، والمرأة والنفط، والصحوة والمرأة، والنقاب الجديد، وتعليم البنات.. "الرواية من طرف واحد"، ومعركة الدمج.. "من دُمج بمن؟"، والاختلاط، وعمل المرأة، وجهاز الحسبة وسيرة الصراعات، وقصة المناهج، ومعركة الصحوة والحداثة، والمثقف الزائر، و"بين القصيبي ورموز الصحوة". فيما تناول فصل "العقل الثقافي" موضوعات عديدة، منها: الجنادرية.. "مواسم لإنعاش الثقافة"، و"بين عالم الأدب وعالم الفكر"، والمثقف والسلطة، وتشكل المثقف السعودي، وعوامل ضعف المثقف، والمثقف والمعارضة، و"المثقف بين مرحلتين"، و"قابلية التزييف.. بين المثقف والشيخ"، ورموز ما قبل طفرة النفط، ومثقف المرحلة النفطية وما بعدها، و"المثقف الوافد"، و"المثقف الإسلامي العصري". بينما ناقش فصل "عقل التنوير" موضوعات التنوير المحلي، والدولة والتنوير، ومحاولات التنوير، والظاهرة التنويرية ما قبل سبتمبر وبعده، والصحوة والتنوير، ومبررات ارتباك الصدمة الأولى، وخطاب التنوير في "الوطن"، واتجاهات التنوير، و"ماذا قدم التنوير؟"، و"الشيخ والتنوير". كما رصد في "العقل الإعلامي" فصولاً مثيرة في الصحافة السعودية، منها "في مدارسنا الإعلامية"، و"صحافتنا والمهنية"، و"صحافتنا والمصداقية"، و"صحافتنا الرسمية"، و"لماذا لم توجد صحافة مستقلة؟"، و"صحافتنا والرقابة الدينية"، وكتّاب الرأي السعودي، وسمات الخطاب الاجتماعي، ورصد خلال الفصل ذاته شخصيات مؤثرة في الوسط الإعلامي، عن طريق كتابة "بروفايلات" ثريّة الوصف والاستنتاج؛ لرؤساء تحرير في الصحافة السعودية، منها "السديري.. بين الرسمية والمهنية"، و"المالك.. تفوق الصحافي القديم على الجديد"، و"هاشم عبده.. مدرسة الإثارة السعودية"، و"عثمان العمير.. مهنية التحرير وسلفية السياسة"، و"التونسي.. صحافي الشعب"، و"الشريان.. من الدعوة إلى المسلمين"، و"خاشقجي.. الاستخبارات والصحافة". كما عرض فصل "عقل التنمية" لموضوعات متنوعة، منها:"المجتمع الهيدروكربوني"، و"النخب الاقتصادية وخطابها الغائب"، و"في تقييم أداء التنمية"، والدولة والتنمية، والبرجوازية السعودية والتنمية. و"عقل الفساد"، والفساد والتفكير الشعبي، والصحافة والفساد، وحكايات الفساد وسوق الأسهم، بينما جاء فصل "عقل المعارضة" خاتمة للكتاب، طرح فيه موضوعات عديدة، منها: الدولة والمعارضة، والمثقف الديني والمعارضة، والمثقف العصري والمعارضة، والسياسي والخطاب النقدي، و"هل المعارضة ضرورة؟"، و"بين القوى التقليدية والمعارضة"، و"سيرة المعارضة"، "ومعارضة الصحوة"، و"لجنة الدفاع عن الحقوق الشرعية"، و"عصر البيانات"، و"خطاب المطالب ومذكرة النصيحة"، و"السياسي والإصلاح". جدير بالذكر ابتداءً، أن مؤلف الكتاب هو عبد العزيز بن محمد الخضر، ولد عام 1968م، يحمل درجة الماجستير في الهندسة الكيميائية من جامعة الملك سعود في الرياض، يعمل محاضراً (عضو هيئة تدريب) في الكلية التقنية بالعاصمة السعودية، كاتب صحفي مشغولٌ بالقضايا الثقافية والإعلامية والسياسية، استكتب قلمه أسبوعياً في صحيفة "الوطن" السعودية مذ العام 2001م، ثم انتقل عموده الأسبوعي إلى صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، ورأس تحرير صحيفة "المحايد" في الفترة (2000- 2003م)، ثم رأس تحرير مجلة "المجلة" خلال الفترة الممتدة من 12 سبتمبر 2004م وحتى 11 فبراير 2006م.