على رغم أن الكثير من خطباء الجمعة وبعض الدعاة ربطوا حادثة سيول جدة بالمعاصي، إلا أن الداعية المعروف بدر المشاري . طالب رجال الأعمال في السعودية بسرعة إخراج زكاة أموالهم للمتضررين في سيول جدة، مشيراً إلى ضرورة سرعة فتح ملفات الفساد في أمانة جدة وغيرها من المدن الأخرى، وأن تكون هذه القضية حية لهم لمعرفة أي تسيب أو فساد مالي مستقبلاً. وطبقا لصحيفة " الحياة اللندنية " فقد قال في محاضرة ألقاها أخيراً في جامع خادم الحرمين الشريفين في حي الشاطئ بجدة بعنوان «وغرقت العروس»: «إن كارثة جدة صنعت خوفاً من المستقبل في البنى التحتية للمشاريع القائمة، وربما يتبين أن هناك خللاً كبيراً وهذا الأمر يشكل تحدياً ضخماً أمام السعودية». وأوضح أن المشاهد المؤلمة التي وقعت في جدة قبل أن نراها في بلادنا لم نكن نشاهدها إلا في الصور والأخبار. طفل يموت في حضن أبيه ورجل يسير مع أربع نسوه فيأتي السيل فيخطف إحداهن أمام بصره يريد أن يمسك بها فلم يستطع ثم خطف السيل الثانية ثم الثالثة ثم الرابعة وهو ينظر وليس له إلا العويل والبكاء. الكثير من الناس تضرروا أضراراً بالغة ورش ومصانع ومحال، انهيار وبكاء وعويل. بيوت تصدعت وأناس يقيمون على الأرصفة والمستنقعات التي تحوم حولها الحشرات مساجد خلت. لا فرش ولا مصاحف. وأضاف: «على المسؤولين التعامل بكل شفافية ودقة كاملة مع هذه الكارثة وذلك في إعلان الأرقام والإحصاءات وعدد المفقودين والوفيات بدقة، وأن يكون هنالك مركز رسمي للقيام بمثل هذه الأمور حتى يعاقب من كان له يد، وحتى نوقف من يستغلون هذه الكوارث لأهداف جيولوجية كما يسمونها. هذه الأرقام والإحصاءات نريدها ظاهرة، فذاك الفساد والخيانة التي وضحت لنا في كارثة جدة»، متسائلاً ألم يحن الوقت لتكون هنالك شفافية؟. وتابع: «نحن قادرون على كشف أخطائنا والاعتراف بها فأين ذهبت هذه البلايين التي صرفت، وعلى المسؤولين تقع المسؤولية الكبيرة أمام الله عز وجل، فيجب أن يفتح باب التحقيق ومعاقبة الجناة، ويجب أن لا يقتصر عمل لجنة التحقيق على عزل موظف، بل يجب محاسبة كل المسؤولين في كل ما يتعلق بهذه الكارثة، ويجب أن تكون هناك فرصة لمحاسبة ذوي الضمائر المريضة ليس في جدة فقط بل في كل شبر من وطننا الغالي، فيجب أن نركز عليهم وأن نسألهم عن الأموال التي دخلت إلى جيوبهم، وكم أرصدتهم قبل أن يتسلموا مناصب في الدوله، وأن يسألوا عن الأموال التي تسلموها للقيام بمشاريع في الدولة». واستغرب من ممارسات بعض ضعاف النفوس الذين استغلوا هذا الحدث لسرقة ونهب الممتلكات ونهب المركبات والأموال، لتباع بثمن بخس، محذراً من استغلال الظروف ورفع أسعار السلع والخدمات.