أكد عدد من أعضاء مجلس الشورى أن إيقاف 32 مسؤولا امس الأول وعدد من مسؤولي جدة يوم امس على خلفية كارثة السيول في جدة يكرس بقوة توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لمحاربة الفساد ومحاكمة أي مسؤول يتهاون في اداء مهمته . وقالوا ل “المدينة” انهم يتوقعون وفق توجيهات المليك محاسبة المسؤولين الكبار قبل الصغار ، مؤكدين ان لا احد فوق القانون . واشار احد اعضاء المجلس الى انه لا يتمنى محاسبة تقليدية او ان يتم البحث عن “كبش فداء” يتحمل مسؤولية الكارثة ، مؤكدا انه يجب محاسبة مسؤولي امانة جدة التي منحت الاراضي وسمحت بتخطيطها . في البداية قال عضو مجلس الشورى الدكتور طلال بكري إن لجنة تقصي الحقائق في كارثة جدة التي أمر بتشكيلها خادم الحرمين الشريفين بدأت تجني ثمارها لاسيما أنه تم القبض على مجموعة منهم يوم امس بتهمة الفساد المالي والاداري بتوجيهات من لجنة تقصي الحقائق ، مشيرا الى ان اللجنة ستتوصل الى نتائج ايجابية من شأنها ايقاف الفساد المالي والإداري في جدة بحيث تشمل جميع مناطق المملكة . وأوضح انه يجب على اللجنة ان تواصل عملها في عمل التحقيقات اللازمة لكشف الكثير من الحقائق ، متمنيا ان يتم القبض على جميع المتسببين في الكارثة التي حلت بجدة في اسرع وقت . من جانبه اكد رئيس لجنة الموارد البشرية بمجلس الشورى الدكتور فهاد الحمد أن خادم الحرمين الشريفين عندما امر بتشكيل اللجنة كان لإظهار الحقائق ومحاسبة المسؤولين فيها ، مشيرا الى انه لم يسمي الكارثة بالطبيعية وانما هي من صنع سوء الادارة في جدة . واضاف انه من الطبيعي ان يتم ايقاف ومحاكمة المتسببين في الكارثة التي حلت بأهل جدة محاكمة عادلة ، متمنيا ان تكون بداية موفقه لاسيما بعدما امر المليك بتشكيل اللجنة التي من شأنها كشف الحقائق الغائبة ومحاسبة كل المقصرين . لا نريد كبش فداء وطالب عضو مجلس الشورى الدكتور مجدي حريري بمحاسبة الكبار قبل الصغار في كارثة سيول جدة . وقال ل “المدينة”: إنه لا يتمنّى محاسبة تقليدية وأن يتم البحث عن “كبش فداء” ليتحمل الكارثة وحده دون محاسبة المسؤولين الكبار . واضاف : “تعلّمنا من خطاب خادم الحرمين الشريفين الصراحة والشفافية ونأمل ان لا تكون المحاسبة تقليدية في كارثة جدة وأن نرى تغييرات حقيقية . وأكد على ضرورة محاسبة “الأمانة” التي منحت هذه الأراضي وسمحت بتخطيطها .. ومساءلة الدفاع المدني : هل هو راضٍ عن ثقافة إدارة الأزمة التي ظهرت من خلال أسلوبهم في التعامل معها ؟ . وأضاف: “لا نريد محاسبة الصغار فقط أو البحث عن كبش فداء .. نريد قرارات صادقة بصدق مليكنا الذي قال: «إن السيول كشفت ما يجب أن نفعله في جدة ، وباقي مدن المملكة ، وان أداء الأجهزة الحكومية سيظل تحت نظري ومحط مراقبتي الدائم» . وأشار إلى أن جريمة جدة القاتلة أزهقت أرواحاً بريئة وحان الوقت للمحاسبة المؤسساتية الحقيقية ، مؤكداً ان الجميع محاسب ولا يوجد أحد فوق النظام . اما الدكتور محمد المطلق عضو مجلس الشورى فقال انه لابد من الوصول ومحاسبة المتسببين في الكارثة واذا كانت هناك اعتقالات لمتهمين في الكارثة لابد من سرعة محاسبتهم والتوصل الى نتائج ايجابية لكشفهم ومحاسبتهم محاسبة عادلة. وأشار المطلق الى ان هذا مؤشر جيد على ان التطبيق فعلي في اللجنة التي امر بتشكيلها خادم الحرمين الشريفين ، وانها بدأت تكشف للناس الحقائق ومن وراء الكارثة التي وقعت في مدينة جدة ، متمنيا ان تواصل اللجنة التحقيقات لمحاربة الفساد المالي والاداري ليس فقط في مدينة جدة فحسب بل يجب أن تعمم اللجنة على جميع مناطق المملكة لكشف الحقائق ومحاسبة المقصرين وان الذي حصل في جدة لا يمكن السكوت عنه أو وصفه بالطبيعي ، بل يجب ان ينال كل مسؤول في هذه القضية حقه وحتى يتعض الآخرون ويعرفوا أن هناك محاسبة من قبل الدولة لكل مقصر ومتقاعس . وتمنى ان تواصل اللجنة اعمالها في التحقيقات لكشف المستور واظهار الحقائق في اسرع وقت. الكارثة كبيرة بينما قال العضو الدكتور موافق فواز الرويلي : انا سعيد ان اسمع نبأ توقيف مسؤولين عن كارثة جدة التي حصلت مؤخرا ، خاصة وان هذه الكارثة لم تكن طبيعية كما وصفها البعض وانما هي من فعل فاعل كما وصف ذلك خادم الحرمين الشريفين ، ومن هنا يجب ان نترحم على ارواح الشهداء الذين كانوا ضحية الكارثة. وشدد على ان القضية ليست ان المناطق تقع في وادٍ وغير ذلك وانما هي اكبر من ذلك خاصة وان الذي حصل في جدة لا يقبل ولا يجب ان يمر مرور الكرام ، مبينا ان مدينة حفر الباطن تقع في وادي الباطن وقد جاءتها أمطار وسيول ولكنها لم تتأثر بقدر ما تأثرت مدينة جدة التي ان تمعنا فيها ترى ان هناك اناسا يقفون وراء الكارثة . وأشار الى ان ما حدث في مدينة عرعر بسبب الامطار ادى الى انجراف اهالي مع السيل خاصة وانها تقع في ممر سيل وتقطعها السيول وتمر من وسطها. وشدد على ان بحيرة المسك بجدة تنذر بكارثة اخرى ان لم تتحرك الجهات المسؤولة هناك قد تكون كارثة تسمم للبحر الاحمر وربما تكون اسوأ من الكارثة التي مرت على جدة في حال لم يتم ايجاد حلول عاجلة وممكنة لهذه البحيرة التي تنذر بوباء حقيقي في جميع الاحوال ، متمنيا ان تعمل اللجنة على ازالتها او اتخاذ اجراء ايجابي حيالها . من جهته حذر عضو لجنة الصحة والبيئة بمجلس الشورى عبدالملك الخيال كل مسؤول في محافظة او مدينة او قرية سعودية بأن يتفقد امور بلدته او محافظته بمساعدة الدفاع المدني واتخاذ ما يلزم تجاه جميع القاطنين امام مجاري السيول واتخاذ الاجراءات اللازمة والحازمة حيال ذلك . وقال : لا نريد تكرار ما حدث في جدة في أي مكان في البلاد ، واصفا ارواح ابناء البلد بأنها لا تقدر بثمن عند ولاة الامر .