نقلا عن صحيفة السياسي : ألحقت القوات المسلحة السعودية خسائر كبيرة بصفوف المتسللين على الشريط الحدودي عندما قامت بعملية تطهير لمواقع قريبة من جبل الدود داخل الأراضي السعودية. وشاركت القوات المسلحة ممثلة في القوات البرية والجوية والمشاة وطائرات الأباتشي في مهمة بدأت ظهر أمس تم خلالها دحر المتسللين وقصف عدة مواقع كان يتمركز فيها. وواصلت القوات المسلحة تأمين الحدود الجنوبية في القرى المتاخمة لجبال الرميح والدخان والدود. وتولت القوات البحرية من خلال دورياتها تمشيط السواحل البحرية من جازان وحتى "الموسم"، بمشاركة سفينتي جلالة الملك والفرقاطات المتمركزة في خليج عدن، إضافة إلى طائرات "سوبر بوما" التي تحلق فوق المياه الإقليمية السعودية لرصد أي محاولة للتسلل أو تهريب للأسلحة إلى الأراضي السعودية. إلى ذلك أكد محللون أمنيون لصحيفة الوطن السعودية أن السعوديين يمسكون بزمام المبادرة في المواجهات الجارية مع المتسللين على حدود المملكة مع اليمن. وأضافوا "بعد شهر من بدء العمليات تمكنت الطائرات والمدفعية السعودية من القضاء على عمليات التسلل على طول جبهة المواجهة الحدودية". وأشاروا إلى أن المملكة تهدف من وراء هذه العمليات إلى "تأمين حدودها وعدم السماح لأي كائن بالحصول على موطئ قدم في أراضيها"، وفقا لتأكيدات النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز. لكن المحللين يتوقعون أن تستمر المواجهات لبعض الوقت، مشيرين إلى أن "الصراع بلور اثنين من الاهتمامات السعودية الكبيرة". وقالوا إن أول تلك الاهتمامات هو"حرمان إيران من إيجاد موطئ قدم لها في المنطقة لا سيما بعد ظهور أدلة على دعم طهران للحوثيين. وثانيا منع تنظيم القاعدة من استثمار ظروف الحرب والتسلل لتنفيذ أعمال ضد أهداف سعودية. وقال مدير الأبحاث والتطوير بمعهد التحليل العسكري للشرق الأدنى والخليج الكائن بدبي ثيودجور كاراسكي "الرياض هي التي تتحكم الآن في سير العمليات مع الحوثيين على امتداد منطقة المواجهات في الشريط الحدودي مع اليمن". ويرى المحللون أنه بدلا عن محاصرة الحوثيين، فإن القوات السعودية قامت بإغلاق الحدود والمنطقة البحرية مع اليمن لقطع الإمدادات عنهم. وقالوا إن القصف السعودي على معاقل المتسللين عزز الضغط عليهم وشل قدرتهم على التحرك. وأوضح المحللون أنه "لا توجد معلومات واضحة بشأن حجم قوة الحوثيين ولا أهدافهم". ويرى كاراسكي أن الحوثيين "تحركهم الغرائز القبلية ولذلك يرفضون الاستسلام.. إنه أمر يتعلق بالشرف والعائلة"، على حد قوله.