افاد مصدر سعودي ميداني أن طيران بلاده استأنف قصفه وبكثافة لمواقع المتمردين قبل ظهر امس بعد ورود معلومات استخباراتية تفيد بوجود تجمعات للحوثيين في مواقع عدة على امتداد الشريط الحدودي مع اليمن. ورفض القائد السعودي، الذي قال إن الهجوم استؤنف عند الحادية عشرة بالتوقيت المحلي، إعطاء مزيد من التفاصيل، إلا أن بيانا مقتضبا أصدرته قيادة المنطقة الجنوبية بعد الظهر أكد «استمرار صد عدوان المتسللين المسلحين، من خلال عمليات تمشيط في جبل دخان والدود والرميح». وقال البيان «مازالت قواتنا المسلحة الباسلة تتعامل مع المتسللين بكل حزم واقتدار ولله الحمد، وقد كبدتهم خسائر كبيرة، وقد استخدمت قواتنا في هذه العمليات القصف المدفعي والجوي على أوكار المتسللين المعتدين حيث مازالت لديهم نوايا سيئة في اختراق جزء من حدودنا الجنوبية". وكان الطيران السعودي قصف أمس الاول مواقع بالقرب من جبل دخان والقرى المجاورة، فيما أُعلن عن رصد طائرات الأباتشي السعودية مخزناً لأسلحة المتسللين أثناء طلعاتها التي بدأت فجراً وتواصلت نهارا وتم تدمير الموقع. وعلم من مصادر عسكرية ان القوات السعودية عثرت على مخازن أسلحة في عدد من الأودية والمزارع والمنازل المهجورة تشمل قذائف الهاون والآر بي جي والأسلحة الخفيفة والقنابل. وعززت القوات البرية السعودية طاقتها بوحدة مشاة آلية ، ووحدات استطلاع ، ووحدة ناقلات "برادلي". كما تمكن أفراد القوات البرية وحرس الحدود من ضبط عدد من المتسللين المسلحين وآخرين دون أسلحة. وتزامنت هذه التعزيزات مع اعلان المتمردين الحوثيين ان القوات السعودية شنت امس عملية عسكرية شاملة برا وجوا ضدهم في المناطق الحدودية ، الا ان مصدرا رسميا في صنعاء نفى شن عملية سعودية واسعة. وقال ان "هذه ادعاءات واكاذيب اعتاد المتمردون على ترديدها لتوسيع دائرة الصراع واعطاء انفسهم حجما اكبر مما يتمتعون به". وقالت مصادر محلية قبلية ان الطيران اليمني واصل غاراته على مواقع الحوثيين في شمال البلاد. وذكر احد هذه المصادر ان "غارة يمنية استهدفت منزل احد القادة الحوثيين في محافظة الجوف" الشمالية. كما ذكر ان القوات اليمنية واصلت قصفها المدفعي والصاروخي على المتمردين شمال مديرية حرف سفيان في محافظة عمران شمال صنعاء. وقال المكتب الإعلامي للحوثيين إن الجيش السعودي بدأ بعد ظهر أمس زحفا مكثفا باتجاه الأراضي اليمنية وفي جميع محاور الحدود السعودية اليمنية. وكانت السعودية قد أكدت في وقت سابق نجاحها في صد تسلل للحوثيين على أراضيها. وقال بيان الحوثيين إن الجيش السعودي يستخدم في زحفه جميع أنواع الأسلحة البرية والجوية والدبابات والمدفعية وراجمات الصواريخ وطيران الأباتشي والميغ. وأضاف أن المواجهات مستمرة حتى اللحظة في جميع محاور الحدود اليمنية في مديريتي الملاحيظ وشدا ومنطقة الحصامة. وكان بيان لجماعة الحوثي قد قال في وقت سابق إن الطيران الحربي السعودي نفذ أكثر من 35 غارة جوية وقصف مواقع في محيط محافظتي صعدة وعمران بشمال اليمن. ونقل البيان عن زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي قوله ما أن انكسر الزحف السعودي وتراجع من الأراضي اليمنية بعد عصر يوم أمس حتى عاود الطيران شن غاراته الجوية وكذلك القصف الصاروخي على مختلف القرى والمناطق في مديرية الملاحيظ ومديرية شدا ومديرية حيدان ومديرية رازح. من ناحية ثانية دعا ممثلو المنظمات الإنسانية الدولية العاملة في اليمن إلى منع استغلال الأطفال من قبل الحوثيين في الحرب ، وأكدوا خلال مؤتمر صحفي لمناهضة استغلال الأطفال في "أعمال الإرهاب والتخريب" من قبل العناصر الحوثية بصعدة ، على حق كافة الأطفال بمحافظة صعدة في التمتع بجميع حقوقهم وحرياتهم التي نصت عليها اتفاقية حقوق الأطفال دون تمييز.