اهتمت الصحف السعودية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء بافتتاح القمة العربية - اللاتينية، في العاصمة الرياض اليوم والقضايا المدرجة على جدول الاعمال, كما تناولت الصحف الانتقادات الحادة التي وجهت في مجلس الشورى لهيئة الإذاعة والتلفزيون، واتهامها بعدم قدرتها على تحسين قنواتها التلفزيونية، والمطالبة باستراتيجية إعلامية جديدة توصل رسالة المملكة، وتخدم سياستها الداخلية والخارجية. انتقادات حادة في الشورى لهيئة الإذاعة والتلفزيون ----------------------------------------------------------- وجه بعض أعضاء مجلس الشورى انتقادات لهيئة الإذاعة والتلفزيون، مشيرين إلى عدم قدرتها على تحسين قنواتها التلفزيونية، مطالبين باستراتيجية إعلامية جديدة توصل رسالة المملكة، وتخدم سياستها الداخلية والخارجية. جاء ذلك أثناء مناقشة المجلس أمس تقرير لجنة الثقافة والإعلام والسياحة والآثار بشأن التقرير السنوي لهيئة الإذاعة والتلفزيون للعام المالي 1436/1435. وأكد عضو المجلس الأمير الدكتور خالد آل سعود عدم قدرة هيئة الإذاعة والتلفزيون على توظيف ميزانياتها لتحسين أداء قنواتها، وإعادة تأهيل موظفيها، مطالبا الهيئة بوضع استراتيجية إعلامية جديدة توصل رسالة المملكة وتخدم سياستها الداخلية والخارجية. فيما أشاد عضو المجلس اللواء عبدالله السعدون بما تقدمه إذاعة القرآن الكريم وريادتها عربيا وإسلاميا وتميز برامجها التوعوية. من جهته، رأى الدكتور عبدالله الفيفي أن جميع القنوات التلفزيونية في حاجة إلى إعادة هيكلة وإعادة نظر في استراتيجية العمل فيها. فيما أشار العضو الدكتور سعد الحريقي إلى أن جهود المملكة على مختلف المستويات تحتاج إلى إعلام مهني قادر على نقل تلك الجهود وإبرازها والتعريف بها. ولفت عضو المجلس خليفة الدوسري إلى ما تحظى به قناتا القرآن والسنة النبوية من متابعة، مطالبا بترجمة برامج السنة النبوية إلى عدة لغات. وخرجت لجنة الثقافة والإعلام والسياحة بعدد من التوصيات أثناء مناقشة تقرير هيئة الإذاعة والتلفزيون من أبرزها: - التنسيق مع وزارة المالية لتخصيص الاعتمادات المالية المناسبة للتوسع النوعي في الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني بما يسهم في تعزيز الانتماء وترسيخ القيم ومعاجلة المشكلات التي تواجه الأسرة السعودية بمختلف أفرادها. - إعداد التقارير الدورية متضمنة مؤشرات الأداء والقياس وفق المعايير العالمية المعتمدة في صناعة الإعلام. - تقديم خطة إحلال سنوية للموظفين والفنيين في مجالات الإعلام بحيث تعاد هيكلة القوى البشرية خلال ثلاث سنوات، والتركيز على استقطاب الكفاءات السعودية الماهرة. - إعادة هيكلة القناة الثانية ودراسة تخصيصها لتقديم الصورة الحضارية للإسلام وثقافة المملكة للآخرين، بما يتلاءم مع قيم المجتمع السعودي ومكانة بلاده في العالم. وبعد طرح تقرير اللجنة وتوصياتها للنقاش، رأى أحد الأعضاء أن تقرير الهيئة لم يشر إلى الخطة الاستراتيجية للهيئة، ولم يوضح الآليات أو الرؤية المتبعة لتغيير الصورة الذهنية السلبية عن القنوات السعودية التلفزيونية. جرائم عاملات المنازل الأثيوبيات --------------------------------------- عادت قضايا إجرام العاملات المنزليات الإثيوبيات إلى الواجهة مجددا، بعد أن سددت عاملة منزلية الجمعة الماضي 8 طعنات للطفل غريب اليامي -3 أعوام- خلال نومه في منزل أسرته بحي المونسية شرق الرياض. يقبع الطفل غريب اليامي البالغ ثلاثة أعوام في غرفة العناية المركزة في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالرياض وهو تحت تخدير كامل وحالته غير مستقرة، وذلك بعد تعرضه لطعنات متفرقة في جسده من قبل عاملة منزلية إثيوبية غدرت به وهو نائم بمنزل كفيلها الواقع بحي المونسية. وعلى الرغم من أن الطاقم الطبي الذي يشرف على حالة الطفل قد أجرى له عددا من العمليات لإيقاف النزف، إلا أن الوضع الصحي للطفل لا يزال مقلقا لذويه الذين أكدوا ل"الوطن" أن شجاعة أمه الملهوفة عليه حالت دون موته على الفور بعد حادثة الاعتداء. وفي التفاصيل التي سردها أحد أفراد العائلة وهو قبلان اليامي ل"الوطن" فإن علامات الارتباك كانت واضحة على العاملة المنزلية صباح الجمعة الماضية، إذ أنها كانت تردد على مسامع عبارات غريبة مثل "أنا ما فيه كويس اليوم"، وعندما طلبت منها ربة المنزل أن تقوم للعمل رفضت ذلك، فما كان من الأم إلا أن باشرت هي مهام المنزل، وأثناء تنظيف الأم للمنزل في الساعة ال11 من مساء ذلك اليوم وخروج زوجها لارتباطه بمناسبة عائلية، سمعت أنينا يصدر من غرفة ابنها، فذهبت على الفور إليه لتجد العاملة وهي تمسك به وتسدد إليه 8 طعنات في الحلق والفم والظهر، وهي تردد "ما فيه مشكلة.. موت موت". فهجمت عليها ودخلت معها في عراك استمر قرابة الساعة مما أدى إلى إصابتها بعدد من الجروح والكدمات حتى تمكنت من العاملة وأسقطتها أرضا وسيطرت عليها. وأضاف قبلان أن الأم أغلقت باب غرفة النوم الخاص بابنيها الآخرين اللذين كانا نائمين في غرفة مجاورة ومن ثم حملت ابنها واتجهت به إلى الشارع وهي ملطخة بدماء ابنها ودمائها، وفي هذه الأثناء استنجدت بالمارة لإنقاذ حياة ابنها فصادف ذلك مرور أحد ضباط الحرس الوطني وهو سهيل بن سعود الشيباني ومواطن يدعى مبارك بن قبلان عويدان، حيث نجداها وقدما لها المساعدة ونقلا الابن إلى مستشفى الملك فهد بالحرس الوطني. ووفقا لما ذكرته مصادر طبية في مستشفى الملك فهد ل"الوطن" فإن حالة الطفل غير مستقرة. وأضاف قبلان أن ما أقدمت عليه العاملة أمر غريب على الرغم من أن والد غريب قد أحضرها من نجران إلى الرياض من أجل إنهاء سفرها إلى بلادها بناء على رغبتها، مع العلم أنها استوفت كامل حقوقها المادية. وعندما اطمأنت الأم على أن ابنها أدخل المستشفى، عادت إلى منزلها واتصلت بزوجها الذي عاد هو الآخر بسرعة، حيث تحفظ على العاملة واتصل بالشرطة التي باشرت الموقع. وذكرت مصادر أمنية أنه تم القبض على العاملة بعد جريمتها وأنها إلى أحيلت إلى قسم الحمراء في ساعة متأخرة من يوم الجمعة بعد نقلها إلى المستشفى نتيجة محاولتها الانتحار بعد نهاية العراك بينها وبين الأم، حيث تبين من التحقيقات الأولية أن العاملة حاولت قطع أوردة معصميها بعد أن نفذت جريمتها. افتتاح القمة العربية - اللاتينية ------------------------------------ يفتتح العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز في الرياض اليوم القمة الرابعة للدول العربية ودول أميركا الجنوبية التي يتوقع أن تعزز التبادل التجاري والاقتصادي بين المجموعتين، وتظهر مزيداً من المساندة للقضية الفلسطينية، بعد ما بلور وزراء الخارجية العرب، في اجتماع طارئ أمس في العاصمة السعودية، توجهاً للمطالبة بنظام دولي لحماية الفلسطينيين، وسط دعوات عربية إلى محاسبة إسرائيل، وتحميلها مسؤولية التردي الأمني الذي تشهده القدسالمحتلة. وأكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أمس، أن «بلورة شراكة قوية وفاعلة بين العالم العربي ودول أميركا الجنوبية لا تقتصر فوائدها على الجانبين، بل تمتد لتشمل خطة التنمية الدولية المستدامة وفي إطار تعاون متعدد الأطراف تحت مظلة الشرعية الدولية، عبر ترسيخ مبادئ ميثاق الأممالمتحدة». وأشار خلال افتتاح الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة الرابعة للدول العربية ودول أميركا الجنوبية إلى أن «الاقتصاد العربي، على رغم كونه نامياً، أسهم في مساعدة الدول الأقل نمواً، فعلى سبيل المثال فإن اقتصاد السعودية الذي يعد جزءاً رئيساً من منظومة الاقتصاد العالمي ضمن قائمة دول العشرين، أسهم بشكل خاص بإجمالي مساعدات وقروض ميسرة للدول النامية والأقل نمواً بما يفوق 120 مليون دولار خلال العقود الثلاثة الماضية». ونوه بالتوافق بين وجهات نظر الجانبين تجاه عدد من القضايا والمسائل، وفي مقدمها «مساندة دول أميركا الجنوبية القضايا العربية العادلة»، مشيراً إلى أن «الجانب العربي يسعى دائماً إلى مؤازرة هذه الدول في كثير من قضاياها». وأشاد بالمواقف الإيجابية لدول أميركا الجنوبية من القضية الفلسطينية واعترافها بدولة فلسطين في حدود العام 1967، معرباً عن أمله بأن «يسهم هذا الاعتراف الدولي الواسع بدولة فلسطين في الدفع بالعملية السلمية لتحقيق أهداف السلام العادل والدائم والشامل». وقال وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد إن «الاجتماع يأتي بناء على التصعيد الخطر الذي تقوم به الحكومة الإسرائيلية والمستوطنون والجماعات اليهودية المتطرفة والقوات الإسرائيلية في مدينة القدس المباركة، حيث تقوم إسرائيل يومياً بارتكاب أبشع الجرائم في حق الشعب الفلسطيني وتنتهك حرمات المسجد الأقصى المبارك وكل المقدسات الإسلامية والمسيحية من دون وازع أو رادع، محملاً إسرائيل المسؤولية في تصاعد أعمال العنف الناتج من احتلالها المستمر للأراضي الفلسطينية وإجراءاتها الباطلة بحق الشعب الفلسطيني». وأكد أن «القضية الفلسطينية هي قضية العرب الأولى، وأن استمرارها من دون حل عادل يشكل الجاذب الأساس لقوى الإرهاب والتطرف بالمنطقة كما تظل هذه القضية مفتاح أمن وسلم في المنطقة فهي أساس كل التوترات». إلى ذلك، قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي: «إن القدس تتعرض ومقدساتها وفي مقدمها المسجد الأقصى المبارك إلى عدوان إسرائيلي همجي يستهدف تهويدها واقتلاع مواطنيها وتهجيرهم وطردهم منها». وأضاف: «أن الشعب الفلسطيني يتعرض لأبشع صور العدوان من قوات الاحتلال والمستوطنين وعصاباتهم الإجرامية، كما تواجه مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك هجمة شرسة هدفها تهويد المدينة المقدسة، وفرض السيطرة الإسرائيلية على المسجد الأقصى المبارك وتقسيمه زمانياً ومكانياً». وكشفت مصادر دبلوماسية ل«الحياة» أمس، أن هناك إجماعاً عربياً على تبني الموقف السعودي الداعي إلى إعادة تقويم الاتفاقات الأمنية والسياسية والاقتصادية مع إسرائيل، خصوصاً مع الجانب الفلسطيني. وقال وكيل وزارة الخارجية الفلسطينية تيسير جرادات ل«الحياة» أن «وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعهم في الرياض تناولوا طبيعة الاتفاقات الأمنية، والسياسية، والاقتصادية بين فلسطين وإسرائيل، وأكدوا على تأييد قرارات المجلس الفلسطيني الأخيرة والمتعلقة بإعادة تقويم تلك الاتفاقات إذا بقي الحال على ما هو عليه واستمر العدوان الذي تقوم به إسرائيل كرسالة واضحة عن موقف القمة من تلك الاعتداءات». وفي بيانه الختامي أمس، دان مجلس جامعة الدول العربية الإرهاب الرسمي المنظم الذي تمارسه إسرائيل (القوة القائمة بالاحتلال) وإرهاب المستوطنين، وما يرتكبه جيشها ومستوطنوها من انتهاكات جسيمة وجرائم فظيعة ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية من قتل ممنهج واستيطان وتهويد وتطهير عرقي مستمر. ووجه المجلس التحية لصمود الشعب الفلسطيني لدفاعه المستمر عن أرضه ومقدساته في تصديه لهذه الممارسات الخطرة . وحمّل المجلس الحكومة الإسرائيلية المسؤولية القانونية والجنائية الكاملة عن هذه الجرائم «البشعة»، مؤكداً ضرورة العمل لتقديم مرتكبيها إلى العدالة الدولية من دون إبطاء، وضرورة قيام المجتمع الدولي ممثلاً في مجلس الأمن لتحمل مسؤولياته بصورة عاجلة لوقف هذه الانتهاكات وفق قواعد القانون الدولي الإنساني وأحكام اتفاقات جينيف، خصوصاً الرابع. وأكد المجلس مجدداً رفضه القاطع لجميع السياسات والبرامج الخطط الإسرائيلية غير الشرعية التي تستهدف ضم المدينة المقدسة وتشويه هويتها العربية وتغيير تركيبتها السكانية وعزلها عن محيطها الفلسطيني.