رجحت مصادر عسكرية عاملة في منطقة انتشار الجيش السعودي على الشريط الحدودي بين السعودية واليمن مقتل قيادات عليا في حركة التمرد الحوثي، أثناء غارات جوية شنها الطيران الحربي خلال الأيام الماضية. وأوضحت المصادر أن غارات نفذتها طائرات حربية تسببت في مصرع المتحدث الإعلامي باسم الحوثيين محمد عبد السلام و20 آخرين، فجر الأربعاء الماضي فيما لم يتسن التأكد من تلك المعلومات بشكل قطعي. وأضافت المصادر "إن تلك الغارات استهدفت تجمعا للمتمردين، ما أدى إلى مصرع عدد منهم، وتدمير المركز الإعلامي لحركة التمرد الحوثي. تزامن ذلك مع انقطاع البيانات التي اعتاد الحوثيون على إصدارها يوميا بمعدل أربعة بيانات يوميا منذ يوم الأربعاء. وفيما لم يصدر أي تأكيد أو نفي لهذا الأمر رجحت المصادر أن تكون معلومات استخبارية قد دلت على أماكن تواجد هذه العناصر". من جهته، نقل موقع نبأ نيوز الإخباري اليمني معلومات نسبها إلى مصادر خاصة مفادها "أن فريقا من الاستخبارات العسكرية السعودية تمكن، من خلال دراسة وتحليل عدد من مقاطع الفيديو التي بثها الحوثيون مؤخرا حول العمليات العسكرية، من تحديد زوايا التصوير، ومسافاته، وإسقاط ذلك على خرائط مسح جوي معدة للاستخدام العسكري، الأمر الذي قاد إلى كشف المركز الإعلامي الرئيسي لمكتب الحوثي، الذي يديره محمد عبد السلام"، وفي المقابل، قالت مصادر مقربة من الحوثيين إنها لم تتلق ما يفيد بصحة هذه الأنباء من عدمه. وكان المركز الإعلامي للحوثيين سجل حضورا إعلاميا لافتا منذ بدء التطورات الأمنية، حيث اعتاد على بث البيانات حول أنباء المواجهات مع الجيش اليمني عبر مواقع ومنتديات إلكترونية عدة. وبث المركز مقاطع مصورة للعمليات التي تنفذها العناصر الحوثية، كان آخرها مقطع فيديو يظهر فيه شاب يرتدي زيا عسكريا، ذكر الحوثيون أنه جندي سعودي تم أسره أثناء عملية تطهير جبل دخان. كما استغل المركز المواقع العالمية ذات الانتشار الواسع لنشر إصداراته الصوتية والمصورة والنصية، منها موقعا اليوتيوب والفيس بوك. وفي سياق متصل، نقلت صحيفة الشرق الأوسط عن مصادر في صعدة، أن المتسللين تكبدوا خسائر بشرية فادحة في منطقتي المثلت والحصامة السعوديتين، نتيجة للطلعات الجوية التي نفذها الطيران السعودي. وقالت المصادر إن قتلى المتسللين يقدرون بالعشرات. كما أفادت المصادر نفسها بأن الحوثيين وزعوا منشورات في صعدة أطلقوا عليها مسمى "بشائر النصر"، يزعمون فيها أنهم انتصروا على القوات السعودية المتواجدة على طول الشريط الحدودي. ميدانياً واصل الطيران الحربي السعودي قصفه لمواقع يستخدمها المتسللون في جبال رازح والقلعة وشدا الواقعة على الشريط الحدودي. كما واصل الجيش السعودي انتشاره في منطقة الشريط وترصده لحركات المتسللين في ظل هدوء ساد الشريط الحدودي. وأوضح مصدر عسكري سعودي أن القوات اليمنية قصفت مواقع الحوثيين الواقعة داخل الأراضي اليمنية، فيما بدأت القوات السعودية قصف تجمعات المتسللين منهم إلى المنطقة الحدودية جويا ومدفعيا بعد غروب الشمس وحلول الظلام. ولجأ المتسللون خلال اليومين الماضيين إلى مهاجمة المراكز الحكومية في منطقة الخوبة، حيث هاجموا مركزا للشرطة ومستشفى الخوبة العام، وقتل اثنان منهم في تبادل لإطلاق النار مع دوريات عسكرية. وأفادت مصادر عسكرية بأن القوات السعودية قد تلجأ إلى إزالة عدد من المباني القديمة في القرى الحدودية، بعد رصد حالات استغل فيها المتسللون هذه المباني لمهاجمة تلك القوات المنتشرة على الشريط الحدودي، واستخدامهم هذه المباني للراحة أثناء فترات النهار. وأشارت إلى أن الطيران الحربي السعودي قصف عددا من هذه المباني بعد رصد وجود متسللين فيها.