حظر الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي يوم الأربعاء إجراء مزيد من المفاوضات بين إيرانوالولاياتالمتحدة ليكبح جماح المعتدلين الذين يأملون في وضع حد لعزلة إيران بعد إبرام اتفاق نووي مع القوى العالمية في يوليو تموز. وسبق أن قال خامنئي وهو أعلى سلطة في البلاد الشهر الماضي إنه لن تكون هناك محادثات أخرى مع الولاياتالمتحدة بعد الاتفاق النووي لكنه لم يعلن صراحة ذلك من قبل. وتتناقض تصريحات خامنئي مع تصريحات الرئيس المعتدل حسن روحاني الذي يقول إن حكومته مستعدة لإجراء محادثات مع الولاياتالمتحدة بشأن كيفية حل الصراع في سوريا حيث يدعم البلدان طرفين متحاربين. ونقل الموقع الالكتروني لخامنئي عنه قوله "المفاوضات مع الولاياتالمتحدة فتحت الأبواب أمام تدخلها الاقتصادي والثقافي والسياسي والأمني. حتى خلال المفاوضات النووية حاولت الإضرار بمصالحنا القومية كلما أتيحت لها الفرصة." وتابع قوله "لزم مفاوضونا الحذر لكن الأمريكيين استغلوا بضع فرص." ورغم أنه أيد المفاوضات خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية فإن خامنئي لم يؤيد بشكل علني الاتفاق الذي أبرم مع الولاياتالمتحدة وألمانيا وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا والذي وضع حدا لمواجهة استمرت أكثر من عشر سنوات والاتفاق الذي جرى التوصل إليه في يوليو تموز يضع قيودا على البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات المفروضة على طهران تدريجيا. ويخشى الغرب أن يكون هدف إيران هو صنع أسلحة نووية وهي مزاعم تنفيها طهران وتقول إن برنامجها النووي له أهداف سلمية محضة. كما ان الاتفاق يمثل انتصارا سياسيا كبيرا لروحاني ومؤيديه في إيران قبل بعض الانتخابات المهمة التي ستجرى العام المقبل. وفي هذا السياق زاد الانقسام بين المحافظين والمعتدلين داخل نظام السلطة المعقد في إيران. * "وضع حرج" ----------------- في خطابه لقادة البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني قال خامنئي إن المحادثات مع الولاياتالمتحدة لم تجلب لإيران سوى المساوئ. ونسب إلى خامنئي قوله لقادة الحرس الثوري الذي يدير الجزء الاكبر من عملية التدخل العسكري الإيراني في سوريا "يسعى الأمريكيون من خلال المفاوضات التأثير على إيران ... لكن هناك أشخاصا يتسمون بالسذاجة في إيران لا يفهمون هذا." وأبلغت مصادر رويترز أن مئات من الجنود الإيرانيين وصلوا سوريا الشهر الماضي حيث سينضمون لقوات الحكومة وحلفائها في جماعة حزب الله اللبنانية في هجوم بري كبير تدعمه ضربات جوية روسية. ويشكك الغرب في أهداف الحملة الجوية الروسية التي تسبب خلافا بين حلف الأطلسي وروسيا. وقال خامنئي للحرس الثوري "نحن في وضع حرج الآن لأن الأعداء يحاولون تغيير عقلية بعض مسؤولينا فيما يتعلق بالثورة ومصالحنا القومية."