وجه الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، انتقادات قاسية إلى إيران التي اتهمها بمحاولة نقل "تجربتها الدخيلة" إلى بلاده، وذلك في لقاء جمعه مع نظيره السوداني، عمر البشير، الذي أكد أن أمن اليمن "جزء لا يتجزأ" من أمن السودان، في حين استمرت النقاشات حول دلالات اللقاء الذي جمع نائب الرئيس رئيس الوزراء، خالد بحاح، بقيادة حزب التجمع اليمني للإصلاح في السعودية. ومن الخرطوم، أكد هادي أن زيارته للعاصمة السودانية تأتي "لتقديم الشكر والامتنان لقيادة وشعب السودان على مواقفهم الأخوية النبيلة والمشرفة مع اليمن ومشاركتهم في دعم الشرعية الدستورية في إطار دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية" وفقا لما نقلت عنه وكالة الأنباء اليمنية بنسختها المؤيدة لحكومته. وندد هادي ب"التدخل الإيراني في الشأن الداخلي لليمن وتأكيده ذلك في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 2012 عندما ألقت القوات اليمنية القبض على السفن الإيرانية المحملة بالسلاح لمليشيا الحوثي، وكذا نقل التجربة الإيرانية الدخيلة لليمن والتي لا يقبلها كل أبناء الشعب" على حد تعبيره. من جانبه أكد البشير دعم بلاده ل"أمن واستقرار ووحدة اليمن وشرعيته الدستورية ممثلة بفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ومساندة اليمن في مختلف المجالات" مجددا تأكيده على أن أمن واستقرار اليمن "جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار السودان والمنطقة العربية." وفي سياق متصل، استمر النقاش حول اللقاء الذي جمع وفدا من قيادة حزب التجمع اليمني للإصلاح، التيار الأقرب فكريا إلى جماعة الإخوان المسلمين، برئاسة رئيس الهيئة العليا محمد عبدالله اليدومي، بخالد بحاح نائب رئيس الجمهورية رئيس الوزراء الخميس، في مقر إقامته المؤقتة في العاصمة السعودية الرياض. وأكد اليدومي أن الإصلاح "حريص على الانطلاق من المشروع الوطني الجامع بعيداً عن الإقصاء والتهميش لأي طرف سياسي" بينما قال أمين عام الحزب، عبدالوهاب الآنسي، أن الحزب سيبقى "تجمعاً يضم كل فئات وشرائح المجتمع اليمني، ويمنياً في هويته وانطلاقه من العمق الحضاري اليمني." ويشكل التجمع اليمني للإصلاح أحد أكبر الأحزاب السياسية المؤيدة لهادي وحكومته، وهو في صف المعارضين لجماعة الحوثي وأنصار الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، وقد سبق أن حضرت عدة شخصيات منه إلى السعودية رغم موقف المملكة بالنسبة لجماعة الإخوان المسلمين. وبرز في إطار التعليقات ما قاله الباحث حسين اليافعي عبر حسابه على تويتر إذ غرد بالقول: "قبل فترة اتصل بي رفيقي بالحراك يبشرني بتصنيف الإخوان ارهابيين واليوم اتصل مقهورا من صورتهم مع بحاح والزنداني مع المفتي" بينما قال الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة: "بحاح يلتقي قيادات الإصلاح لتصحيح العلاقة.. خطوة مهمة وسط هستيريا البعض حيال الإسلاميين."