غالبًا ما تبدأ استعدادات عيد الفطر لدى معظم العائلات في الأسبوع الثالث أو الرابع من شهر رمضان، فمن الملابس واحتياجات المنزل من تجهيز وترتيب إلى حلويات وأطعمة العيد والتي تتنوع من بيت لآخر، ويكون هدفها الأساسي الحفاظ على العادات والتقاليد التي تحث على الزيارات الاجتماعية والتواصل في الأعياد. ومن هذا المنطلق ولأهمية التراث الحجازي تحدث صالح المسند صاحب أول موقع عربي للتراث عن عادات وتقاليد أهل الحجاز قديمًا وجدة، وقال إن العائلات الحجازية تبدأ في آواخر شهر رمضان بالاستعداد لأيام الاحتفال بعيد الفطر فيقومون بتجهيز الملابس التي سيرتدونها في أيام العيد والحلويات التي سيقدمونها، وأوضح أنه بالرغم من أن تجهيزات العيد قديماً كانت بسيطة، إلاّ أن بساطتها كانت تضفي جمالاً مميزاً على العيد. وعن ما تحتويه مائدة الإفطار الحجازية في أول يوم بعد صلاة المشهد ذكر أن الإفطار أول أيام العيد يكون على الدِّبيازة والمنزَّلة، اللقيمات، الزلابية الحجازية، والشريك والفتوت ليقدم فطورا مع الجبن الأبيض والحلوى الطحينية أو الهريسة الحمراء، والمعمول (الكعك) بالتمر واللوز والسكر، الذي يعتبر من الأكلات التي يحرص على تناولها أهل جدة ومكة والمدينة في وجبة الإفطار في أول أيام عيد الفطر المبارك. لذلك نجد أن أسواق هذه المواد الغذائية تزدهر ليلة العيد وهي ما يطلق عليها أهل الحجاز (النواشف) وقديماً كانوا يسمونها (التعتيمة) عندما يتناولونها بعد صلاة العشاء، وأردف: كانت هناك مباسط شعبية داخل الأحياء، تبيع حلاوة العيد وزهور العيد وبعض الأكلات الشعبية كالبليلة والترمس والفول واللوبياء وقمر الدين وبعض الألعاب البسيطة للأطفال. ومن جانب آخر، قال صالح المسند إنه بالرغم من تخصيص جدة التاريخية لعرض بعض العادات الحجازية، إلا إنني أرى أنهم لم يعطوا التاريخ حقه بسبب التركيز على الأطعمة والأشغال اليدوية مما يعطي الزائر طابعا تجاريا أكثر من أن يبرز الثقافة الحجازية القديمة، وتابع: قد تكون جدة التاريخية تعكس جانب امن التراث لكن لا يوجد إقبال إلا على الأكل والألعاب والمسرحيات لأن عدد عشاق التراث والمهتمين به قليلون. تجدر الإشارة إلى أن العيد يظل فرحة استثنائية يشعر به الجميع الصغير والكبير، رغم اختلاف مظاهره بين الأمس واليوم؛ بسبب التطور الذي نشهده في مختلف المجالات في الحياة، فما بين العيد أمس واليوم مسافات زمنية ليست بالبعيدة كثيراً، ولكنها مختلفة بتاتاً في عاداتها التي مازال بعض كبار السن يحاولون المحافظة عليها في ظل التطور الذي اجتاح الأطعمة والألبسة، كما اجتاح كل ما يمكن أن يمس حياة الإنسان.