دعا إمام شيعي خلال خطبة الجمعة أمس إلى جعل مدينة مشهد الإيرانية قبلة للمسلمين وليس السعودية أو الحجاز على حد تعبيره. وذكرت صحيفة الشرق الأوسط في عددها الصادر اليوم السبت أن إمام مدينة مشهد أحمد علم الهدي هاجم المملكة العربية السعودية في خطبته أمس. ونقلت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية عنه قوله: "إن مدينة مشهد المقدسة وحدها يمكن أن تكون قبلة للمسلمين"، على حد قوله، مضيفا أنه يزور مشهد سنويا 800 ألف زائر من الخارج و20 مليون زائر من داخل إيران على مدار العام. وقال علم الهدى "إن بلاد الحجاز (السعودية) أصبحت ضحية للوهابية، والعراق محتلة من الكفرة والمغتصبين"، على حد تعبيره. وأوضح أنه يعتبر مشهد عاصمة روحية ودينية حتى قبل وجود الإمام الرضا، ثامن أئمة الشيعة. وزعم أن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) اعتبرها نقطة روحية ومركزا لنشر تعاليم الدين. وحث الخطيب السلطات الإيرانية على الاهتمام بمشهد من ناحية التخطيط والبنية التحتية وأن تتواجد فيها مقار للمؤسسات الحكومية والجامعات، موضحا أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد "دعا إلى الاهتمام بمشهد بسبب مكانتها الدينية، إلا أنه لم تتخذ خطوات على الأرض في هذا الصدد وإن مشهد بالرغم من كونها عاصمة دينية وثقافية ما زالت تعاني من مراكز سكنية غير مكتملة وشوارع غير مؤهلة وخدمات غير مناسبة مما يؤثر على مكانتها كعاصمة دينية وروحية. لكن في ذات الأثناء، شدد إمام صلاة الجمعة في طهران أمس محمد إمامي كاشاني على أن "الكعبة هي قبلة المسلمين وحج بيت الله الحرام يعتبر أحد المبادئ من أجل وحدة صفوف الأمة الإسلامية". وكان الرئيس الإيراني نجاد والمرشد الأعلى للجمهورية على خامنئي قد هاجموا المملكة السعودية محذرين مما أسموه "تصرفات غير إنسانية وغير أخلاقية ضد الحجاج الإيرانيين خلال موسم الحج المرتقب". وردا على ذلك، رفضت المملكة توجه الإيرانيين الشيعة نحو تسييس الحج، ودعى وزير الحج السعودي فؤاد الفارسي إيران إلى عدم استغلال الحج لأغراض سياسية. وأضاف: "لا يجب أن يستغل الحج لأغراض سياسية ذاتية وذات أجندة خاصة، فالقاصي والداني يعلم ما تقوم به المملكة وقيادتها الرشيدة من بذل كل الجهود ومن خلال لجنة الحج العليا لتسهيل أداء النسك لكافة حجاج بيت الله الحرام".