منذ بدأ برنامج ابتعاث الطلاب السعوديين إلى كندا، منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، تخرج في جامعة "ماكجيل" والجامعات الأخرى ما يزيد عن 2000 طبيب يحملون درجاتٍ علمية عليا في مختلف التخصصات. الأطباء السعوديون والطبيبات السعوديات والبالغ عددهم نحوُ 700 -وهي النسبة الأكبر من الأطباء من الدول العربية- ليسوا طلاب علم ومعرفة فحسب، بل يقدمون خدمات لبلد يعاني من نقص في الأطباء عبر علاجهم المرضى في المستشفيات الكندية. ويقول د. تامر نوح، مسؤول الأطباء السعوديين في مونتريال "في كل كندا هناك حوالي 700 طبيب مبتعث من السعودية لكندا ليكملوا تخصصا دقيقا. كثير منهم موجود في مونتريال خاصة في جامعة ميغل حيث يوجد نحو 200 طبيب". من جانبه، يرى سركيس ماتريسيان، البروفيسور المشرف على الأطباء السعوديين أنها "تجربة ممتازة مع الأطباء من الشرق الأوسط وبخاصة من السعودية. فمنهم محترفون ومتدربون أصلا في المستشفيات السعوديه ويعملون هنا بجد". وتورد الإحصاءات أنه قبل نحو 30 عاما كان عدد الطلاب من السعوديه 347 طالبا منهم 186 طالب طب في مونتريال. ويقول البروفيسور ماتريسيان "في الثمانينيات كان هناك أكثر من 2000 طبيب سعودي تخرجوا من كندا وحصلوا على شهادات الزمالة الملكية". وقال د. أيمن الطالب، طبيب مبتعث من السعودية "نتحمل المسؤولية الكاملة عن الجميع من الألف إلى الياء؛ من مرضى وأحداث المستشفى والمناوبات وتنظيم العيادة وتسيير الأمور كلها". ورأى د. عمر منصور، وهو أيضا طبيب مبتعث من السعودية أن "الاحترام للطبيب السعودي كبير جدا، لنا الأولوية في كثير من المقاعد بجدارة الطبيب السعودي وليس مثلا بمقاعد محجوزة كما نسمع من بعض الناس، نتسابق مع بعض الكنديين في كثير من التخصصات". ولا يقتصر الأمر على الأطباء الرجال بل هناك طبيبات سعوديات أيضا يدرسن ويعملن في المستشفيات الكندية. وقالت د. نورا طرابلسي "بصراحة لم أواجه أي تعامل مسيء بسبب اني مسلمة أو متحجبة أو أي شيء من هذا أبدا". الأطباء السعوديون في كندا لا يتلقون أجورا من قبل الحكومة الكندية مقابل ممارستهم العمل في المستشفيات، بل تتولى الحكومة السعودية دفع مخصصاتهم كباقي المبتعثين.