قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية: إن تغير ميزان القوة في سوريا قد يكون له انعكاسات كبيرة على الصراعات في العراق واليمن خاصة أن إيران تدعم نظام بشار الأسد بينما تدعم السعودية المعارضة. وأشارت الصحيفة إلى أن نظام الأسد أصبح الآن في وضع هش أكثر من أي وقت مضى كما أنه أصبح أكثر عرضة للانهيار أكثر من أي وقت خلال السنوات الثلاثة الماضية في ظل المكاسب التي تحققها المعارضة السورية على الأرض. واعتبرت الصحيفة أن سيطرة الثوار على جسر الشغور في محافظة إدلب هي الأحدث في سلسلة الانتصارات التي حققتها المعارضة في ساحات المعارك على الجبهتين الشمالية والجنوبية. وذكرت الصحيفة أن دفاعات النظام السوري انهارت بعد أيام قليلة من القتال مما يشير إلى تنامي ضعف قوات النظام مقابل إعادة النشاط إلى قوات المعارضة. ونقلت الصحيفة عن الصحفي السعودي البارز "جمال خاشقجي" أننا نرى الآن تغير الوضع في سوريا، متوقعا نهاية نظام بشار الأسد وهو ما يستوجب الآن التفكير فيما سيحدث في اليوم التالي من سقوطه، لأن هذا اليوم قد اقترب. وذكرت الصحيفة نقلا عن مراقبين آخرين أن احتمالية انهيار حكومة الأسد في دمشق مازالت بعيدة، فالعاصمة محمية بشكل جيد وأغلب مكاسب المعارضة على أطراف سوريا حيث تضعف خطوط إمداد النظام. ونقلت الصحيفة عن "إميل حكيم" من المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية أن تنامي الضغط على القوة البشرية الضاربة لنظام الأسد وكذلك مصادره أصبح واضحا جدا، كما أن حجم الخسائر لديه أصبح من الصعب إخفائه لأنها كبيرة جدا. وأضاف "حكيم" أن ما يحدث لنظام الأسد يقضى على فكرة الانتصارات التي يتحدث عنها نظامه وكذلك ما يثار بشأن كونه أفضل خيار لمواجهة "داعش"، لأنه إذا لم يكن قادرا على هزيمة الثوار أو الدفاع عن نفسه في مواجهتهم، فإنه بالتالي سيصعب عليه الترويج لنفسه على أنه قادر على قتال "داعش". وأكدت الصحيفة على أن مكاسب المعارضة ونشاطها الجديد يعود بشكل كبير إلى التقارب بين السعودية وتركيا وقطر الذي نتج عنه تشكيل جيش الفتح الذي أصبح فعالا بشكل أكبر مما كان متوقعا. وذكرت الصحيفة أن تلك التطورات تتزامن مع زيادة الانقسامات الداخلية في نظام الأسد والتي قد ينتج عنها انهيار الجيش في ظل الحديث عن اقتتال داخلي ومحاولات انقلابية فاشلة ضد نظام الأسد، وهو ما قد يزيد من الاعتماد بشكل أكبر على إيران.