رحب الائتلاف الوطني السوري المعارض بالاستراتيجية التي عرضها الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس الأول الأربعاء لضرب تنظيم داعش في سوريا لكنه حث على التحرك أيضا ضد نظام بشار الأسد. وأعلنت المجموعة في بيان أنها تدعم الخطة الأمريكية لشن ضربات جوية في سوريا وتدريب قوى معارضة لكنها أوضحت أن «منطقة مستقرة وخالية من المتطرفين» تتطلب «إضعاف وإسقاط نظام الأسد القمعي في نهاية المطاف». وقال الائتلاف السوري المعارض إنه لطالما دعا إلى مثل هذا التحرك وحذر تكرارا من التهديد المتزايد الذي تشكله هذه المجموعة المتطرفة. وأضاف البيان أن الجيش السوري الحر المعارض يمكن أن ينجح، لكنه بحاجة للدعم اللازم الذي سيخوله لتشكيل قوة يمكن الاعتماد عليها ومجهزة بشكل جيد. لكنه حذر من أنه من الضروري معرفة أن نظام الأسد يشكل أساس سبب العنف والوحشية ومبدأ الإفلات من العقاب السائد في سوريا. وأضاف الائتلاف أن محاربة داعش فقط لا يمكن أن يؤدي إلى منطقة مستقرة وخالية من المتطرفين. وأضاف «إنما تتطلب إضعاف، وفي نهاية المطاف إسقاط نظام الأسد القمعي الذي يسعى إلى زعزعة استقرار دائمة لكل المنطقة من أجل هدف وحيد وهو البقاء في السلطة». من جهة ثانية، أكد العقيد في الجيش السوري الحر زياد حاج عبيد قائد الفرقة 77 في مدينة حلب، أن الجيش الحر قادر على إنهاء تنظيم داعش الإرهابي في سوريا خلال ثلاثة أشهر إن تم تأمين الدعم والغطاء الدولي والعربي له في معركته. وقال في تصريحات ل«عكاظ»، إن تنظيم داعش به مقاتلون مغررون إلا أن كافة قياداته مخترقة من قبل الباسيج الإيراني كما أنه يقوم بالتنسيق الكامل مع النظام الأسدي في الميدان. وأشار عبيد، إلى أنه بعد التصعيد الذي قامت به داعش وما حصل في العراق وعلى الحدود اللبنانية السورية أصبح واضحا أن داعش تقوم بتنفيذ أجندة خارجية خاصة، وبالتالي يجب أن يكون الرد عليها حاسما عبر تنظيم قوة كبيرة لدحر هذا التنظيم الذي بات وبحكم المؤكد أنه تنظيم من صناعة استخبارية إيرانية روسية، مطالبا الإدارة الأمريكية بالتعامل مع إرهاب الأسد وداعش معا لأنه ضرورة لاجتثاث الأسد والإرهاب من سورياوالعراق عبر عملية مزدوجة. وحول إن كان لدى الجيش الأدلة التي تشير إلى أن داعش هو صناعة إيرانية روسية، قال: ألقينا القبض على كثير من عناصر هذا التنظيم في عدة معارك وقد أقروا جميعا خلال التحقيقات معهم أنهم قد تلقوا تدريبات خاصة في إيران قبل قدومهم إلى سوريا، كما أن عدة قيادات قد وقعت بين يدينا وخلال التحقيق معها اعترفت بالتنسيق مع الاستخبارات الإيرانية وبالتنسيق مع قيادات كبيرة في نظام الأسد القاتل. وأضاف: كل هذه التحقيقات موثقة بشكل علمي ودقيق. وحول مدى صحة التنسيق بين نظام الأسد وداعش، أشار إلى أن المؤشرات كثيرة وعديدة على وجود هذا التنسيق الواضح، ومثال ذلك أن رتلا مسلحا ومؤللا لداعش يعبر طرقات تقع تحت سيطرة النظام ولا توجه له أي ضربة جوية أو غير جوية من النظام، فيما أي رتل صغير كان أم كبير للجيش الحر يتحرك على الأرض يتعرض للاستهداف المباشر من النظام أو داعش. وتابع قائلا: ضبطنا عبر الاتصالات اللاسلكية اتصالات بين قيادات داعش والنظام خلال معاركنا مع التنظيم في ريف حلب، حيث تقوم طائرات النظام بالتمهيد عبر القصف والغارات المكثفة على مواقعنا لمقاتلي داعش إما لتحصين مواقعهم أو لصد هجماتنا أو لاقتحام مواقعنا، فالتنسيق ما بين داعش والنظام حاصل على قدم وساق وما حصل في مطار الرقة إنما كان تمثيلية حيث نقل النظام إلى المطار قبل أيام من سقوطه الكثير من الضباط والعساكر الذين رفضوا المشاركة في قصف أهلهم وشعبهم ثم رفع الغطاء عنهم جويا ليدخل تنظيم داعش إلى المطار وكأنه قد حقق انتصارا على النظام، وكل ذلك في سياق المؤامرة والعمل على تشويه ثورة شعبنا. وحول إن كان الجيش الحر قادر على التعامل مع داعش ونظام الأسد، أوضح أنه من الطبيعي أن تكون معركتنا مع النظام وداعش معركة واحدة وشعبنا وجيشنا الحر قادر على تحقيق النصر متى تحقق الدعم والغطاء الدولي، فالجيش الحر والثوار هم الأدرى بالمدن السورية وقراها وهم الأعلم بهذه الأرض وكيف يجب التحرك عليها، فلا يمكن لأي جيش خارجي أن يلحق الهزيمة بداعش من دون الجيش الحر وقد أثبتت كل المواجهات ذلك، وعلى العالم أن يدعم الجيش الحر بالعتاد والسلاح كي يتمكن هذا الجيش الذي يمتلك كل الإمكانات والكفاءات البشرية من تطهير سوريا من الإرهاب. وحول أعداد المقالتين في داعش، قال: وفقا لمتابعاتنا الدقيقة فإن عدد أعضاء التنظيم المذكور هو عشرة آلاف مقاتل منهم أربعة آلاف غير سوري وقد أتوا من الخارج والبقية هم من السوريين الذين التحقوا بالتنظيم إما خوفا أو طمعا بالرواتب الكبيرة.