طالب المشاركون في الملتقى الثالث للمغردين السعوديين بمزيد من تفعيل شبكات التواصل الاجتماعي للمصلحة العامة، وحماية الخصوصيات، ودعم العمل التطوعي الخيري، وكشف الأخبار والمعلومات التي تحمل في طياتها الشائعة، أو المساس بالوطن أو الأشخاص أو المؤسسات. وأكد الملتقى الذي نظمته مؤسسة الأمير محمد بن سلمان الخيرية (مسك الخيرية) للمرة الثالثة على التوالي، والذي أُقيم اليوم في فندق ريتز كارلتون بالرياض، الإيجابيات الكثيرة لشبكات التواصل، خاصة "تويتر". وتم خلال الملتقى عرض مبادرات أطلقها شباب سعوديون، ولاقت شهرة واسعة. كما شهد الملتقى عروضاً لإبداع المغردين، وتم استعراض الجوانب القانونية والأنظمة التي تضبط استخدام الفضاء الإلكتروني. ثلاثة محاور ---------------- وقدم "المغردون" تجارب عن مشاركاتهم، مؤكدين المسؤولية الكبيرة التي تقع على عاتق مستخدم الشبكة العنكبوتية ووسائط التواصل الاجتماعي، ومخاطر التغريد المسيء للأفراد والمؤسسات، مطالبين برفع الوعي الاجتماعي لاستخدام "تويتر". واشتملت فعاليات الملتقى على ثلاث جلسات رئيسة، نُوقش فيها "التطوع من خلال تويتر: الفرص والنتائج"، كذلك "نشر المعرفة القيمة والتأثير"، إضافة إلى "الشائعات: الموقف وآليات الحد منها". وشارك في الملتقى أكثر من 600 من المغردين من الأعمال والتخصصات كافة. وجمع الملتقى المختصين والمطورين والمهتمين بالجانب التقني. بناء العقل ------------ ومن خلال تنظيم الملتقى الثالث للمغردين السعوديين ترجمت مؤسسة "مسك الخيرية" رسالتها التي تهدف إلى تعزيز "الأخذ بيد المبادرات والتشجيع على الإبداع، بما يضمن استدامتها ونموها للمساهمة في بناء العقل البشري، وتمكين الشباب السعودي من التعلم والتطوير والتقدّم في مجالات الأعمال والمجالات الثقافية والأدبية والاجتماعية والتكنولوجية، وترتكز على تأثير دورها في الإسهام في بناء مجتمع معرفي مبدع". مبادرات شبابية -------------------- وفي بداية الملتقى تم عرض كيفيات عدة لحماية الحسابات في "تويتر"، وأخرى تساعد على حفظ الحساب من الاختراق، كما عُرض فيلم قصير بعنوان "كيف تؤمن حسابك في تويتر؟"، كذلك كيفية ثانية بعنوان "كيف تعد محتوى إبداعياً في تويتر"، إضافة إلى دراسة بعنوان "تويتر في السعودية"، كما تم إطلاق "انفوجرافيك" بعنوان "ماذا يحصل في عالم تويتر؟". وفي الجلسة الأولى تطرقت أماني الشعلان، مؤسس حساب "خير السعودية"، إلى "التطوع من خلال تويتر.. الفرصة والنتائج"، وقدمت ورقة بحثية عن "المبادرات الشبابية عبر تويتر خير السعودية"، وأشارت إلى نماذج مشرفة من المغردين السعوديين متصفين بسرعة الاستجابة للأعمال الخيرية والتطوعية على حدٍ سواء. وشدَّدت "الشعلان" على ضرورة وجود مسرعات لأعمال الخير للمحتاجين الذين أصبحوا اليوم متفاعلين بشكل كبير في "تويتر"، من باب تمثُّل "خير السعودية" الاستراتيجية المحمدية "إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها: بدعوتهم، وصلاتهم، وإخلاصهم". وأضافت: "خير السعودية" استند إلى تمكين الإنسان ليكون عنصراً إيجابياً ومؤثراً في العملية الخيرية والإعلام الاجتماعي. فكرة طالب ------------- من جهته، تحدث مؤسس حساب "توظيف السعودية" مرتضى اليوسف عما حاول عمله أثناء دراسته الجامعية، وقال إنه كان يبحث باستمرار عن أكثر الوظائف المطلوبة في سوق العمل السعودي، وتزامن ذلك مع توجه السعوديين لاستخدام شبكات التواصل الاجتماعي، بعد ذلك قرر نقل ما تحتويه الصحف اليومية من إعلانات التوظيف لتلك الشبكات؛ ليراها الباحث عن عمل في مكان واحد عبر حساب "توظيف السعودية". وأشار إلى أن الحساب بدأ ينمو حتى أصبح دافعاً له للاستمرار في العطاء، وأصبح جسراً لالتقاء الباحثين عن عمل بمسؤول التوظيف. ولم تقتصر مهمة الحساب على النشر، بل قدم استشارات في الموارد البشرية، والإرشاد المهني، ونصائح في كتابة السيرة الذاتية، واجتياز المقابلة الشخصية من قِبل مستشارين في هذا المجال. إنسانية التمريض ---------------------- من جانبه، قال مؤسس حساب "يوميات التمريض"، عبدالمجيد العتيبي: إن التمريض في أصلة عمل تطوعي، فلا أحد يقوى على تحمل آلام المرضى. وإنه من خلال عمل حساب "يوميات التمريض" على شبكات التواصل الاجتماعي، وبالأخص في "تويتر"، يهدف إلى نشر الفائدة الصحية الصحيحة، وتبني كل المبادرات الداعمة في رفعة الوطن صحياً. وأكد أن التمريض هو القلب النابض لكل منشأة صحية؛ ولذلك حري بنا الإنصات لكل جهودهم المبذولة، وتبني تلك الأفكار التي تصب في صحة الفرد والمجتمع. ولفت عبدالعزيز الحسن، المتخصص في التسويق الإلكتروني، إلى نجاح المشاريع التطوعية التي تم طرحها، من خلال إبراز أصحابها والمبادرين بها، وإبراز قيمة "تويتر" في دعم العمل التطوعي، مبيناً أن "تويتر" يعد إضافة جيدة للمشاريع التطوعية؛ فمن خلاله يستطيع الجميع تقديم أعمال تطوعية، وتسخير إمكاناتهم وجهودهم في ذلك. وبيّن أنه "عبر محركات بحث تويتر تستطيع تكوين فريق عملك التطوعي، إضافة إلى الطرق والأساليب الأخرى مثل: تضمين الوسم (الهاشتاقات) ذات العلاقة بالتغريدة، أو الإشارة إلى الحسابات التي تدعم الأعمال الخيرية والتطوعية". مشيراً إلى أن "تويتر" لا يزال فرصة لتمكين كل مبادر؛ ليصبح قائداً للعمل التطوعي من خلال الموقع. كشف الشائعة ------------------ وجاءت الجلسة الثانية بعنوان "نشر المعرفة.. القيمة والتأثير"، وتحدث فيها ياسر العصيفير، المتخصص في أمن الإنترنت، عن برنامج تطبيقي لمكافحة الشائعة في المجتمع من خلال التقنية الحديثة والسريعة، مبيناً أن التقنية أسهمت في نشر الشائعات، لكن من خلال التقنية أيضاً نستطيع محاربتها والقضاء عليها. وأشار إلى أن التطبيق على الهواتف الذكية بإمكانه البحث عن أي صورة وفحصها من خلال قاعدة البيانات في البرنامج، التي بدورها ستعمل على فحص كامل لكل صورة، سواء كانت كاملة أو مبتورة، وهل تم نشرها سابقاً كشائعة أم لا، مثل شائعات موت الأشخاص والكوارث والحوادث وغيرها. تصنيف الشائعة --------------------- وفي الجلسة الثالثة التي خُصصت لموضوع "الشائعات.. الموقف وآليات الحد منها"، بيّن محمد الغامدي، ممثل هيئة الاتصالات السعودية، أنه بحسب المادة الأولى من نظام مكافحة جرائم المعلوماتية فإن أي فعل يتم ارتكابه متضمناً استخدام الحاسب الآلي أو الشبكة المعلوماتية بالمخالفة لأحكام هذا النظام يعد "جريمة معلوماتية". وأشار إلى أن حفظ الحقوق يترتب على الاستخدام المشروع للحاسبات الآلية والشبكات المعلوماتية، وحماية المصلحة العامة، والأخلاق، والآداب العامة، كذلك حماية الاقتصاد الوطني. مبيناً أن من أنواع الشائعات "الشائعة المتعلقة ببث الرعب، والشائعة المتعلقة بسوء السيرة، والشائعات الوردية التي تترجم رغبات الناس في تحقيق بعض الأماني، وشائعات تكون على شكل نكتة، تهدف للسخرية من الأشخاص أو الأفكار، وغيرها". البُعد القانوني ---------------- كما أوضح ممثل هيئة الاتصالات أن المادة الثالثة في نظام الجزاءات والعقوبات ينص على السجن مدة لا تزيد على سنة، وبغرامة لا تزيد على 15 ألف ريال، أو بإحدى العقوبتين، لكل شخص يرتكب أياً من الجرائم المعلوماتية، فيما يخص التشهير بالآخرين وإلحاق الضرر بهم عبر وسائل تقنيات المعلومات المختلفة. وتشتمل هذه المادة على التغريد بما قد يدخل في مفهوم الشائعة، مثل "التشهير"، "إساءة السمعة" و"فضح المخالف". وقال إن المادة السادسة تعاقب مرتكب المخالفة بالسجن مدة لا تزيد على خمس سنوات، وبغرامة لا تزيد عن ثلاثة ملايين ريال. ومن تلك الجرائم: "إنتاج ما من شأنه المساس بالنظام العام، أو القيم الدينية، أو الآداب العامة، أو حرمة الحياة الخاصة، أو إعداده، أو إرساله، أو تخزينه عن طريق الشبكة المعلوماتية، أو أحد أجهزة الحاسب الآلي". وتشمل هذه المادة "التغريد الذي من شأنه زعزعة ثقة المجتمع بقيمه ومعتقداته، وتقويض الأمن وتكديره". وكان الملتقى الأول للمغردين السعوديين قد عُقد في الرياض في فبراير 2013، بمبادرة من "مسك الخيرية"، ومشاركة 400 شاب من البارعين في استخدامات "تويتر". وغطت جلسات الملتقى مختلف القضايا والمجالات، وشارك الشباب بأفكارهم وآرائهم ومقترحاتهم في سبيل رفع الوعي الاجتماعي لاستخدام "تويتر"، ووسائط التواصل الاجتماعي الأخرى. واستعرض الملتقى مجموعة من النماذج الناجحة في توظيف "تويتر". أما الملتقى الثاني في فبراير 2014 فتناول جوانب مختلفة تعنى بالشباب المبادر، وخُصصت إحدى الجلسات لبحث التعصب الرياضي في "تويتر"، وكيفية الحد منه، واستخدام "تويتر" في التوعية المجتمعية، كما تم تناول "مشاريع سعودية شابة، استخدمت "تويتر" بإيجابية للترويج لمنتجاتها، وتم إفراد جلسة للناشئة.