طمأن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري دول الخليج العربية يوم الخميس بأن واشنطن لا تسعى "لمقايضة كبيرة" مع ايران وقال إن الاتفاق النووي مع طهران سيخدم مصالحهم. وتشعر دول الخليج الحليفة للولايات المتحدة ولاسيما السعودية بالقلق من الفوائد التي ستعود على إيران من أي اتفاق لإنهاء نزاع مستمر منذ أعوام بشأن طموحاتها النووية. لكن بعد اجتماعات مع العاهل السعودي الملك سلمان ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل أوضح كيري أن واشنطن لن تتجاهل تحركات إيران. وقال كيري "حتى ونحن نخوض هذه المناقشات مع إيران بشأن برنامجها النووي فلن نغفل عن تحركات أخرى لإيران تزعزع الاستقرار في مناطق مثل سوريا ولبنان والعراق وشبه الجزيرة العربية وخاصة اليمن." وتابع قوله "دعوني أؤكد.. نحن لا نسعى لمقايضة كبيرة. لا شيء سيتغير في اليوم التالي للاتفاق -إن توصلنا إليه- فيما يتعلق بكل القضايا الأخرى التي تمثل تحديا لنا في هذه المنطقة." كما اجتمع كيري أيضا مع وزراء خارجية الكويت وقطر والبحرين والإمارات وعمان. ووصل كيري الرياض في وقت متأخر يوم الأربعاء من مدينة مونترو السويسرية حيث قال إنه حقق تقدما في المحادثات مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف. ومثل إسرائيل ودول غربية كثيرة تخشى دول الخليج أن تستغل إيران برنامجها النووي لتطوير قدرات لإنتاج أسلحة نووية الأمر الذي تنفيه الجمهورية الإسلامية. وتعتبر السعودية إيران غريمتها الأساسية في المنطقة ويدعم البلدان أطرافا متنافسة في حروب وصراعات سياسية في المنطقة كثير منها يرجع لأسباب طائفية. وتخشى السعودية وحلفاؤها ألا يمنع الاتفاق النووي إيران من الحصول على قنبلة. كما يساورهم القلق من أن يخفف الضغط الدولي على طهران ويتيح لها مجالا أكبر للتدخل في القضايا الإقليمية. وقال وزير الخارجية السعودي الذي كان يتحدث الى جانب كيري في مؤتمر صحفي في الرياض إن المملكة تشعر بالقلق من مشاركة إيران في الهجوم الذي تنفذه القوات العراقية بجانب جماعات شيعية مسلحة لاستعادة مدينة تكريت من تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد. وقال "تكريت مثال ساطع على ما يقلقنا. إيران في طريقها لوضع يدها على البلاد." وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في خطاب أمام الكونجرس الأمريكي يوم الثلاثاء إن إبرام اتفاق مع إيران سيكون بمثابة "عد تنازلي إلى كابوس نووي محتمل".