– أبلغت مصادر غربية «الحياة»، أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري سيطرح في الرياض التي وصل إليها أمس، خطة تدرسها إدارة الرئيس باراك أوباما لتأمين «مظلة نووية لحلفائها في الخليج» تضمن الدفاع عن المنطقة ضد أي اعتداء نووي تشنّه إيران أو جهة أخرى. وأكدت المصادر أن المحادثات التي تجريها واشنطن مع حلفائها في مجلس التعاون الخليجي حول الملف النووي الإيراني، هي في «غالبيتها دفاعية وتطاول تفاصيل المفاوضات مع إيران وإمكان تأمين مظلة نووية أميركية لدول الخليج، لحمايتها من أي خطر نووي». وستكون هذه المظلة، إذا تُرجمَت واقعاً، مشابهة للتي تؤمنها واشنطن لليابان وكوريا الجنوبية ودول الحلف الأطلسي، ولحماية تلك الدول من اعتداء نووي، من دون اضطرارها إلى تطوير قدرات ذرية. وكان كيري رفض، بعد محادثات مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في مدينة مونترو السويسرية دامت ثلاثة أيام، دعوات إلى «إذعان» طهران من أجل تسوية ملفها النووي، لكنه شدد على أن أميركا تسعى إلى «اتفاق صحيح» يحظى بمباركة المجتمع الدولي (للمزيد). وقال مسؤول أميركي بارز: «حققنا بعض التقدّم، ولكن ما زالت هناك تحديات صعبة. نعمل بكل طاقتنا، وكما في مكعّب روبيك إذا لم توضع كل قطعة في مكانها، لا يقبل أي شيء حتى يصبح كل شيء مقبولاً». ولفت إلى أن واشنطن تدرك أن «العالم أجمع سيتفحص كل سطر وكل كلمة» في اتفاق إطار سياسي يُفترض التوصل إليه بحلول نهاية الشهر. وأشار إلى أن كيري سيجري في باريس بعد غد، محادثات مع نظرائه الفرنسي والألماني والبريطاني في شأن الملف النووي الإيراني، مرجّحاً عقد جولة جديدة من المحادثات بين الولاياتالمتحدةوإيران، في جنيف منتصف الشهر. وذكر أن ويندي شيرمان، مساعدة كيري، ستُطلع إسرائيل قريباً على نتائج محادثات مونترو. وأشار كيري إلى استمرار وجود «فجوات مهمة وخيارات مهمة يجب اتخاذها»، وزاد بعد لقائه ظريف: «لا أحد قدّم خياراً أكثر ديمومة لكيفية منع إيران من امتلاك سلاح نووي. لذلك فإن المطالبة ببساطة بإذعان إيران ليست خطة، كما أن أياً من شركائنا في الدول الست لن يدعمنا في ذلك الموقف». وتابع: «في ما يتعلق باعتراضات بلدان على النشاطات الإيرانية في المنطقة، وصدقوني لدينا اعتراضات كما لدى آخرين في العالم، تقضي الخطوة الأولى بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي. ومن دون اتفاق، ستتمكّن من المضي في برنامجها النووي، ونحن متأكدون من ذلك». واستدرك أن نجاح المحادثات «سيحقّق هدف إثبات أن البرنامج النووي الإيراني طابعه سلمي، وسيبقى كذلك». ونبّه الوزير الأميركي إلى أن «عوامل خارجية وسياسية لن تشتّت تركيزنا في المفاوضات، وسنتابع الاعتماد على خبرائنا. الهدف ليس التوصل إلى أي اتفاق، بل إلى اتفاق صحيح يمكن أن ينجح أمام تدقيق المجتمع الدولي». ورجّح «حصول تدقيق في الاتفاق من خبراء في أنحاء العالم، تدقيقاً من الحكومات الأخرى ومن الكونغرس الأميركي ومن بلدان معنية في المنطقة». أما ظريف، فذكر أن محادثاته مع كيري حقّقت تقدماً، مستدركاً: «ما زال (علينا) إنجاز كثير من العمل». واعتبرت الناطقة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم، أن من المبكر جداً «الحكم على نتائج المفاوضات»، لافتة إلى أن «موعد نهاية آذار (مارس) قرره المفاوضون في ما بينهم، لكن استمرار المفاوضات مقرر حتى نهاية حزيران (يونيو)» المقبل.