أوضح الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، أن كلمته التي أثارت الكثير من الجدل بمناسبة المولد النبوي، والتي دعاها فيها لتجديد ديني، لم تكن تتعلق بالعقيدة الإسلامية، وإنما ب"الخطاب"، كما قام بزيارة هي الأولى من نوعها لرئيس مصري إلى كاتدرائية الأقباط خلال قداس الميلاد، ليلقي كلمة مقتضبة قال فيها إن مصر قادرة على "تعليم الإنسانية والحضارة للعالم." فبالنسبة للتعليقات التي رافقت كلمته حول "تجديد الخطاب الديني" التي ألقاها بمناسبة المولد النبوي، والتي اتهمه خصومه فيها بالإدلاء بما "يخالف العقيدة" رد السيسي، خلال لقاء مع الإعلاميين أوردت نصه وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية، أن حديثه "لم يكن يقصد العقيدة الإسلامية من صلاة وصوم" وإنما "الخطاب الديني المتشدد الذي أثمر عن جيل متطرف أساء إلى الدين الإسلامي، دين التسامح والوسطية" على حد تعبيره. وكشف السيسي أنه بوزير الأوقاف وشيخ الأزهر والمفتي "لدراسة تغيير الخطاب الديني"، غير أنه أعرب عن يقينه بأن هذا التغيير سيأخذ وقتا، مشيرا إلى أن هذا "أمر طبيعي" وأضاف: "نحن نريد اصلاح الأزهر وليس هدمه" مذكرا بما قاله لكبار علماء الأزهر في كلمته من أنهم يتحملون مسؤولية "إصلاح الخطاب" مطالبا بضرورة "عدم مهاجمة الأزهر الشريف برغم الحرص على علاج تشدد الخطاب الديني، حتى يتم التوصل إلى لغة دينية تبني العقول" وفق قوله. أما بالنسبة لزيارة الكاتدرائية المرقسية بالعباسية في القاهرة لتهنئة الأقباط بعيد الميلاد الذي احتفلوا به ليل الثلاثاء وفقا لتقويمهم، فهي الأولى من نوعها في تاريخ رؤساء مصر الذين لم يسبق لهم حضور قداس الميلاد، وقد حرص السيسي على أن تكون الزيارة سريعة، استقبله خلالها البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية. ووسط تصفيق وهتافات مؤيدة من الحضور توجه السيسي إلى المصلين بالقول: "كان ضروريا أن أزوركم لمعايدتكم وأتمنى ألا أكون قد قاطعت صلواتكم. أريد أن أقول أن مصر على مدار آلاف السنين علمت الإنسانية والحضارة للعالم كله.. والعالم ينتظر من مصر هذه الأيام أن يرى الحضارة والانسانية تنطلق منها مرة أخرى." وأضاف السيسي: "نحن نسطر معاني جديدة للعالم واليوم نؤكد أننا قادرين على تعليم الإنسانية والحضارة للعالم كله.. إن شاء الله سنبني بلدنا مع بعض.. المصريون كلهم سيبنون بلدهم وأنا دائما أقول المصريين لا أقول مسلمين أو مسيحيين". http://youtu.be/B0jnHaCgnb0