علمت «الشرق الأوسط» من مصادر أمنية وعدلية، أن سعوديا كان قائدا ميدانيا ل«كتائب عبد الله عزام» التابعة لتنظيم القاعدة الأم في أفغانستان، رفض المثول أمام المحكمة الجزائية المتخصصة بالرياض، وتسلُّم لائحة الدعوى الموجهة ضده، للمرة الثالثة على التوالي، وذلك لإدانة المتهم بتكليفه من القتيل أبو مصعب الزرقاوي، زعيم «تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين»، خلال لقائه معه، بأعمال إرهابية خارج العراق، عبر مقطع صوتي له، مشيرة إلى أن المحكمة ستجبر المتهم على الحضور بالقوة الجبرية. وأوضحت المصادر أن المتهم الذي أدرج اسمه في قائمة ال85 التي أعلنتها وزارة الداخلية السعودية، وكذلك على اللائحة الأميركية السوداء التي تضم متهمين بالإرهاب أيضا، رفض الحضور أمس من مكانه في السجن، إلى مقر المحكمة، حسب الجدول الأسبوعي المقرر للمتهمين، مؤكدة أن المتهم لا يزال متمسكا بآرائه التكفيرية وهو بداخل السجن، ويطلق ولاءاته للجماعات الإرهابية في أفغانستانوإيران ولبنان والعراق، حيث عاد إلى السعودية مجبرا بدافع العاهة المستديمة التي تعرض لها حينما كان هناك بعد أن تخلى زملاؤه في «كتائب عبد الله عزام» عن مساعدته وعلاجه ونصبوا السعودي ماجد الماجد (توفي في بيروت متأثرا بمرضه 2013)، وفضلوا في المقاطع المرئية والمسموعة عدم ذكر أسباب اختيار الماجد خلفا له رغم أن المتهم أخطر منه. ويعد المتهم (33 عاما)، ويلقب ب«نجم الخير»، أخطر عنصر في «كتائب عبد الله عزام» التابعة لتنظيم القاعدة، وكان يتولى قيادتها، حيث سبقت له الإقامة في إيران وتلقى في أفغانستان تدريبات مكثفة على التفجير بواسطة استخدام الإلكترونيات، وبعد فترة من الزمن استهدفته طائرة أميركية من دون طيار بقذيفة في وزيرستان على الحدود بين باكستانوأفغانستان، حيث تزوج المتهم من ابنة قائد ميداني في «القاعدة». وقالت المصادر، إن المتهم جرى استدعاؤه من السجن إلى المحكمة للمرة الأولى في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ولم يحضر، ثم استدعي مرة أخرى الأسبوع الماضي، ولم يستجب لمواعيد المحاكمات، ثم استدعي للمرة الثالثة أمس، ورفض الحضور، حيث أبلغت الجهات الأمنية القاضي ناظر القضية، وجرى إطلاعه على الورقة الموقعة التي تفيد عدم حضور المتهم. وأشارت المصادر إلى أن عدم حضور المتهمين إلى المحكمة، أو المماطلة في تقديم إجاباتهم، يؤدي إلى تعطيل سير القضية وعدم البت فيها، حيث جرى توجيه ملاحظة إلى عدد من المتهمين، الأمر الذي يصدر القاضي بعده تنبيها للمتهمين والاستدعاء بأمر القاضي بالقوة الجبرية في حالة عدم حضوره، أو استمرار النظر في القضية في حالة عدم تقديم إجاباته على الاتهامات التي وجهت من هيئة التحقيق والادعاء العام. وكان المتهم وصل إلى الرياض على متن طائرة إخلاء طبي، بعد أن سلم نفسه للسلطات السعودية عبر السفارة السعودية لدى باكستان، وجرى علاجه فور وصوله في أحد مستشفيات العاصمة، وبعد شفائه انتقل إلى السجن، حيث يخضع هناك لعناية طبية من قبل أطباء يعملون في مستشفى السجن، الذي يتوافر فيه أطباء استشاريون من جميع التخصصات، وغرف عمليات مجهزة. وكان معه خلال الرحلة زوجته المصرية وطفل (شكت الجهات السعودية في هذا الطفل الذي قال إنه ابنه رغم أن المعلومات تشير إلى أنه ليس لديه ولد ذكر إلا واحد غير هذا)، وطفلتان، وطفل من ذريته، وطفلة أخرى تبلغ من العمر 6 سنوات والدها كان مطلوبا أمنيا للسلطات السعودية وقتل في باكستان. ونشرت «الشرق الأوسط» تقريرا في مايو (أيار) 2013، أكدت فيه أن والد الطفل (7 سنوات) الذي شكت فيه الجهات الأمنية، هو القتيل أبو مصعب الزرقاوي، وأمه السعودية وفاء اليحيى، التي دخلت إلى العراق في 2006 مع ابنها وابنتيها، وذلك بعد تراجع المتهم عن إقراره بعد وصوله بفترة وتأكيد فحوص الحمض النووي ذلك، حيث تزوجت السعودية اليحيى من الزرقاوي وبعد مقتله أنجبت طفلهما، وبعد فترة من الزمن أرسل «نجم الخير» سعوديا (قتل آنذاك) إلى العراق من أجل إحضار الطفل إلى منطقة وزيرستان الحدودية بين باكستانوأفغانستان، وذلك بعد مقتل والدته اليحيى في قصف بمنطقة الأنبار العراقية. وأقر المتهم «نجم الخير»، في لقاء نشره «مركز الفجر للإعلام»، الذراع اليمنى لتنظيم القاعدة، بأنه تلقى توجيهات من المطلوب الثاني في قائمة ال36 فهد فراج الجوير، قبل مقتله في مواجهة مع رجال الأمن بحي اليرموك في الرياض عام 2006، بمتابعة الخلايا النائمة في السعودية، وإنتاج النشرات الإعلامية التي تساند التنظيم، ونشرها على مواقع خاصة للتنظيم على الإنترنت. وأكد القائد الميداني السابق ل«كتائب عبد الله عزام»، أنه تعرف على القتيل أبو مصعب الزرقاوي، زعيم «تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين»، خلال دخوله العراق بطريقة غير مشروعة عن طريق الأردن، وكلف بعمل تنظيمي من قبله خارج الأراضي العراقية، وقبض عليه في سوريا وسلم إلى السعودية. وتلقى المتهم «نجم الخير» تدريبات مكثفة في إيران على الإلكترونيات وكيفية استخدامها في عمليات التفجير، وجعل من إيران مركزا لعملياته وقيامه بدور الوسيط بين قيادات التنظيم وأعضائه، وسعى لتوحيد جهود التنظيم في العراق ولبنان، وهو نائب لمقدم التسهيلات لتنظيم القاعدة المكنى ياسر السوري، كما أن لديه صلات قوية بعناصر من التنظيم متمركزة في المنطقة تسعى للقيام بهجمات إرهابية واستهداف السعودية والمنشآت الحيوية.