أجمع عدد من الوزراء العرب والأجانب في حوار المنامة أمس، على ضرورة مراجعة أسس الاستقرار في المنطقة، وتنسيق المواقف والبرامج التكاملية للتعامل بكفاءة مع التحديات التي تواجه المنطقة. وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار بن عبيد مدني إن إيران دولة مهمة ومن حقها أن تلعب دورا مهما في المنطقة، ونرحب بأن تكون شريكا كاملا في أمن الخليج، لكن إذا أردنا ذلك يجب أن تتطابق الأقوال والأفعال لبناء علاقة جوار صحيحة وعدم التدخل بالشؤون الداخلية. وأضاف أن ذلك يتحقق من خلال حسن النية والشفافية، مبينا أن دعائم أمن الخليج تقوم على تعزيز الشراكة مع المجتمع الدولي وقواه الفاعلة على أساس من الندية والاحترام المتبادل. حزب الله أخطر من القاعدة وداعش ---------------------------------------- أكد وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد آل خليفة أن حزب الله اللبناني هو الخطر الأكبر في المنطقة، والتحدي الأول لها، لما يحظى به من دعم دول ضالعة في تمويل الإرهاب، لافتا إلى نشوء خلايا له عابرة للحدود في العام الماضي، مقللا في الوقت نفسه من خطر القاعدة وداعش. ودعا إلى العمل على وقف تمويل الإرهاب الأمر الذي يأتي بنفس أهمية التدخل العسكري لمكافحة الإرهاب. ولفت وزير الخارجية خلال مشاركته في مؤتمر حوار المنامة، إلى أن الاختلافات بين دول مجلس التعاون وإيران ستبقى قائمة طالما استمرت إيران بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول. وأشار إلى أن التحدي الثاني يتمثل في ضرورة محاربة الأيديولوجيات التي تقوم عليها الجماعات الراديكالية والمتطرفة التي تسخر جهودها للتأثير على الشباب وإدماجهم في تلك النشاطات. ولفت الوزير إلى أن التحدي الثالث هو التوتر بين الدول وما يشكله من عائق أمام التعاون الإقليمي، مبينا أن سبب ذلك يرجع إلى أن بعض الدول الإقليمية لديها طموحات لبسط نفوذها على دول أخرى بالمنطقة. وأشار إلى أن التحالف الدولي ضد داعش دليل جلي على التعاون ضد الإرهاب، إلا أنه على الرغم من تصريحات إيران بأنها تحارب الجماعات المتطرفة فهي ليست طرفا في التحالف الدولي. الحرب على ثيوقراطية الشر ---------------------------------- دعا ولي عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة المجتمع الدولي إلى التخلي عن عبارة "الحرب على الإرهاب" وتعويضها بمحاربة "ثيوقراطية الشر" في إشارة إلى تنظيم داعش المتطرف. وقال لدى افتتاحه الدورة العاشرة من "حوار المنامة" التي ينظمها المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية "أدعوكم إلى استبعاد عبارة الحرب على الإرهاب وإلى أن تركزوا على التهديد الحقيقي المتمثل في صعود ثيوقراطية الشر هذه". وأضاف "نحن نحارب ثيوقراطيين (مستبدين باسم الدين) والأمر سيستمر لفترة طويلة. وتساءل ألا يجب أن نستخدم تعبير "الاستبداد الديني الفاشي" في توصيف أيديولوجية تنظيم الدولة. وأشار ولي العهد إلى أنه "حين كنا نواجه الشيوعية كنا نفهمها"، مضيفا في إشارة إلى ظلامية عناصر تنظيم الدولة أن "القرن السابع عشر لا مكان له في قرننا الحادي والعشرين الحديث". 3 كتل إرهابية ---------------- أكد وزير الدفاع الفرنسي جان لو دريان أن ثلاث كتل شكلت الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط، الأولى كتلة تنظيم القاعدة وتعد المصدر التاريخي لهذه المجموعة، والكتلة الثانية نظيم داعش، أما الثالثة فهي الراديكالية بشمال أفريقيا. وأضف أن فرنسا شاركت ب 14 طائرة لقصف داعش، مؤكداً أن الحل بسوريا يجب أن يكون بدون حكومة يرأسها بشار الأسد. نظام إقليمي عربي جديد -------------------------------- أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، على ضرورة إيجاد نظام إقليمي عربي جديد بعيدا عن أسلوب المحاور الذي كان موجودا على مدى العقود الأربعة الماضية. وأضاف، خلال مشاركته في اجتماعات حوار المنامة التي بدأت أمس بالبحرين أنه "لا توجد فرص لإمكانية قيام حروب عالمية كبيرة ولكن باتت معايير أخرى، مثل الديمقراطية والاعتماد المتبادل ومستوى النمو والقدرة على الابتكار، تحتل مكانا متقدما وتؤثر بشكل واضح على قدرة أي دولة لتحقيق مستوى أفضل من الاندماج الدولي ضمن علاقات أكثر ندية". وشدد على ضرورة أن تكون محاربة تنظيم داعش ضمن إطار استراتيجية شاملة لمحاربة جميع التنظيمات متشابهة الفكر في المنطقة، مع استهداف القضاء على ذلك التنظيم عسكريا وفكريا وحرمانه من التعاطف والتمويل "وإلا فإنه حتى وإن توارى بالعراق فسيعاود الظهور في أماكن أخرى من العالم". وأكد شكري أهمية تحقيق التنمية المستدامة في المنطقة، مشيرا إلى أنه لا يوجد بديل استراتيجي لاستئناف مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية في ظل تكلفة الفراغ الناشئ عن جمودها. كما تحدث عن التهديد الذي يمثله استمرار الخلاف حول برنامج إيران النووي، والمعضلة التي يطرحها ما بين مخاوف الانتشار وحق الدول أعضاء معاهدة منع الانتشار في الاستخدام السلمي للطاقة النووية.