تبدو محاولة اغتيال الامير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية السعودي للشؤون الامنية بداية تبني تنظيم القاعدة اسلوبا جديدا يستغل تدهور الاوضاع الامنية في اليمن. واندمج الجناحان السعودي واليمني للقاعدة في اوائل العام الحالي ليشكلا تنظيم "ما يسمى" قاعدة الجهاد في جزيرة العرب. ونظما صفوفهما في اليمن بعد حملة نشطة لمكافحة الارهاب قادها الامير محمد اثرت الى حد كبير على المتشددين في السعودية. وأمير التنظيم هو ناصر الوحيشي وهو يمني ولكن التنظيم اختار كقائدين له سعوديين افرج عنهما من سجن خليج جوانتانامو وشاركا في برنامج لاعادة تأهيل المتشددين يشرف عليه الامير محمد. وقال بوسيك ان برنامج اعادة التأهيل كان مجرد خطوة لاحقة لجهود صارمة يرجع لها الفضل في وقف حملة القاعدة عام 2006. وقال جريجوري جونسن المحلل بجامعة برينستون: يسعى التنظيم الان لتحقيق هدف التواجد الاقليمي الذي وضعه لنفسها"مضيفا أن حالة الهدوء التي استمرت شهورا لا تشير الى حالة خمول من جانب تنظيم القاعدة بل تدعيم وتخطيط. وفي وقت سابق من هذا الشهر اعلنت السلطات السعودية القبض على 44 متشددا وضبط متفجرات واجهزة تفجير وأسلحة. وفي ابريل نيسان قالت السعودية انها رصدت 11 متشددا ومخابيء للاسلحة قرب الحدود مع اليمن. ويخشى المسؤولون السعوديون ان يجد المتشددون ملاذا في مناطق شاسعة لا يسودها حكم القانون في اليمن الذي تواجه قواته الامنية تمردا قبليا في الشمال واضطرابات من دعاة الانفصال في الجنوب. وقال بوسيك "لا يمكن التأكيد بعد بوجود صلة مباشرة بين اليمن والهجوم على الامير محمد ولكن المشاكل الامنية في اليمن ستؤثر على المنطقة". وتشارك واشنطن قلقها بشان اليمن وتشك في قدرة صنعاء على التعامل مع السجناء العائدين من جوانتانامو. وقالت شاري فيلاروزا مستشارة وزارة الخارجية لمكافحة الارهاب امام مشاركين في مؤتمر في مركز كارنيجي في يوليو: يقلقنا ان يصبح اليمن ملاذا امنا لتنظيم القاعدة. يتعاون اليمن مع الولاياتالمتحدة من أجل تعزيز قدرات تطبيق القانون ولكن لا يزال هناك مجال كبير لحدوث تحسن". وذكرت أن الولاياتالمتحدة سعت لضمان الا يتحول اليمن الى "أفغانستان أخرى". وأضافت ان عدم الاستقرار في اليمن يؤجج الفوضي في الصومال. وتابعت "بعد افغانستان وباكستان نتحدث مباشرة عن الصومال واليمن كمصدري قلق كبيرين في جهود مكافحة الارهاب". وانضم اليمن الى الحرب ضد الارهاب التي شنتها الولاياتالمتحدةالامريكية عقب هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 ولكنه استشعر حرجا عندما سربت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) انباء هجوم صاروخي بطائرة بلا طيار قتل زعيما محليا للقاعدة على اراضيه في عام 2002 . وصرح وزير الخارجية اليمني ابو بكر القربي لرويترز الشهر الحالي بان موارد مكافحة الارهاب في اليمن محدودة وحث الولاياتالمتحدة على تقديم المزيد من المعلومات المخابراتية. وفي السابق تعامل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح مع متشددين اسلاميين وبصفة خاصة العائدين من افغانستان في التسعينات ولكنه يواجه الان جيلا جديدا من المقاتلين الشبان الاكثر تشددا والتعامل معهم اصعب. ويتيح الفقر والفساد في اليمن مسقط راس والد زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن فرصا للقاعدة لتجنيد اعضاء من بين السكان البالغ تعدادهم 23 مليون نسمة ويقل عمر ثلثي السكان عن 24 عاما. وقال دبلوماسي في صنعاء"لا تجد الرسالة الايديولوجية للقاعدة صدى يذكر هنا ولكن يمكن دفع الناس للتشدد نتيجة الشعور بالظلم". وهاجم متشددون سائحين وسفارات اجنبية واهدافا حكومية في السنوات الاخيرة مما اضر بالسياحة وجهود جذب استثمارات في بلد يعتمد على موارد نفطية متراجعة. وكثيرا ما يتهم مسؤولون حكوميون يمنيون السفارات ووسائل الاعلام الغربية بالمبالغة في تصوير التهديد الامني ولكن محللين من بينهم جونسن يقولون انهم في حالة إنكار. وقال: الامر المثير للدهشة انهم يرفضون الاعتراف بان القاعدة مشكلة محلية وليست واردة من العراق او افغانستان او شيئا اوجده الامريكيون. وأضاف : في اليمن لم تشعر الحكومة قط بالتهديد الذي استشعرته الحكومة السعودية في عامي 2003 و2004.".