الأسهم الأوروبية تغلق على تراجع    أمير تبوك: نقلة حضارية تشهدها المنطقة من خلال مشاريع رؤية 2030    الفالح: المستثمرون الأجانب يتوافدون إلى «نيوم»    برئاسة ولي العهد.. مجلس الوزراء يقرّ الميزانية العامة للدولة للعام المالي 2025م    السعودية وروسيا والعراق يناقشون الحفاظ على استقرار سوق البترول    مغادرة الطائرة الإغاثية ال24 إلى بيروت    التعاون والخالدية.. «صراع صدارة»    الملك يتلقى دعوة أمير الكويت لحضور القمة الخليجية    الهلال يتعادل إيجابياً مع السد ويتأهل لثمن نهائي "نخبة آسيا"    في دوري يلو .. تعادل نيوم والباطن سلبياً    خادم الحرمين الشريفين يدعو إلى إقامة صلاة الاستسقاء    «التعليم»: 7 % من الطلاب حققوا أداء عالياً في الاختبارات الوطنية    أربعة آلاف مستفيد من حملة «شريط الأمل»    «فقرة الساحر» تجمع الأصدقاء بينهم أسماء جلال    7 مفاتيح لعافيتك موجودة في فيتامين D.. استغلها    أنشيلوتي: الإصابات تمثل فرصة لنصبح أفضل    الأسبوع المقبل.. أولى فترات الانقلاب الشتوي    «شتاء المدينة».. رحلات ميدانية وتجارب ثقافية    مشاعر فياضة لقاصدي البيت العتيق    الزلفي في مواجهة أبها.. وأحد يلتقي العين.. والبكيرية أمام العربي    مبدعون.. مبتكرون    ملتقى الميزانية.. الدروس المستفادة للمواطن والمسؤول !    هنآ رئيس الأوروغواي الشرقية.. خادم الحرمين الشريفين وولي العهد يعزيان القيادة الكويتية    بايدن: إسرائيل ولبنان وافقتا على اتفاق وقف النار    كيف تتعاملين مع مخاوف طفلك من المدرسة؟    حدث تاريخي للمرة الأولى في المملكة…. جدة تستضيف مزاد الدوري الهندي للكريكيت    قمة مجلس التعاون ال45 بالكويت.. تأكيد لوحدة الصَّف والكلمة    7 آلاف مجزرة إسرائيلية بحق العائلات في غزة    الدفاع المدني: استمرار هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    كثفوا توعية المواطن بمميزاته وفرصه    شركة ترفض تعيين موظفين بسبب أبراجهم الفلكية    «هاتف» للتخلص من إدمان مواقع التواصل    حوادث الطائرات    حروب عالمية وأخرى أشد فتكاً    معاطف من حُب    الدكتور عصام خوقير.. العبارة الساخرة والنقد الممتع    جذوة من نار    لا فاز الأهلي أنتشي..!    الرياض الجميلة الصديقة    هؤلاء هم المرجفون    المملكة وتعزيز أمنها البحري    اكتشاف علاج جديد للسمنة    السعودية رائدة فصل التوائم عالمياً    خادم الحرمين الشريفين يدعو إلى إقامة صلاة الاستسقاء الخميس المقبل    مناقشة معوقات مشروع الصرف الصحي وخطر الأودية في صبيا    حملة على الباعة المخالفين بالدمام    «السلمان» يستقبل قائد العمليات المشتركة بدولة الإمارات    أهمية الدور المناط بالمحافظين في نقل الصورة التي يشعر بها المواطن    المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة يناقش تحديات إعادة ترميم الأعضاء وتغطية الجروح    مركز صحي سهل تنومة يُقيم فعالية "الأسبوع الخليجي للسكري"    "سلمان للإغاثة" يوقع مذكرة تفاهم مع مؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية    جمعية لأجلهم تعقد مؤتمراً صحفياً لتسليط الضوء على فعاليات الملتقى السنوي السادس لأسر الأشخاص ذوي الإعاقة    حقوق المرأة في المملكة تؤكدها الشريعة الإسلامية ويحفظها النظام    استمرار انخفاض درجات الحرارة في 4 مناطق    الكرامة الوطنية.. استراتيجيات الرد على الإساءات    محمد بن راشد الخثلان ورسالته الأخيرة    زاروا المسجد النبوي ووصلوا إلى مكة المكرمة.. ضيوف برنامج خادم الحرمين يشكرون القيادة    نوافذ للحياة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور زاهر الألمعي ل «عكاظ»: قلبي أخضر.. ومازلت إخوانيا.. ويعجبني (طاش ما طاش)
نشر في أنباؤكم يوم 28 - 08 - 2009

ذهبت للقاء الشيخ الدكتور زاهر بن عواض الألمعي حاملا بين يدي سلة اتهامات.. إخواني متطرف وشخصية منعزلة عن واقعها وعقلية تحمل مزيجا من جامعة الإمام وجامعة الأزهر وكلاهما نقيضان لا يتفقان، لكنني وجدت من ثنايا حواري معه بدويا بسيطا ودكتورا مثقفا وقامة دينية تعيش وتتأقلم مع الأحداث اليومية بمنطق وواقعية شديدة.. فاجأني باعترافاته عن الرومانسية والحب وهروبه من كندا خوفا من شبهات العزوبية، وأعجبني انتقاده ما يحدث في السجون من بطء للإجراءات وتأخير للمحاكمات، ولم أستغرب دفاعه عن منهج الإخوان واندفاعه في نفس الوقت بتجريم مواقفهم من الدول وتصديرهم للحاكمية.. الرجل الذي يحسبه الكثيرون على التيار الإسلامي السلفي، وذهب إلى أبعد من ذلك حين رمى بمسؤولية فشل الصحوة الإسلامية والجهاد الأفغاني على الدعاة والشباب العرب.. حوار يحمل في ثناياه وجها لم يعرفه الكثيرون عن شاعر بدأ جنديا وأنهى حياته الوظيفية عضوا في مجلس الشورى.
ولدت ثانيا في سلسلة إخوان وصل عددهم مع الأحفاد إلى أكثر من مائة، وكنا نقوم على مساعدة الوالد في المنزل ورعاية الأغنام في الجبال ولا يعيش الإنسان إلا على شيء من الزراعة أو ما يتصل بها والعسل، ولا أنسى مواجهتي للأسود والنمور والضباع التي كانت تغير على غنمي، وكم من مرة غلبتني ومرات غلبتها أنا ومن معي من الرعاة بإرسال نغمات خاصة من الصراخ والعويل وقد زادتني هذه المواجهات صلابة وقوة، ولم يكن هناك مصروف نقدي للفرد، فلو حصلت على قرشين أو ثلاثة في الشهر أعتبر غنيا، لكن الوالد رحمه الله كان يقوم بكسوتنا ولا يقصر معنا ولم تكن لنا حاجة للمصاريف المدرسية لعدم وجود مدارس آنذاك وليست هناك عصيرات أو سيولة لتدليل الأبناء ومع هذا عشنا حياة سعيدة وجميلة، وأتذكر حين جاءت بعض اللجان من الدولة واقترحت على سكان الجبال ترك منازلهم واستبدالها بأخرى قريبة من تهامة قول أحدهم: أعتقد لو وضعتم لنا منازل على ضفاف النيل في مصر فلن نسعد قدر سعادتنا بهذه الجبال.
• الغريب أنك تأخرت في الالتحاق بالمدارس النظامية وأنت تعيش في منطقة مشهورة بالعلم؟
هذا صحيح فمنطقة رجال ألمع من أسعد مناطق الجنوب علميا بسبب أسرة آل الحفظي، وهم علماء، وقد كان لهم دور كبير في إثراء الحركة الفكرية بمنطقة الجنوب، لكن كما تعلم أن أي دعوة إصلاحية إذا لم يواكبها حكام يدعمونها ويحمونها وينمون طموحاتها مثلما حدث لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب فلن تستمر ولذلك حدث انقطاع في هذه الدعوة نتيجة للظروف السياسية التي مرت بها المنطقة ولم يصل التعليم النظامي إلى المنطقة، ولم يكن توجهي في أوائل عام 1370ه إلى جازان بحثا عن وظيفة إلا نتاج الحاجة ورغبتي في مساعدة والدي وأسرتي.
• لكنك دخلت العسكرية بالصدفة أيضا؟
الحقيقة أنني ذهبت وفي ذهني ثلاثة أمور حسب تصوراتي المحدودة، فأولا رغبتي في الحصول على بندقية ممتازة أشارك بها في الأفراح والاحتفالات الشعبية، حيث كان حمل السلاح يعد مظهرا من مظاهر الرجولة بين أبناء المنطقة، وثانيا لتوفير مبلغ مادي لشراء بندقية لكل واحد من إخوتي، وثالثا لمساعدة والدي الذي كان يضيق على نفسه ويوسع على أولاده وعموم أسرته، وقد سافرت مشيا على الأقدام حتى أدركت القافلة التي تذهب إلى جازان فركبت على جمل حتى وصلت بعد ثلاثة أيام ولم تكن عندي مؤهلات لشغل وظيفة مدنية فرأيت الجنود يتدربون في الميدان فوافق ذلك رغبة في نفسي فالتحقت في العسكرية لمدة ست سنوات وظللت طوال هذه السنوات الست أشعر بحاجة إلى العلم خصوصا عندما أسمع الخطباء والعلماء، وأقول في نفسي: لماذا لا أكون مثلهم وقد عرضت الأمر على والدي فوافق، وأتذكر موقفه عندما ذهب معي إلى أستاذ الحلقة الشيخ علي بن حسن العماري الذي توفي قبل عدة أشهر وسلمني له فعلمني مبادئ العلوم في الفقه والتوحيد والحساب، وكان يزورني في مقر عملي إذا تأخرت فيعطيني الدرس وينصرف، رحمه الله رحمة واسعة.
• كدت أن تدفع حياتك ثمنا لهذه الرغبة؟
الإنسان لا يعلم ماذا يخبئه القدر له، ففي البداية وجدت متعة كبيرة في المذاكرة من جهة وأداء عملي في الجندية من جهة أخرى، وكثيرا ما يكون عملي في الدوريات والخفارة بعد منتصف الليل، ولم تكن هناك كهرباء في جازان وكنت أعمل في الدوريات فإذا مررت بمصباح وقفت وقرأت بعض النصوص التي معي وبقيت فترة أعاني بين الدراسة وبين عملي في الجندية حتى أصبت بمرض أقعدني عن العمل والدراسة وقرر الأطباء ذهابي إلى مكة للعلاج فمكثت فترة طويلة في مستشفى أجياد وبعد فترة تحسنت حالتي الصحية فذهبت إلى الحرم وهناك وجدت شيخا وسيما عليه عمامة بيضاء يحدث الناس ورأيت حوله جمهور الناس معظمهم من أهالي الجنوب فسألت عنه، فقيل لي: إنه الشيخ صالح العشماوي ولم أعرف أنه والد الدكتور عبدالرحمن العشماوي إلا بعد فترة وقد نصحني بمواصلة حضور الدروس في الحرم، والتقيت ضمن طلابه أحد طلبة معهد الرياض العلمي واسمه (سالم سليم) وكان على مستوى جيد في مختلف العلوم وقد شجعني على الاستقالة من الجندية والالتحاق بالمعهد العلمي في الرياض وفعلا وبعد عودتي إلى جازان قدمت استقالتي من الجندية وكان عمري آنذاك اثنان وعشرون عاما.
• صحيح أنهم رفضوا التحاقك بالمعهد؟
فوجئت عندما وصلت إلى الرياض ببدء الدراسة، ولم تكن هناك فرصة إلا في معاهد خارج مدينة الرياض فخيرت للالتحاق بين معهدي شقراء و الأحساء فاخترت شقراء لاسمها الشاعري الجذاب وقد بارك الله لي إذ توطدت علاقتي في شقراء بالشيخ محمد بن سليمان الأشقر والشيخ عبدالله بن قعود الذي استضافني في بيته بمجرد وصولي وساعدني في الحصول على منزل للسكن، كما تعرفت على رئيس المحكمة الشرعية الشيخ صالح بن علي الغصون ورئيس الهيئة الشيخ عبدالرحمن الحصين، وقد قضيت في شقراء خمس سنوات من أجمل سنوات عمري، ووجدت فيها إخوة أعزاء ومخلصين ومجتمعا طيبا مباركا وأساتذة تتلمذت على يديهم ثاقبي البصيرة ومرهفي الحس وزملاء تنافست معهم بروح شريفة، وعشنا متعة نفسية وفكرية غامرة، وقد ارتحت فيها كثيرا، وعندما غادرتها سالت دموعي على سنوات كانت ملء السمع والبصر.
• البعض وجد في اتجاهك إلى مصر لتحضير الماجستير والدكتوراه في جامعة الأزهر ربطا بتوجهك نحو الإخوان المسلمين؟
لم يكن في المملكة آنذاك جامعة إلا جامعة الملك سعود وبعض المعاهد والكليات ولم توجد دراسات عليا أيضا، ولم يكن أمامي إلا مصر، وكنت أذهب على حسابي الخاص فلم يكن هناك ابتعاث وكنت وقتها مديرا لمعهد نجران العلمي، وقد سئلت عندما تقدمت لنيل شهادة الماجستير من جامعة الأزهر عن مذهبي فأخبرتهم بأنني كنت شافعي المذهب حنبلي الدراسة أما الآن فإني آخذ من أقوال المذاهب الأربعة، ودار حوار حول هذا الموضوع قبل أن يقرروا قبولي طالبا بالكلية والحمد لله أن تلك المقابلة انتهت على خير، وقد أتيحت لي الفرصة للحصول على منحة من جهة عملي لتحضير رسالة الدكتوراه وكنت أول دكتور سعودي يحصل على شهادة دكتوراه من جامعة الأزهر وأول دكتور يحصل على دكتوراه من منسوبي جامعة الإمام وجاء بعدي بسنة الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي حاليا.
• تهربت من الإجابة عن حركة الإخوان المسلمين؟
بالمعنى العام المسلمون إخوة فأنا أتخذ أي مسلم أخا لي، أما ما يتصل بالعمل التنظيمي فلي منهج معلن وهو أن الأحزاب لا خير فيها وأي دعوة أو تنظيم، وأنا لا أؤيد لا الإخوان ولا غيرهم إذا قام هذا التنظيم داخل المملكة وأنا ضد أن تساق المناهج والخلايا لبلادنا منهم أو من غيرهم، لكنني لست ضد الإخوان في ما يعملونه في بلادهم وحرية تعبيرهم، فهناك تقوم الأحزاب الشيوعية والقومية والبعثية بمختلف أنواعها، فأنا لا أعترض على ما يخصهم في بلدانهم ومادامت حكوماتهم تسمح لغيرهم.
• حتى منهجهم المبني على الحاكمية؟
كما قال الإمام مالك رحمه الله فكل يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر وهو الرسول صلى الله عليه وسلم، ونحن لا نقول إننا لا نلتقي معهم على شيء في دين الله، فنحن نشهد وهم يشهدون ونصلي وهم يصلون ونصوم وهم يصومون ويحجون ونحن نحج فبيننا قدر مشترك، لكن ما يتصل بأفكارهم الجانحة التي تتدخل في شؤون الدول وتكوين الخلايا والجماعات في أي بلد فأنا ضده تماما وأعتبر أن أي تنظيم يخرج من بلده إلى بلد آخر فهذا عدوان عليها، ويظل فكر الإخوان المسلمين عليه كثير من الملاحظات ولست مسؤولا عن محاكمتهم.
• لكن هذا لم يمنع لجنة مناقشة رسالتك للدكتوراه من انتقادك بشأن ما قلته عن الإمام الغزالي وتأييدك لابن تيمية؟
كانت مناقشة حامية والمؤاخذات التي دارت فيها ركزت على موقفي من الإمام الغزالي رحمه الله، فقد كان يقول إن من لا يجيد فن المنطق لا يوثق بعلومه، فأنا قلت إن الغزالي لا يقصد إنكار المنطق من حيث هو وإنما كان يريد منطقا قرآنيا، ولم أكن أعلم أن مجرد ورود اسم الغزالي سيثير حفيظة المناقشين فقالوا لي أنت تمتدح ابن تيمية وتنتقص الغزالي، فقلت لهم: كلهم أئمة هدى ونحن لا نستطيع أن نلحق بهم وبمقاماتهم، وقد أنصفتني لجنة المناقشة بعد أربع ساعات عندما منحتني الرسالة مع مرتبة الشرف الأولى.
• وكنت في الوقت نفسه تدير وضعا شائكا في معهد نجران العلمي؟
لم أواجه صعوبة في التدريس وإدارة المعهد العلمي في نجران لعلمي بطبيعة المنطقة وظروفها الخاصة، فاتخذت من البداية منهجا، فلم أكن أسمح بأن يعتدي أحد على أحد، كما لم أسمح لأحد بأن ينشر رأيا معينا أو يتجاوز على الآخرين، وكنت أجازي جزاء شديدا من يتجاوز من الطرفين فاستقامت الأمور في المعهد، ولا أخفيك أنني شعرت بالخوف في بداية المهمة وتخوفت من الذهاب للأوضاع غير المستقرة التي شهدتها المنطقة إبان حرب اليمن فتحولت نجران إلى منطقة عسكرية وفوجئت عند وصولي بوجود انقسام بشأن مستقبل المعهد بعد أن نشرت دعاية أن خريجي المعهد لا تقبلهم الدولة إلا أعضاء في هيئة الأمر بالمعروف ليحملوا العصي ويدورون في الشوارع، فاتخذت خطوة عاجلة بصرف مكافأة شهر مقدما مما استدعى الطلاب المنسحبين إلى العودة مجددا إلى المعهد وتبعهم غيرهم حتى وصل عددهم إلى سبعين طالبا في السنة الأولى ثم أقمت حفلا ثقافيا بمثابة افتتاح للمعهد بحضور معالي الأمير خالد السديري المشرف على المنطقة آنذاك وهو شخصية استفدت منها كثيرا، فقد كان من عظماء الرجال ودهاتهم وكان مجلسه في العريسة ممتلئا بالشعر والأدب والتاريخ وتفسير الحوادث والظواهر الاجتماعية، كما حضر مشائخ القبائل وقادة الجيش الذين كانوا موجودين في نجران، وقد بدأت النظرة تتغير إلى المعهد تدريجيا بعد أن وطدت علاقتي بجميع الأهالي.
• بمن فيهم الشيوخ؟
نعم.. ونشأت بيننا علاقة احترام وتقدير بعيدا عن المهاترات والتجريح واستعمال الكلمات النابية ووجدت في أهالي المنطقة كرما ورجولة في مواقفهم ولم يكن عندهم شيء من الشطط الظاهري ولم أكن أجد حرجا في مناقشة علمائهم مادام الحق هو ضالة المؤمن في كل النقاشات.
• لم تفكر في المغادرة؟
إطلاقا.. فقد شعرت أنني عدت جنديا وشعرت بمسؤوليتي عندما عايشت نجران وعشت مع أهلها أحداثا يومية يوم أن ألقيت عليها القنابل المضيئة في حرب اليمن وكان بعض العسكر يحملون في جيوبهم عروق البصل لاستخدامها كإسعافات أولية ضد الغازات السامة واتجهت مع كثير من أبناء البلد إلى الكهوف الكبيرة الموجودة خارجها وخرجنا من المعهد أساتذة ومفتشين وزملاء وطلاب وجلسنا فترة في سفوح الجبال قرب المغارات والكهوف التي كانت تشكل ملاجئ آمنة للناس.. وفي أحد الأيام كنت خطيب المسجد الجامعي في نجران فتكررت الغارات وبلغنا أن الطائرات هدمت أحد الجوامع في اليمن فقتلت سبعين رجلا وكنت متهيئا لدخول المسجد وإلقاء الخطبة وفي الوقت الذي دخلت فيه إلى المسجد بدأت الغارات الجوية فخرج أكثر المصلين من المسجد وشعرت بالحرج من الأمر فحولت مسار الخطبة إلى التنديد بالغارات الجوية وتحدي مشاعر المصلين ولم يطل أمدها كثيرا فقد انتهت خيبة المعتدين وعاد الناس إلى الصلاة.
• يقال إن وجودك في هيئة حقوق الإنسان له علاقة بموقفك من بعض المظالم التي تحدث؟
أنا لم أطلب هذه العضوية وإنما رشحت لها من قبل ولي الأمر، وللعلم فلا يخلو أي مجتمع من المظالم والتقصير في تطبيق الأنظمة وإجراءاتها، وقد وجدت من خلال جولاتي مع أعضاء الهيئة على السجون ودور التوقيف في بعض المناطق ما يفطر القلب، فالإنسان لا يعيش في كرامة وهو ما تطمح إليه قيادة هذه البلاد، وهناك بطء وتأخير في إجراءات محاكمة المسجونين ممن انتهت محكوميتهم بسبب نقص عدد القضاة وانتظار بعضهم لوصول قاض إلى نفس المنطقة، فبعض المحاكم يوجد بها قاض واحد فقط والقضاة لم يقصروا في جهودهم ولكنهم يختلفون في مستوياتهم ونتوقع مع التغييرات الجديدة في القضاء أن يكون لدينا حلول كبيرة لكثير من المشكلات.
• اتهمت بأنك حرضت الشباب على الجهاد الأفغاني فجاءت النتائج محبطة؟
لا ينبغي أن نخفي على أبنائنا أن الجهاد حق مشروع للأمة بضوابط شرعية لإعزاز كلمة الله والدفاع عن وحدتها ضد أي عدوان خارجي وله شروط وظروف، والشعب الأفغاني مظلوم ولم يترك ليحكم نفسه بنفسه، وقد أثرت فيهم التدخلات الأجنبية بمن فيهم من جاهد معهم من العرب واندفع إليهم فقد أثروا في هذه المسيرة، وقد حدثت في الجهاد الأفغاني اختراقات لم تمكن قادته من استثمار نصرهم على الروس وجاءت طالبان ولم تحسن إدارة البلاد بسبب انغلاقها، وليس من الضرورة أن تنتج لنا التجربة شيئا، فالاحتلال مازال قائما ومن حق الشعب العراقي أن يقاوم ذلك في العراق مثلا، وفي تصوري أن الخطر على الشعوب هو إثارة النعرات والخلافات المذهبية والطائفية بينها، فهذا هو الأمر الأخطر والظلم الحقيقي لهذه الشعوب.
• لكن النتيجة أن العائدين إلى بلدانهم تحولوا إلى قنابل متفجرة؟
هذا هو الذي نمقته ونرفضه ويحصل نتيجة الفوضى والبغي والعدوان واستهداف من دخلوا في ذمة المسلمين وجاؤوا في حماية الدولة وقتلهم جريمة ربما أكبر من قتل المسلم لأن ما يصيبهم غدر لهم، ومن ثم فعلى الجميع واجب المناصحة، وأمورنا تحتاج إلى المراجعة لأن خسارة أي فرد في المجتمع تؤثر على البنية الأساسية للمجتمع فنحن شعب محدود ولسنا مثل الصين أو الهند ويحز في أنفسنا أن يوجد في كل أسرة شخص سجين أو محكوم عليه بالإعدام نتيجة الشطط الفكري وانسياقه خلف التنظيمات المسلحة وأنا لا أرضى بهذا أبدا.
• تعتقد أن هذا ضرب الصحوة في مقتل؟
هذه أمور فيها شيء من التداخل، ومن المؤثرات التي أثر بعضها على بعض، ولو تحدثنا عن الصحوة فلم يحصل النوم في تاريخ المسلمين منذ بدايته حتى اليوم فالأخيار صاحون والشيطان وأعوانه صاحون أيضا وكل يعمل على شاكلته، لكنني أرى أن منظري الصحوة أخذوا مسارها إلى جانب آخر أبعدها عن الإنتاج وما كان ينتظر منها، فظهرت عندنا فتاوى جديدة وجماعات جهادية إرهابية وتكفيرية وليس من الضرورة أن يكون كل أصحابها ومنظريها على منهج واحد ولكن انحرافهم حرم الأمة من طاقات شبابها وحصل اقتحام لصفوف الصحوة فوجدت التنظيمات والخلوات السرية والدعوات المرتبطة بالخارج فأفسدت مسيرتها وكنا ننتظر أن يكون أصحابها عونا على الخير لجميع بلاد المسلمين وليس في المملكة فحسب.
• بمعنى أن انحرافها يقع على عاتق دعاتها؟
بعض الدعاة ممن وضعوا في قفص الاتهام ظلوا يحذرون من نتائج اندفاع الشباب، وأنا أعلم أن بعض الشباب قد يجدون مبررا لأنفسهم كردة فعل للظلم الذي يلمسونه ويشاهدونه في فلسطين والموقف غير العادل الذي تقفه بعض الدول مثل الولايات المتحدة وبريطانيا من القضية الفلسطينية، لكننا يجب أن نوضح لهم أن لدينا من المنابر ما يسمح بأن تكون دعواتنا مكشوفة وواضحة وضوح الشمس، وأعتقد أن شبابنا بعد هذه المرحلة يحتاجون لمن يعودهم على الانضباط والشعور بالمسؤولية خصوصا بعد أن ظهر عليهم الترهل والكسل والسقوط في المخدرات والانشغال بسفاسف الأمور، وأعتقد أن التفكير في تطبيق التجنيد الإجباري في بعض الفترات وبتدرج مدروس أصبح أمرا مطلوبا وإن كان البعض يرى أنه يؤثر على الاقتصاد ولكن هذا غير صحيح.
• ما مدى صحة ما أشيع من أن المعاهد العلمية الممتدة من الطائف إلى جازان في تلك الفترة وأسباب إنشائها لمنع مد مذهب أو آخر؟
هذه معلومة أسمعها لأول مرة، وليس بالضرورة أن يكون هذا ما يفكر فيه فالمعاهد موجودة في كل مكان وهناك كثير من الشافعية في الحجاز والمالكية في الشرقية، والمملكة ليس لها هدف في فرض مذهب معين، صحيح أن المذهب الرسمي للبلاد هو الحنبلي لكننا بلد منفتح والقضاة والمفتون مسموح لهم أن يرجعوا إلى أصح أقوال أهل العلم من أصحاب المذاهب الأربعة، والأئمة الأربعة محترمون من حكام هذه البلاد كلها وعلمائها ومادمت تتحدث عن الشافعية فالإمام الشافعي تولى قضاء نجران في فترة من الفترات وهذا من خصائص تاريخ نجران، ولا يستطيع الإنسان أن يغير مذهب إنسان آخر ويغير قناعاته مادام على الحق من أئمة المذاهب الأربعة، أما ما عدا ذلك من النحل والملل فالإنسان عليه أن يبين الحق الذي يهتدي إليه الجميع.
• عرف الناس بدايتك مع الشعر في شقراء وليس في منطقة شاعرية كرجال ألمع فما السبب؟
تجربتي الشعرية بدأت وأنا في السنة الثانية في معهد شقراء، عندما استمعت إلى قصيدة عصماء لأستاذي الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن إدريس رحمه الله تعالى في حفل أقيم للتبرع لمجاهدي الجزائر في كفاحهم ضد فرنسا، وقد حاولت أن أنام تلك الليلة فلم أستطع من كثرة إعجابي بالقصيدة ورغبتي في تقليدها وظللت أردد أنغاما حماسية وكلمات كنت أحسبها شعرا إلى أن نشأت قصيدتي فقدمتها للمشرف على النادي في المعهد صباح اليوم التالي، ولأنه لا يجيد الشعر فقد أرسلها إلى مدير المعهد عثمان السيار الذي قرأها وعدل على بعض كلماتها وبعد أن ألقيتها جاءني المدير مشجعا قال لي: أنت شاعر المعهد الآن ومن أبياتها:
أيا طير حومي في السماء وغردي
وطوفي على الميدان علك تشهدي
فإن ليوث المجد هبت لنجدة
بها عزة الإسلام في موكب الغد
ومن يومها وأنا أبذل محاولات شعرية ولا أعتبر نفسي شاعرا فللشعر رجاله وما أنا إلا مجتهد وأقوله عندما تأتي الدواعي والمناسبات.
• وكيف لمجتهد في الشعر يادكتور أن يهاجم شعر التفعيلة ويعتبره ترقيصا للكلمات؟
أنا لست ناقدا ولا متضلعا في فنون الأدب المختلفة لكنني لا أحترم من يتغير ويلبس قميصا مفصلا في مكان آخر، فاللغة الفصحى هي المكون الأساسي لهويتنا الثقافية، وفي الماضي كان الشعراء يطوفون الجزيرة العربية بأشعارهم دون أن يلحنوا فيها؛ لأنهم كانوا يعدون ذلك عيبا، وأنا لا أعترف بقصائد التفعيلة الواحدة ولا بالشعر الحر، وأعتقد أن ترقيص الكلمات ليس إلا نوعا رفيعا من النثر الفني لكنه ليس شعرا، وأنا مؤمن بأن الشاعر يجب ألا يحكم على ثقافات الناس بمستوى واحد، فما يكون حسنا عند أحدهم، قد لا يكون حسنا عند غيره وهكذا، وعموما لغة الشاعر لها دور كبير في التأثير على المتلقي وكذلك الإلقاء، ومازلت أتذكر إبداع الشاعر الكبير عمر أبو ريشة، الذي كان له منهج وفن في أسلوب الإلقاء، وقد شهدنا على ذلك عندما كان يلقي قصائده أمام الملك فيصل في مواسم الحج.
• إذن قابلت الملك فيصل رحمه الله؟
قابلته مرتين في الحج والناس مجتمعون في منى بعد حرب رمضان عام 1973م وتحطيم خط بارليف الذي قال عنه اليهود إنه لا يقهر، والموقف الجريء الذي اتخذه بإيقاف النفط عن الغرب، مما أحدث هزة عالمية فألقيت أمامه قصيدة يتذكرها كل من حضر وقلت فيها:
مددت يدا بالماء كالغيث هاطلا
وأمددت جند الله فاستبسلوا حربا
فكف به الصاروخ يهدر في الوغى
وكف على البترول هز به الغربا
وقد استعادها الحاضرون لأكثر من مرة، وعندما انتهيت منها خالفت نظام البروتوكول واتجهت مباشرة إلى الملك فيصل لأسلم عليه وأعطيته القصيدة فدعا لي بخير ورأيته يبتسم.
• البعض يقول إنك تخفي في داخلك تأثرا وميولا بالفترة التي قضيتها في مصر؟
هذا غير صحيح، فأنا لم أتأثر بشعراء مصر، وإن كنت قد قرأت لشوقي والبارودي كما وإنني لم أعجب بأم كلثوم التي تاه فيها الكثيرون لأنه لا وقت لدي للسماع من كثرة واجباتي الدينية.
• ألا تعتبر هذا انغلاقا؟
إنما يستهوي الإنسان ما يعجبه ويميل إليه وليس شرطا أن يكون منغلقا تجاه فن معين ولكن هذه الميادين لا تهمني كثيرا قدر اهتمامي بوضع أمتي وبناء مجتمعي وقضيتنا الأولى وهي تحرير فلسطين.
• بالمناسبة لماذا تقف في خط مناقض لكل شعراء العامية.. وما أكثرهم في منطقتك؟
يا أخي دواويني الخمسة التي أصدرتها بالفصحى لم تمنعني من التلذذ بالشعر العامي وكلماته وموضوعاته وصوره الجمالية، فأنا أرى فيه مضامين جيدة وجميلة، ولكن الخطورة تكمن في أن هذه الظاهرة تنتشر وتتسع ويحصل التأليف باللغة العامية الأمر الذي يؤثر على لغة القرآن والتدوين والعلوم والمعارف، وبالمناسبة فقد ناقشت رسالة ماجستير عن جهود الملك عبدالله الدعوية فوجدت فيها إكثارا من القصائد بما يخل بالرسائل العلمية ولم تكن الاستعانة بها لمجرد الاستدلال فقط وكانت ملاحظاتنا عليها أنه كان ينبغي الاكتفاء بذكر موضع الاستدلال في الحدث وأما أن تكون رسائل علمية باللغة العامية ويكثر فيها الشعر فأنا لا أؤيد ذلك، وكانت وجهة نظرها أن هؤلاء الشعراء من أبناء البادية ولهم تاريخهم واسمهم فقلت لها إنني من البادية وأنا لا أذم إخواني ولكن الشاعر العربي الذي كان يضرب الصحراء من العراق إلى بادية الشام ويحضر أسواق عكاظ والمجنة والمجاز كان يباري الشعراء ويبارونه باللغة العربية الفصحى وهذا يرفع من عروبتهم، أما الشاعر العربي في هذه الرسالة فأتمنى أن يأخذ بأسلافه وقد أجيزت الرسالة لما فيها من معلومات وليس لشخص الباحثة ولهذا فإن لي تحفظا على المنابر والقنوات التي تنشر بالعامية وتنافس الفصحى.
• هذا يعني أنك منقطع عن المشاركة في المناسبات التي يحضرها شعراء المنطقة؟
حاولت أن أشارك مرة في إحدى العرضات، ولكن شعري لم يخرج بمستوى الفرسان الموجودين في الساحة فآثرت عدم المشاركة.
• بحكم دفاعك الدائم عن موروث المنطقة الجنوبية لم نسمع رأيك تجاه ما كتبه الدكتور كمال الدين الصليبي في كتابه (التوراه وجزيرة العرب) من أن منطقة رجال ألمع هي أرض المحشر؟
هذا الموضوع رد عليه كثير من الإخوان وفي رأيي أن كلامه له جذور ودعوات لإيجاد فتنة مستقبلية وتمهيد لشيء في ذهنه، وما كتبه يدخل في باب الترهات وليس له أصل، فأرض المحشر معروف أنها في بلاد الشام وأن الله سبحانه وتعالى يبدل الأرض غير الأرض أما بلاد رجال ألمع فهي جبال وضلعان ومثلها مثل غيرها من البلدان الأخرى فهذا من جانب، أما من يقول إن بلقيس ملكة اليمن التي أصبحت زوجة لسيدنا سليمان بن داوود عليه السلام وبجنوده المتواصلة من اليمن إلى الشام أنها مهدت لوجود بني إسرائيل فأصبح لهم جذور في أيام بلقيس وما بعدها فهذه الأمور تحتاج إلى بحث تاريخي.
• ما لا يعرفه الكثيرون أنك ذهبت إلى كندا ملحقا تعليميا وهربت منها سريعا خوفا من الفتنة؟
كنت وحيدا هناك لمدة خمسة أشهر تقريبا وقد وجدت حرجا شديدا أثناء خروجي وتواجدي في بعض الأماكن العامة وحولي بعض الناس. فحاولت أن أحضر أسرتي ولم أستطع لتفرق الأولاد فآثرت العودة إلى المملكة.
• يقال إن الإنسان الجنوبي مستلب ثقافيا، فما هي صحة هذا القول خصوصا أن الإسلاميين في المنطقة متهمون بالوقوف ضد الموروث الجنوبي؟
بطبيعتي أمقت المناطقية لأنها تشتت الأفكار وتذيب الأخوة بين أبناء البلد الواحد. وأبناء الجنوب مثل غيرهم من أبناء المناطق الأخرى درسوا في المدارس الحكومية ونهلوا من المعارف التي نهل منها الآخرون وأسهموا في عملية التنمية وأنا أعتقد أن الموروث الشعبي والجمع والمواءمة بين الأصالة والمعاصرة سمة بارزة في أبناء المنطقة الجنوبية بشكل عام وإن حدثت تغيرات محدودة.
• ولكن القلطة أدخلت عنوة إلى الموروث الجنوبي؟
هذه الأمور يسأل عنها من أنشأها ووقف وراءها.
• يلاحظ أيضا تقوقع أبناء منطقتكم وانعزالهم كثيرا؟
على عكس ما تقول، فنحن نشكو من هجرة أبناء المنطقة بحثا عن لقمة العيش.
• مادمنا في شهر رمضان فقد سبق لمسلسل (طاش ما طاش) الذي يعرض هذه الأيام أن تناول اللهجة الجنوبية واعتبرها البعض استهزاء بأبناء المنطقة، ما هو موقفك من ذلك؟
شخصيا لم أتأثر بهذا الشيء ولم أشعر به، ولا يمكن الحكم على شيء من خلال تأثر شخص من الأشخاص بقضية معينة وفي رأيي أن طاش ما طاش برنامج فني ومحبوب وأنا أتابعه ومعجب بتمكن ممثليه وإجادتهم لفنهم وفيه فسحة للتسلية والترويح عن النفس بالنسبة للأفراد والأسر، وهم لم يخصوا اللهجة الجنوبية بموقف معين وإنما مثلوا بكل اللهجات.
• قصيدة (فلسفة حب) هل تعني أنك مررت بهذه التجربة؟
في اعتقادي أن القلب الذي لا يحب قلب خرب لكن ما هو القلب المقصود، فهناك حب الله وحب الرسول وحب الوالدين وهناك الحب الفطري مثل حب مجنون ليلى وهناك حب منسجم مع الفطرة، ويصان هذا الحب ويحترم ويعمل على صيانته، وهناك حب مدنس ينقلب إلى شر على صاحبيه ولا أحد يستطيع أن يصد الحب إذا أثر عليه أو أثر به في أي موقف من المواقف وبخاصة الحب المشروع بين الرجل وزوجته مثلا.
• إذن تزوجت عن حب؟
ليس بالضرورة أن تكون هناك علاقة قبل الزواج لكنه ربما يحصل بعد الزواج.
• تقصد أن قلبك مازال أخضر.. ويمكن أن يحب؟
هذه مسألة فطرية تحصل حتى للرجل الكبير في السن وإن تجاوز السبعين والثمانين ولديه أولاد وأحفاد، والرسول عليه الصلاة والسلام كان يحب بعض نسائه أكثر من الأخريات وكان يقسم بين نسائه بالعدل فيقول: اللهم إن هذا قسمي في ما أملك فلا تلمني في ما تملك ولا أملك، ويقصد بها الميل القلبي، فالحب ليس مذموما ولكن الذم في من شوهوا الحب وانحرفوا به إلى طريق الرذيلة.
نقلا عن عكاظ السعودية حوار أجراه الزميل بدر الغانمي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.