لمهنة التمريض وعمل المرأة في هذا المجال قدسية وهيبة تشتق من الدور العظيم الذي تقوم به من رعاية المرضى , وعملها لا يقل أهمية عن عمل الطبيب , فهي تندرج ضمن كادر طبي له الهدف نفسه وإن اختلفت المهمات , وإن تقبل المجتمع انخراط المرأة السعودية في هذا المجال إلا أن البعض لايزال ينظر لها بعين الريبة ويرفض ذلك بحجة الاختلاط رغم أن اطهر النساء الصحابيات رضوان الله عليهن كن يزاولن هذه المهنة ويخرجن مع الجيش في الغزوات ويقمن بدور عظيم في مداواة وسقاية الجرحى كما أن الممرضة السعودية تعاني من هاجس العنوسة ومخاوف من رفض الارتباط بها, هذا عدا النظرة الدونية والمعاملة السيئة التي تواجهها من قبل بعض المرضى أو الزوار فإلى اليوم لايزال هناك من ينظر لعملها في التمريض إما أنه احتياج مادي وأنها من طبقة فقيرة أو على أنه تحرر من العادات والتقاليد, ايضا تواجه الممرضة السعودية تفضيل الأجنبية عليها رغم أنها الأجدر والأقدر على تفهم احتياج المرضى نظرا لتوافق اللغة والدين والعادات . نظرة سلبية وترى الدكتورة : نوره عبدالله الاصقه بعلم الاجتماع إن النظرة السلبية لعمل الممرضة السعودية من قبل المجتمع ترجع في الأصل لعدم تقبل مجتمعنا عمل المرأة أيا كان إذا وجد فيه اختلاط وترجع السبب أيضا لسوء فهم المجتمع لمهنة التمريض والمهام الإنسانية التي تقوم بها الممرضات وتؤكد نوره قائلة :وبالرغم من نظرة المجتمع الدونية وخاصة من بعض الشباب الذين لا يقبلون الزواج من ممرضة إلا أن الممرضة السعودية استطاعت ان تحقق نجاحها, وتقول نوره ولكي نحد من هذه النظرة لابد ان تقام ندوات ومؤتمرات لتوعية المجتمع ليعيد صياغة نظرته من جديد لمهنة التمريض ويجب ان تكون هنالك اجتماعات ايضا لمعرفة أهم الصعوبات التي تواجه المرأة السعودية بهذا المجال والعمل على حلها وتحفيزهن ماديا ومعنويا لرفع كفاءة الممرضات السعوديات. لم يتقدم أحد لخطبتي وقد تحدثت الممرضة (م _ع) ل(الندوة) : عن تجربتها أثناء دراستها للتمريض بنبرة حزن وآسى حيث أنها فضلت أن لا تخبر أهلها بمجال دراستها إلا بعد مضي 3 سنوات لأنها تعلم مسبقا بأن الرفض القاطع سيحطم حلماً لطالما كانت شغوفة به وهدفاً نبيلاً أصرت على تحقيقه حتى تمكنت أخيرا من مواجهة الأهل والحصول على بعض الموافقة , إلا أنها تواجه رفضاً من المجتمع حيث انه لم يتقدم احد لخطبتها بسبب مهنتها.أما الممرضة حنين التي تعمل بأحد المراكز الصحية بمنطقة مكةالمكرمة فتقول: إنها لا تزال تعاني الكثير من المشكلات في المنزل بسبب ساعات العمل الطويلة والمناوبات المسائية وتقول حنين يجب تحديد ساعات العمل وترك المناوبات النهارية للممرضات السعوديات والمناوبات المسائية للممرضات الأجنبيات . تسلط الرؤساء وتشير الممرضة غادة إلى مشاكل أخرى تواجه الممرضات السعوديات بقولها :ما أُعانية أنا وباقي زميلاتي في المهنة ليس فقط نظرة المجتمع فحقوقنا مسلوبة ونعاني من الظلم وتسلط الرؤساء في العمل من خلال قراراتهم التي يفرضونها علينا والأسلوب غير اللائق من الممرضات الأجنبيات وإشعارنا بأن الممرضة السعودية غير مؤهلة للعمل في هذه المهنة . حاجز الإبداع وتساءلت الممرضة هدى والتي تعمل بمستشفى الحرس الوطني بجدة قائلة: لماذا المجتمع ينظر إلينا بنظرة مميتة وإلى الطبيبة بنظرة احترام وتقدير وهي تعمل بنفس المجال !. وبنبرة حزن تقول هدى إن هذه النظرة أصبحت حاجزاً يعترض إبداع الكثير من الممرضات السعوديات وأخيرا ترجو هدى من المجتمع ان يمنحها وباقي زميلاتها بالمهنة الثقة والدعم لكي يستفيد المجتمع من خبراتهم وقدراتهم . كما التقت (الندوة) بعدد من المواطنين لمعرفة سبب هذه النظرة لمهنة التمريض حيث أخبرنا : محمد العصيمي بقوله :إن ما يصدر من بعض الممرضات من تصرفات غير لائقه وعدم الاحتشام والتبرج ولو كان من قلة منهن إلا انه يسئ إليهن جميعا ولذا أنا ارفض رفضا قاطعا الارتباط بممرضة . الارتباط بممرضة ويخالفه في الرأي الأستاذ : ياسر ادريس فيقول : أنا ممن يختار المرأة ذات الدين والخلق والعفاف وأتوسم في غالبية الممرضات السعوديات الخير الكثير وبالنسبة إلي لا أرى أي مانع من الارتباط بممرضة فهن يقمن بعمل عظيم ونحن نحتاج إلى وجود ممرضات في مستشفياتنا. ابنتي ممرضة ونرى علامات التعجب على المواطن :أحمد عثمان بقوله :ابنتي ممرضة ولم امانع عملها لأن الممرضات يقمن بدور فعال ومهم بالمجتمع ويجب أن نمنحهن الثقة والدعم لكي نستفيد من قدراتهن ويتسأل عثمان بقوله لماذا ينظر المجتمع للممرضات السعوديات بنظرة سلبية ومن ناحية أخرى يريدون أن تعالج نسائهم من قبل ممرضات لا ممرضين فلما هذا التناقض!! ويقول: أبو البراء وضع الممرضات السعوديات اليوم يحتاج إلى إعادة نظر فيجب وضع ضوابط ولوائح محدده تمنع تبرج الممرضات وتلزمهن ب الاحتشام ووضع قسم خاص للنساء لا يتدخل فيه الرجال وذلك لإعطاء المرأة مكانتها وحشمتها داخل المستشفى .