يعد طول الدعاء إضافة إلى رفع الصوت به من أبرز الظواهر التي يتسم بها بعض الأئمة في شهر رمضان، حيث يسجعون ويفصلون فيه لفترة زمنية طويلة تتجاوز 30 دقيقة في بعض المساجد، لا سيما في ليلة الختم التي يجمع فيها بين دعاء ختم القرآن الكريم ودعاء القنوت، بحسب تقرير "مكة أون لاين". وقبل أسبوع من بداية شهر رمضان المبارك شن إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور سعود الشريم حملة على السجع المتكلف في الدعاء، وتجاوز الحد المأثور فيه، محذرا من رفع الصوت، مستدلا بقول الله تعالى «ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين»، مؤكدا أن تجاوز الحد في الدعاء، ورفع الصوت والسجع لم يكن من المأثور. وأوضح عضو الجمعية الفقهية السعودية الدكتور محمد السعيدي أن التكلف في الدعاء مكروه، مشيرا إلى أن الأصل في الدعاء هو الإجمال، وعدم التفصيل فيه، بذكر كل صغيرة وكبيرة وشاردة وواردة، لافتا إلى أن بعض الأئمة يقومون برفع أصواتهم لاستدرار عواطف المصلين وتأثرهم. من جانبه أكد وكيل كلية الدراسات القضائية والأنظمة بجامعة أم القرى الدكتور علي الزهراني أن الدعاء من أكرم العبادات على الله حيث سماه «صلاة»، ولما كان كذلك تعين الوقوف به عند حد الشارع نوعا وقدرا، مشيرا إلى أنه يجب على المسلم تجنب ما لا يليق بهذه العبادة، كالتلحين والتمطيط والتغني، مما ينافي الخشوع والتضرع والعبودية لله، ويكون مدعاة للرياء، إضافة إلى ابتداع الغرابة والتكلف والتزامها منهجا وشعارا، مطالبا بتجنب السجع والتطويل والتفصيل لتحريك العواطف وتهييجها، منبها على ضرورة تجنب رفع الصوت به. كما نوه الزهراني إلى مقولة ابن جريج في هذا السياق حينما قال «من الاعتداء رفع الصوت والنداء في الدعاء» وبين أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال «أَيُّهَا النَّاسُ أَرْبِعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ ، فَإِنَّكُمْ لَا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا ، إِنَّمَا تَدْعُونَ سَمِيعًا بَصِيرًا» مؤكدا أن تطويل الدعاء ورفع الصوت والسجع من العوامل المشتتة لأذهان المصلين، لافتا إلى أن إيقاف المصلين لفترات طويلة ليس من حق الإمام، وأن الإمام أحمد لما سئل عن القدر الكافي للدعاء ذكر أنه يقدر بسورة الانشقاق. وفي السياق ذاته أكد عضو مجلس الشورى الدكتور عيسى الغيث أن تطويل الدعاء والسجع فيه، إضافة إلى رفع الصوت خلال أدائه من المكروهات في الدين إضافة إلى كونه مخالفا للسنة النبوية.