ضرب أئمة المساجد بالتعميم الصادر من وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بشأن دعاء القنوت, ومطالبتها لهم بالالتزام بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم, من عدم الإطالة, وعدم التكرار, والدعاء فقط على المعتدين, وعدم الدعاء بهلاك اليهود والنصارى, وقلب بعض الأئمة دعاء القنوت إلى "مزاد" كما وصفه الشيخ عبد العزيز بن عبد الرحمن المقحم بالحراج, الذي يخرج عن الخشوع. وأكد الشيخ المقحم على ضرورة الالتزام بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء, وأن لا يذهب الخشوع, مشيراً إلى أن هناك من يصلي التراويح في ربع ساعة ويخصص ساعة للدعاء. وكانت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد, دعت الأئمة والدعاة الذين يقومون بإمامة المصلين في صلاة التراويح خلال شهر رمضان المبارك, إلى عدم الإطالة في دعاء القنوت, وأن يخصص الدعاء- كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم- للإصلاح ويكون بالإجماع ولا يخصص, وألا يزيد على خمس دقائق. وقالت الوزارة في توجيهاتها: إن التطويل في دعاء القنوت ليس من السنة, بل إنه يذهب الخشوع في الصلاة, وحذرت من السجع والتكلف والتكرار, وتلاوته مثل قراءة القرآن الكريم. كما نبهت إلى عدم التقليد, بأن يقلد بعضهم بعضاً في دعاء القنوت, وطالبت جميع الأئمة والدعاة بإخلاص النية, والالتزام بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وحددت الوزارة 12 مرتكزاً لآداب الدعاة في القنوت, وطالبت الأئمة الالتزام بها, ومن هذه الشروط: استشعار الدعاة في العبادة, والاجتهاد وتصحيح النية, واستحضار الإمام قلبه, وأن يدعو بابتهال وتضرع, وتجنب ما يحدثه رفع الصوت, والجهر الشديد والصياح, حتى لا يقع الإمام في الغلو والرياء, ومن مداخل الخطأ عند بعض الأئمة في المساجد تقليد بعضهم بعضاً, وحرص بعضهم أن يدعو بما يدعو به غيره, دون النظر في صحة الدعاء, أو بحث عما هو أولى منه أو أحرى . وأكدت الوزارة في توجيهاتها على ضرورة إتباع الإمام لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم, واقتفاء آثار حملة الوحي من الصحابة ومن اتبعهم. وأكدت التوجيهات على أهمية استفتاح دعاء القنوت في ختام صلاة التهجد بالحمد والثناء على الله سبحانه وتعالى, والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم, وتحري جوامع الدعاء وترك التكلف والتفصيل, وعدم السجع لما فيه من منافاة للخشوع في الدعاء, وأن يدعو الإمام إلى الله عز وجل بلسان الذل لا بلسان التقعر والتكلف وتجنب الزيادة والإطالة التي تشق على الناس, وأن يكون ظاهر دعاء القنوت الإجمال وعدم التطويل, وهو ما كان يفعله العلماء الكبار المقتفون للسنة, أما التطويل في دعاء القنوت فهو من المحدثات وليس من السنة . وطالبت الوزارة من الأئمة بالإلحاح في الدعاء والتضرع والصدق, وتكرار بعض الأدعية ثلاثاً, وعدم استبطان الإجابة, وأنه يجوز رفع اليدين في الدعاء, والمشروع في الدعاء لا عدوان فيه, والعدوان قد يكون من كثرة الألفاظ أو كثرة المعاني . وقالت الوزارة إن التعميم في الدعاء بالهلاك على اليهود والنصارى خطأ, فيجب الدعاء على المعتدين فقط أما تعميم الدعاء بهلاك اليهود والنصارى والكفار عامة مخالفة لما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم, وهو ما أكدت عليه اللجنة الدائمة للإفتاء بقولها "إن الدعاء بفناء كل الكفار, اعتداء في الدعاء؛ لأن الله قدر وجودهم وبقائهم لحكمة, والله يفعل ما يشاء, ويحكم ما يريد"، ومن ثم الدعاء على اليهود والنصارى جميعاً بالاستئصال لا يجوز شرعاً.